فضاءات

حفل إستذكار وتأبين لرائدة المسرح العراقي الفنانة ناهــدة الرماح

طالب عاشور
تصوير باسم ناجي
إلتقى عدد من أبناء وبنات الجالية العراقية يوم السبت 29/4/2017 في مقر الجمعية المندائية في ستوكهولم، ليستذكروا ويُأبنوا الفنانة العراقية الراحلة ناهدة الرمّاح، بحضور عدد من ممثلي السفارة العراقية في مملكة السويد، وعدد من ممثلي الأحزاب والمنظمات العراقية في ستوكهولم.
إفتتح الحفل التأبيني بدعوة عريف الحفل الأستاذ (منذر نعمان عوفي) للوقوف دقيقة صمت حداداً على روح الفقيدة الراحلة، ثم ألقى الأستاذ فاضل ناهي رئيس الهيئة الإدارية للجمعية كلمة الجمعية التي أشاد فيها بدور الفنانين العراقيين ومكان الفقيدة الفنية، ثم طالع عريف الحفل رسالة الأستاذ بكر فتاح حسين سفير جمهورية العراق التي أشار فيها إلى بعض محطات المعانات التي مرت بها الفقيدة وعطائها الفني الثر ونضالها الدؤوب ورفاقها ضد الدكتاتورية، والعذاب النفسي والجسدي الذي موس ضدها أبان الحكم الصدامي الفاشي.
كما طالع رسالة التعزية التي بعثها (الدكتور فؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق) إلى عائلة الفقيدة.

وبرقية التعزية التي بعثها المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي في 22 آذار الماضي.. وطالع قصيدة شعرية جميلة ومؤثرة (للشاعر المهندس فهيم عيسى السليم) جاء في مطلعها..
يا أيها الرمّاح
جاءتك بنتك الصغيرة
تحمل عطر موطنٍ، وشوق طفلة صغيرة
عادت لترتاح
تنزعُ ثقلَ أمةٍ عذبَها الرصاصُ والقتالُ والسلاحُ
صاحتْ: (من المسؤول؟)
عن وطني المقتولْ
عن هذه الطفولة التي تذوب، لا تقولْ
عن هذه الامومة التي تؤولْ
لقمة المجهولْ
يا أيها الذبّاحْ
قد رُفعت ستارة المسرح عن فصولها الأخيـــرة..
بينما كتبت اللجنة الإعلامية لإتحاد الجمعيات المندائية في المهجر ترنيمة بديعة!
إلى التي لم تزل فينا... خيطاً مكن خيوط شمس الصباح على حقول العراق...
وفي الفقرة الخامسة عُرض فلم كان من إعداد ومونتاج وإخراج (الفنان عدي حزام عيّال) بعنوان
(وداعاَ ناهــدة الرماح)
إستعرض مسيرة الفنانة الذاتية والفنية مشيراً إلى أهم الشخصيات والأعمال الفنية التي عملت معها.
طالع الفنان إبراهيم فرحان البدري المخرج التلفزيوني رسالة (الرابطة المندائية للثقافة والفنون)، والتي أعدها الأستاذ فوزي صبار نائب رئيس الرابطة، حيث عرض فيها رسالة كتبتها بخط يدها بعد فقدها لبصرها جاء فيها:
تحية من الأعماق
لمبادرتك الرائعة
الهدايا دروع محبة وتقديـــر.. الخ
14 تموز 2009
وكانت الرسالة بحروف مبعثرة.
كما شاركت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد بكلمة قرأها الرفيق جاسم هداد جاء فيها:-
نجتمع اليوم لنحيي ذكرى فنانة عراقية، هي الرمح الشامخ في الفن العراقي، وكانت من أبرز فنانات المسرح والسينما، وقدمت العشرات من الأعمال المسرحية التي لا تزال راسخة في ذاكرة عشاق المسرح، ونالت بجدارة لقب (رائدة السينما والمسرح العراقي)، حيث بدأت خطوتها الأولى في فلم " من المسؤول" في العام 1956. وأضاف:- وترعرعت الفنانة في كنف عائلة تتعاطى الشأن السياسي، ما تسبب بتعرضها للملاحقات أبان فترة الستينات وإنتهى بها الأمر في معتقل النساء لمدة ثلاثة أشهر. وتعرضت للإعتقال من قبل الحرس القومي بعد إنقلاب شباط 1963، وفصلت من وظيفتها التي كانت تشغلها في أحد البنوك ، وبعد عام 1968 شملها قرار إعادة المفصولين السياسيين الى وظائفهم وأعيد تعيينها كموظفة في مصلحة السينما والمسرح...
وكان للدكتور صلاح السام قصيدة رثاء من الشعر الشعبي مؤثرة جداً جاء فيها:
عشر سنين غُربه وقررت أرجعْ ...... وآخذ شَمه مَن بغدادنا وأشبعْ
وَأحضن دجله بجفوني ...... وَبوسَنْ طينها وَأركَعْ
يَدجله آنه إبنچ العطشان ...... ما مفطوم أريـد أرضعْ
الدنيا صُبح الدنيه ظلمه ليش .؟
ماكو ضُوه ماكو شَمس
يمكن أظنه ليـل
ثم كلمة الإتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في المهجر ألقتها (السيدة أمل عبد الله)
جاء فيها:
في ذكرى رحيل الفنانة الكبيرة (ناهدة إسماعيل القريشي)
ودعنا قبل أسابيع فنانة مبدعة، كانت قريبة من هموم شعبها من خلال تجسيدها لأدوار ذات بعد إنساني ومجتمعي. كرست ناهدة حياتها في خدمة المسرح العراقي ، وقدمت عروضا مختلفة في داخل العراق وخارجة. وهي حاملة رسالة الفن إلى جميع الناس، رسالة المساواة والحب والفرح. وقدمت أدوار المرأة العراقية الكادحة والمسحوقة في المجتمع، حاملة همومها وأمانيها، كان جهدها في المسرح تنويري وتثقيفي للجماهير، من خلال الإرتقاء بالوعي وإذكاء الروح الوطنية والقيم الخلاقة، فقد كان حضورها متميزاً .
رحلت الفنانة القديرة، مع حنينها للعراق وشعبها..
كما ألقى (الدكتور الإعلامي محمد الكحط) كلمة بعنوان: "فنانة ثاقبة البصر في زمنٍ أعمى.." كان قد نشرها على الموقع الإلكتروني للحزب الشيوعي العراقي بتاريخ بتاريخ 23 مارس 2017..
أمتع الحضور الأستاذ عدي حزام عيال بعرض مقطع كوميدي ساخــر من مسرحية (النخلة والجيران) للأديب الراحل (غائب طعمه فرمان)، وأختتم الحفل بتوزيع الهدايا التي كانت باقات من الزهور إلى المخرج والمصور المبدع عدي حزام عيّال والأستاذة سنابل الحيدر رئيسة جمعية المرأة المندائية لدورها في إعداد الحفل والتجهيز له.