فضاءات

"جيكور" يحتفي بالملحن طارق شعبان وبمنجزه

فالح ياسين الربيعي
احتفى "ملتقى جيكور" الثقافي في محافظة البصرة، أخيرا، بالملحن البصري طارق شعبان، الذي تحدث عن تجربته الموسيقية والتراث الموسيقي البصري، بحضور جمع من المثقفين والفنانين والناشطين المدنيين.
جلسة الاحتفاء التي التأمت على قاعة الشهيد هندال في مقر اللجنة المحلية للحزب في المحافظة، أدارها الشاعر صبيح عمر، الذي أشار في مستهل حديثه إلى ان المحتفى به أحد مبدعي الفني الموسيقي الأصيل في البصرة، وله هوايات متعددة، وهو كان في السابق لاعبا ضمن "فريق الأصمعي" لكرة القدم، وعضو في الفرقة الموسيقية لنقابة المعلمين، مضيفا انه "كان قد اخترق الجدار العاجي لينفذ الى درب طويل في الابداع والتواصل الفني الراقي".
ولفت مدير الجلسة إلى ان للمحتفى به بصمة إبداعية واضحة، وانه درس الموسيقى والغناء بصدق وإحساس متناميين، وساهم في تنشيط العمل الفني بمختلف مجالاته، مبينا انه شارك في الكثير من المهرجانات والجلسات الموسيقية والأوبريتات الفنية، وحصل على العديد من شهادات التقدير، وعمل محاضرا في كلية الفنون الجميلة بجامعة البصرة بين عامي 2010 و2014، وهو عضو الهيئة التحضيرية لـ "أوركسترا الطفل" وعضو الهيئة الادارية لـ "أوركسترا البصرة"، ومحاضر لآلة العود في "معهد المايسترو" لتعليم الآلات الموسيقية في محافظة البصرة، ومسؤول "رابطة المبدعين العراقيين" للفنون الجميلة في المحافظة.
بعد ذلك تحدث شعبان عن مدينته البصرة، معتبرا إياها مدينة للتراث والإبداع الموسيقي والشعر، وأشار إلى انه نشأ في "منطقة القبلة" ودرس في مدارسها الابتدائية منذ خمسينيات القرن الماضي. ثم استذكر "ساحة الدواليب" في المنطقة، التي كانت تعج بالأطفال أيام العيد، وكيف ان قارع الطبل يأتي إلى الساحة في تلك الاثناء، وينقر على طبلته بمرافقة مجموعة أشخاص تؤدي أغنيات شعبية، موضحا ان هذا الأمر بقي عالقا في ذاكرته.
وأضاف قائلا انه كان يذهب مع والده إلى قضاء القرنة شمالي البصرة، وهناك تعرف على الريف وجمالياته والفنون الغنائية الشعبية الشائعة بين أبنائه.
وتحدث شعبان عن أول فرقة موسيقية تأسست في البصرة، كان ذلك في عام 1956، وهي "فرقة عبد الجبار البصري"، مبينا ان الفرقة كانت تضم مجموعة من الفنانين البصريين أمثال طارق الشبلي وكريم خليل وغيرهم، وان خاله كان عازف عود في الفرقة، وهو كان يرافقه ليستمع إلى عزفهم، ثم تعلم على يده العزف على العود.
واستذكر المحتفى به بعض الفرق الموسيقية البصرية، وتطرق إلى فن "الخشابة" الذي تتميز به البصرة واقضيتها، كأبي الخصيب والزبير والفاو بشكل خاص، وإلى الفرق الموسيقية التي كانت تشتغل على هذا النوع من الفن التراثي.
وفي سياق الجلسة أدى المحتفى به باقة من الأغنيات الشعبية البصرية التي كانت شائعة في حقبتي الخمسينيات والستينيات.
وفي الختام قدم رئيس "مؤسسة النهضة الثقافية" كاظم صابر، شهادة تقدير باسم "ملتقى جيكور" إلى الملحن طارق شعبان.