فضاءات

في النجف .. رضا الظاهر حول "الاصلاح الثقافي"

طريق الشعب
أقامت اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف، السبت الماضي، أصبوحة حول "الأزمة الثقافية والاصلاح الثقافي"، قدمها الكاتب رضا الظاهر.
افتتحت الندوة، التي حضرتها الرفيقة بسمة كاظم عضو اللجنة المركزية للحزب، بكلمة موجزة للرفيق كريم بلال سكرتير اللجنة المحلية، رحب فيها بالحاضرين وتحدث عن نشاط المنظمة ولجنتها الثقافية.
بعد ذلك ألقى الأستاذ أحمد الموسوي، الذي أدار الأصبوحة، أضواء على الوضع الثقافي في العراق عموماً وفي النجف خصوصاً، وعلى محتويات "ورقة الاصلاح الثقافي"، التي كانت قد وزعت مسبقاً على الجمهور الغفير الذي شارك في الاصبوحة، وكان بينهم عدد كبير من الأدباء والمعنيين بقضايا الثقافة. وشخص الموسوي في تقديمه معاناة المثقفين والمهام الملقاة على عاتقهم في الظرف الراهن.
وابتدأ الأستاذ رضا الظاهر حديثة بالاشارة الى أن التحول العاصف في الاطار الثقافي يعكس، رغم التباساته وانعطافاته، آفاق نهضة ثقافية يمكن، اذا ما توفرت لها الشروط الصحية، أن تعيد الاعتبار للعقلانية والتنوير، وتخلق فضاء ازدهار الثقافة الابداعية.
وقال ان المجتمع لا يعاني من الأزمات المستعصية، وبينها غياب الأمن والخدمات واستشراء الفساد وسيادة التخلف وحسب، وانما أيضاً، من مشكلة غياب أو تدني الوعي.
وطرح المحاضر أسئلة عدة حول دور المثقف واسهامه في الحركة الاجتماعية، ودعمه لقضية الاصلاح، ومعاناة الثقافة والمثقفين بسبب منهج المحاصصة الطائفية والاثنية، وموقف القوى السياسية المتنفذة، التقليدي والعاجز، من المثقفين ونتاجهم الابداعي.
وشخص سمات الأزمة الثقافية الراهنة، مشيراً، بشكل خاص، الى تغييب دور المثقفين، وغياب الدعم الحقيقي للثقافة من جانب مؤسسات الدولة، ومعاناة المثقفين من تأثير ثقافة الاعلام، واحساسهم بالتهميش وانسحاقهم تحت وطأة الشعور بالاحباط والعزلة وطاحونة اللهاث وراء العيش على النحو الذي يستزف طاقاتهم الابداعية، وكل هذا تعمّقه عواقب الدكتاتورية والاستبداد وآثار الاحتلال وحكم المحاصصات.
وفي موضوعة الاصلاح الثقافي، التي احتلت الجزء الأكبر من مداخلة الأستاذ رضا الظاهر، قدم أفكاراً عن الاصلاح بشكل عام، والاصلاح الثقافي بشكل خاص، مشيراً الى ارتباط هذه العملية بتوفير مستلزمات إعادة اعمار البني التحتية للثقافة، وتأمين شروط نهوض ثقافي، وفق خطة ستراتيجية للثقافة الوطنية تعتمد الكفاءات والآليات السليمة، وتعزيز دور الدولة في هذه العملية، وتنمية الوعي الثقافي، وضمان حرية التعبير، والتنسيق بين منظمات المجتمع المدني الثقافية ومؤسسات الدولة المعنية، على النحو الذي يضمن ازدهار الثقافة الوطنية وثمار الابداع وحقوق منتجيه.
وأكد الظاهر على ان الغاية من الاصلاح الثقافي تتمثل، من بين أمور أخرى، في إعادة الاعتبار الى الثقافة كجزء أساسي من حياة الناس، ومصدر لا ينضب لمتعتهم وفائدتهم، وحاجة لا غنى لهم عنها، وذلك من خلال توفير شروط نموها وتطورها حتى تفعل فعلها. وقدم المحاضر صورة موجزة عن هذه الشروط على مختلف الصعد، وبينها المجتمعي والفردي، ودور الدولة وميزانياتها المخصصة للأغراض الثقافية، وما يتعين على وزارة الثقافة القيام به في هذا الشان، فضلاً عن الجامعات والمؤسسات التعليمية والأكاديمية والبحثية، ومؤسسات الثقافة في اقليم كردستان والمحافظات، والاتحادات والنقابات والجمعيات الثقافية، والمنظمات الثقافية غير الحكومية، والمنابر الأهلية.
وأكد على طائفة من القضايا، بينها أهمية الدور الذي تلعبه وسائل الاعلام في هذا الشأن، واحترام أجهزة الدولة لاستقلال الثقافة.
وكان لمساهمة عدد كبير من الشخصيات الثقافية في المداخلات والتعقيبات والأسئلة دور هام في استكمال وإغناء الحوار حول قضية الاصلاح الثقافي والاشكاليات الأخرى التي طرحت في الندوة.