فضاءات

منتدى المسرح يحتفي بالفنان المغترب جواد الأسدي

بغداد - طه رشيد
استمرارا لاحتفائه برموز الحركة المسرحية، احتفل منتدى المسرح في بغداد، أخيرا، بالفنان المغترب جواد الأسدي، وسط جمع من الفنانين والمثقفين يتقدمهم الفنان الكبير سامي عبد الحميد، ونقيب الفنانين العراقيين صباح المندلاوي، والكاتب زهير الجزائري.
وجرى خلال الجلسة الحديث عن المحتفى به الذي تنقل وعمل فنيا في عواصم مختلفة، بينها صوفيا ودمشق وبيروت وعمان والقاهرة وتونس وباريس ومدريد، وجرت الإشارة إلى انه تخرج في أكاديمية الفنون الجميلة – قسم الفنون المسرحية عام 1972، وانه حصل على الدكتوراه في المسرح في جامعة صوفيا – بلغاريا عام 1983. كما ان أول عمل مسرحي أخرجه في بغداد بعد إكماله الدراسة الجامعية، حمل عنوان "العالم على راحة اليد"، وكان لصالح فرقة المسرح الفني الحديث، ثم توالت أعماله المسرحية ليسجل حضورا عربيا متميزا، ويحصد الجوائز في أكثر المهرجانات التنافسية التي شارك فيها.
كما جرى الحديث عن مسرحية "مجزرة ماكبث" التي أعدها وأخرجها المحتفى به في مغتربه، وكيف انها حملت نكهة مختلفة عن بقية أعماله، لكونها عرضت في بغداد أواسط التسعينيات، وهو بعيد عن وطنه، ولا يستطيع الدخول إليه.
مدير الجلسة الفنان عقيل مهدي الذي زامل الأسدي خلال الدراسة الجامعية والعليا، والذي ربطته معه أواصر صداقة متينة، استذكر العروض المسرحية التي شاهدها في صوفيا بمعيته، وكيف انها كانت تشكل في ذلك الوقت إبداعا متميزا في المسرح البلغاري والعالمي على حد سواء.
ثم طرح أسئلة عدة على المحتفى به، كان أولها عن تعامله مع الممثل وعن ثقافة الجسد، وقد أجاب الأسدي انه "لا بد للجسد أن يمتلك حريته وان يكون مثواه في الصعود مع النص بإيقاعاته الإبداعية".
وتحدث المحتفى به عن تجربته في الكتابة المسرحية، مشيرا إلى انه حين يكتب نصا كمخرج فانه لا ينجز من العمل على الورق إلا ثلثا منه، ويبقي الفضاء الابداعي مفتوحا لما تبقى من العمل أثناء التدريبات اليومية، التي يمكن ان تستغرق ثلاثة أشهر بالحد الأدنى.
بعد ذلك قدم عدد من الحاضرين مداخلات تطرقوا فيها إلى محطات إبداعية في مسيرة الأسدي الفنية والإنسانية، وهم كل من مناضل داود، طه رشيد، زهير الجزائري، سامي عبد الحميد، عزيز خيون، حكمت داود، هيثم عبد الرزاق، صميم حسب الله، رائد محسن، وذكرى عبد الصاحب.
وذكر د. صميم، انه أخرج خلال حقبة النظام الدكتاتوري المباد مسرحية "تقاسيم على العنبر" التي هي من تأليف جواد الأسدي، وان السلطة فرضت عليه وقتذاك رفع اسم المؤلف عن العمل، مشيرا إلى ان ذلك يؤشر خوف النظام المقبور من الأسماء اللامعة التي كانت تعمل بجد في المنافي.
فيما قال الفنان سامي عبد الحميد في مداخلته: "جواد الاسدي يشكل مفخرة للعراق ومفخرة للمسرح العراقي".
وفي الختام قدمت باقات ورد إلى الفنان جواد الأسدي باسم دائرة السينما والمسرح ومنتدى المسرح ونقابة الفنانين العراقيين.