فضاءات

في ملتقى د. علي إبراهيم .. د. حمودي الحارثي (عبوسي) وسيرته الإبداعية

محمد علي محيي الدين
ضيّف منتدى د. علي إبراهيم الثقافي في محافظة بابل، أخيرا، الفنان د. حمودي الحارثي الذي تحدث عن تجربته الابداعية في التمثيل والإخراج والنحت.
حضر الجلسة نقيب الفنانين العراقيين صباح المندلاوي، ونقيب الفنانين في بابل زهير المطيري، وجمع غفير من الفنانين والأدباء والمثقفين. فيما أدارها مدير النشاط المدرسي في المحافظة الفنان المسرحي غالب العميدي، وافتتحها بتقديم نبذة عن حياة الفنان الضيف، وعن الشهرة التي نالها في الأوساط الشعبية، وبين جمهوره الذي عرفه باسم "عبوسي"، وهو الدور الذي مثله في مسلسل "تحت موس الحلاق".
بعد ذلك تحدث د. الحارثي عن حياته الفنية والخاصة، وعن أحداث ومواقف عاشها، وذكر انه ولد عام 1936 في محلة باب السيف في بغداد، وتعلم النجارة وهو في السادسة من عمره على يد أخيه، الذي ورث المهنة عن أبيه الملقب بـ "نجار الأئمة" لصناعته أبواب وشبابيك أضرحة الأئمة في الكاظمية وسامراء وكربلاء، ومساهمته في بناء ضريح النبي حزقيال في مدينة الحلة، كما انه كان قد صنع اثاثا فخما لبيوت العائلات الموسرة أمثال عائلة الاستربادي وبين النواب والشيخ خزعل شيخ المحمرة في البصرة.
وأشار الضيف إلى انه عمل في الإذاعة عام 1954، وبعد إكماله الدراسة الإعدادية دخل إلى قسم النحت والرسم في معهد الفنون الجميلة إلى جانب الفنانين الرائدين جواد سليم وفائق حسن، بعدها ترك هذا القسم وتفرغ إلى التمثيل والإخراج بين عامي 1958 و1961، ثم رحل إلى فرنسا عام 1964 ودرس هناك الإخراج السينمائي، وفي العام 1974 درس التمثيل السينمائي.
وأوضح د. الحارثي انه أدى أدوارا كوميدية اشتهرت في العراق، أبرزها شخصية "عبوسي" في مسلسل "تحت موس الحلاق"، وانه ساهم في الكثير من الأعمال المسرحية والمسلسلات والتمثيليات، أهمها "حياة العظماء"، "مع الخالدين"، "كاريكاتير" و"إلى من يهمه الأمر"، كما انه شارك في أعمال إذاعية وتلفزيونية جاوزت الـ 500 عمل، وكان المخرج الأول لبعض البرامج التلفزيونية الناجحة، من بينها "العلم للجميع" الذي كان يقدمه كامل الدباغ، و"الرياضة في أسبوع" الذي يقدمه مؤيد البدري، و"قل ولا تقل" الذي يقدمه د. مصطفى جواد، و"الندوة الثقافية" الذي يقدمه سالم الآلوسي، فضلا عن برنامج للعلامة د. علي الوردي.
ولفت الضيف إلى انه بسبب الحصار والمعاناة والظروف الاقتصادية الصعبة التي عاشها الشعب العراقي ابان فترة التسعينيات، سافر الى الاردن ومنها الى هولندا بعد حصوله على اللجوء الانساني، واقام هناك عددا من المعارض الفنية.
وتحدث د. الحارثي أيضا، عن الدعم الكبير الذي تلقاه من الشخصيات اليسارية العراقية في هولندا امثال عبد الرزاق الصافي ود. كاظم حبيب ورحيم عجية وعبد الرزاق حسين ودارا توفيق وعزيز محمد وحميد مجيد موسى وعلي إبراهيم، فضلا صاحب الحميري وشمران الياسري، كما تطرق إلى علاقاته مع الفنانين والشعراء العراقيين امثال الجواهري الكبير وعبد الوهاب البياتي وحسين مردان وفاضل عواد وكوكب حمزة وخالد الرحال وحميد الخاقاني وجمعه اللامي واحمد خلف والفنانة زينب وزكية خليفة وسليم البصري ورضا الشاطي وخليل الرفاعي وراسم الجميلي وعبد الوهاب الدايني وسمير القاضي وطعمة التميمي وعبد علي اللامي.
وفي سياق الجلسة طرح الحاضرون أسئلة كثيرة، من بينها عن مراسيم دفن الفنان سليم البصري والمشاركين فيها، وقد بيّن الضيف انه لم يشارك احد من الفنانين في هذه المراسيم خوفا من السلطة التي كان لها موقف سلبي من الراحل الذي كان ينتقدها ويتحدث عنها بما لا يسرها.
هذا وتخلل الجلسة عزف منفرد على العود للفنان الموسيقي حسين السلطاني.
وفي الختام قلد نقيب الفنانين صباح المندلاوي الفنان د. حمودي الحارثي بقلادة إبداع باسم نقابة الفنانين في بابل.