فضاءات

آثار بابل في طريقها إلى لائحة التراث العالمي

بغداد - طه رشيد
بعد ان استطاع العراق، وبجهود مخلصة من أبنائه الحريصين على وطنهم، أن يدير بنجاح ملف ضم الاهوار وعدد من المواقع الاثارية إلى لائحة التراث العالمي لليونسكو، جرى التوجه نحو إكمال الجوانب الفنية لملف آثار بابل المعروفة بقيمتها التاريخية في معظم ارجاء المعمورة، وبالأخص في اوربا وروسيا وأمريكا وكندا، في سبيل ضمها إلى اللائحة العالمية.
وعلى إثر ذلك تم التنسيق بين وزارة الثقافة ولجنة السياحة والآثار البرلمانية والهيئة العامة للآثار والتراث وحكومة بابل المحلية، من أجل إكمال ملف آثار بابل، التزاما بالشروط التي وضعتها اليونسكو. وقد تشكلت لجنة وزارية لهذا الغرض تضم خمسة عشر عضوا انيطت رئاستها بمدير عام الشؤون الإدارية والمالية في وزارة الثقافة رعد علاوي.
وجرى اختيار أعضاء اللجنة ورئيسها استنادا إلى مؤهلاتهم الفنية، وهم ملزمون بإكمال ملف بابل، ليقدم خلال منتصف العام القادم 2018، إلى اليونسكو.
وكانت اللجنة قد عقدت يوم 2 حزيران الجاري، اجتماعها الأول بكامل أعضائها، وطرح رئيسها خلال الاجتماع ثلاثة محاور تتعلق بالملف، أولها حل المشكلات التقنية الخاصة بوضع الأبنية الموجودة في بابل الأثرية وفقا لمتطلبات اليونسكو، ومن أهم تلك المشكلات عائدية مبنى القصر التراثي. فقد شدد علاوي على ضرورة نقل ملكيته من محافظة بابل إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار، كما دعا إلى حل مشكلات الأنبوب النفطي الناقل عبر آثار بابل، والمياه الجوفية التي تهدد المدينة الأثرية، مبينا ان ذلك يتطلب تشكيل فريق عمل من الدوائر المعنية والوزارات ومجلس المحافظة.
أما المحور الثاني الذي أشره رئيس اللجنة فهو يتعلق بالترويج للملف، ويتطلب خلق حالة من الوعي الوطني والعالمي حول أهمية مدينة بابل الأثرية، وهذا يستوجب إشراك الأفراد من مختلف دول العالم في حملة إعلامية للترويج للملف، من خلال اعتماد وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضح علاوي ان الحملة ستتم بالتعاون مع وزارة الخارجية العراقية، وستكون برامجها باللغة الأنكليزية، وستتخذ شعارا مفاده "بابل تستحق"، مبينا ان الحملة ستنطلق خلال الأيام القريبة القادمة، وتستمر لمدة سنة، وسيشارك فيها ناشطون ومدونون عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان المحور الأخير الذي طرحه رئيس اللجنة في الاجتماع، يتمثل بدعم الملف على المستوى الرسمي العالمي. وقد أشار علاوي إلى ان اللجنة ستتولى، بالتعاون مع وزارة الخارجية العراقية، اعداد ملف متكامل يتضمن كتيب تعريفي وملفات مسموعة ومرئية حول مدينة بابل الأثرية وأهميتها، ويرسل الى جميع الدول الأعضاء في اليونسكو، مع إمكانية عقد اجتماعات مشتركة مع المسؤولين في الدول الأعضاء لشرح محتويات الملف وتوضيحها سعيا لكسب الدعم الرسمي قبل تقديمه إلى اليونسكو، وتنظيم سفرات لسفراء الدول الأعضاء في اليونسكو العاملين في العراق، إلى المدينة الأثرية، تتضمن احتفالات ذات طابع تاريخي.