فضاءات

د. فارس كمال نظمي يوقع "سيكولوجيا الاحتجاج"

عماد جاسم
شهد مقهى رضا علوان في منطقة الكرادة داخل، الأربعاء الماضي، حفل توقيع كتاب "سيكولوجيا الاحتجاج في العراق.. أفول الأسلمة وبزوغ الوطنياتية"، لمؤلفه د. فارس كمال نظمي.
حضر الحفل الذي أداره الإعلامي عماد جاسم، جمع من المثقفين والأكاديميين والناشطين المدنيين، وقدم فيه د. نظمي ملخصا لمحتوى كتابه الصادر عن "دار سطور للنشر والتوزيع" في بغداد، مشيرا إلى انه يتناول فيه الحراك الجماهيري في العراق بالنقد والتحليل النفسي، ويقدم نظرة موضوعية لتطوره، وللتقارب الذي حصل في السنتين الأخيرتين بين التيارين المدني والصدري.
وأشار د. نظمي إلى ان مقالات الكتاب تندرج زمنياً لتلاحق أهم المعالم السيكوسياسية الرئيسة في المسار الاحتجاجي المتصاعد في العراق، منذ انتفاضة "الكهرباء" في حزيران 2010، مروراً بانتفاضة "جمعة الغضب" في 25 شباط 2011، وصولاً إلى اندلاع الموجة الثالثة في تموز 2015 المستمرة حتى اليوم، وما تخللها من تقارب بين المدنيين والصدريين في ساحات الاحتجاج.
وأضاف قائلا ان الكتاب يختتم بملحق عن اليسار واليساروية الاجتماعية في العراق، لافتا إلى انه استند في كتابه إلى فرضياتٍ عديدة تم التصدي لها تحليلياً، أهمها ان التغيير السياسي القادم المرتقب في العراق إنما مصدره التآكل السريع والمستمر في شرعية النظام السياسي المُدرَكة لدى الفرد العراقي، وان النزعة اليساروية الاجتماعية - مدنية كانت أم دينية- قادرة بمرور الزمن على اجتراح مسارات فكرية تجديدية تعيد وضع الدولة على مسار الديمقراطية الاجتماعية عبر إحياء مبدأ المواطنة المتساوية.
وتابع قائلا ان أحد الاحتمالات المطروحة، التي يتبناها الكتاب لإنقاذ العراق، هو قيام كتلة تاريخية تتجاور فيها المسميات الطبقية والدينية والمذهبية والعِرقية والحزبية، عمادُها البشري جماهيرُ اليسار المدني والديني، لنقل البلاد من البنية العنفية للإثنيات السياسية المتصارعة إلى البنية العقلانية للدولة الوطنية المدنية.
وتخلل الحفل مداخلات قدمها عدد من الحاضرين، انصبت في معنى الكتلة التاريخية، وغيرها من المحاور التي تضمنها الكتاب.
هذا ويعد كتاب "سيكولوجيا الاحتجاج في العراق"، بانوراما توثيقية وتحليلية أفلح د. فارس كمال نظمي من خلالها في تتبع مسارات شائكة ومعقدة، وأحياناً غامضة وملتبسة سلكتها النزعة الاحتجاجية في العراق بعد 2010، وإلى جانب الصفة التحليلية للكتاب، فإنه يتخذ طابعاً تنظيرياً واستشرافياً للمآلات المحتملة للحركة الاحتجاجية، ويقدم نماذج نظرية عدة تصلح أن تكون مادة فكرية للنقاش والتداول على المستويات السياسية والثقافية والأكاديمية.