فضاءات

قافلة "العيد في الموصل" رسالة ضد الإرهاب والطائفية والمناطقية

طريق الشعب
احتفل عشرات النشطاء من بغداد والمحافظات، يوم الثلاثاء الماضي، مع حشد كبير من أهالي مدينة الموصل، بعيد الفطر مع اقتراب موعد إعلان النصر ودحر تنظيم داعش الارهابي في المدينة.
وانطلقت قافلة "العيد في الموصل" ثالث أيام العيد، من بغداد ووصلت مساء اليوم نفسه إلى مدينة الموصل، حيث كان في استقبالها عشرات المواطنين من أهالي الساحل الأيسر لمدينة الموصل.
وكانت مجموعة من الناشطين قد اطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دعوة إلى الاحتفال بعيد الفطر في مدنية الموصل، ولاقت رواجاً كبيراً بين أوساط الشباب من مختلف المحافظات، حيث شارك في القافلة التي انطلقت من ساحة التحرير ما يقارب 200 ناشط من مختلف المحافظات.
اهالي الموصل من جانبهم استقبلوا القافلة على مشارف المدنية حيث شكل المواطنون لجاناً شعبية رفعت لافتات الترحيب على جانبي الطريق حاملين الاعلام العراقية ورافعين الايادي لتحية الوفد الزائر، كما وزعوا الورود كتعبير عن مشاعر الارتياح لهذه المبادرة التي تهدف إلى رص الصف الوطني.
وتضمن برنامج الرحلة زيارة الى جامعة نينوى واقامة حفل جماهيري في منصة الاحتفال، اضافة الى زيارة مدينة القيارة وكذلك توزيع اكثر من 1000 كتاب من قبل مبادري "انا عراقي انا اقرأ" ومكتبة سطور اضافة الى توزيع الحلوى على الاطفال النازحين في المخيمات مع عروض موسيقية وشعرية كما نظم فريق سيارات BMW جولة الية في المدنية. وتضمنت الفعاليات كلمات لناشطين من بغداد والموصل اضافة الى القيادات الأمنية.
الناشط والاعلامي حامد السيد، وهو احد منظمي المبادرة، قال لـ"طريق الشعب": ان قافلة "العيد في الموصل" ليست مبادرة مماثلة لمبادرات تطوعية اخرى او نشاطاً مدنياً عابراً، بل هي وسيلة للوصول الى غاية لا بد منها في زمن الكراهية وارتفاع منسوب التعصب.
أنها رسالة إلى أهالي مدينة الموصل، بأنهم جزء من هذا الشعب، ولم يتغير شيء من مشاعرنا الوطنية رغم العزل الذي فرضه عليهم تنظيم داعش الإرهابي لمدة ثلاث سنوات.
وأضاف: أن المبادرة أوصلت رسالة مفادها أن لا الإرهاب ولا الطائفية أو المناطقية يمكن أن تفرق العراقيين.
من جانبها، قالت الناشطة المدنية الموصلية سهى عواد، وهي ضمن لجنة الاستقبال انها تشعر بالفرح والأمل "باعتبار أن الموصل كانت منقطعة عن العالم والعراق لمدة ثلاث سنوات وان عودة المدينة إلى الحضن العراقي وتحت سيادة الدولة العراقية أمر مفرح بحد ذاته كذلك انتهاء ما يسمى بالدولة الاسلامية بكل جرائمهم هو أكبر انتصار".
وتابعت سهى عواد قائلة لـ"طريق الشعب": ان العراقيين اجتمعوا من جديد لتعزيز شعور الانتماء خاصة أن الموصليين عانوا من نظرة التخوين المستمرة، مضيفة أن الحدث كبير جداً وتمكن من كسر حاجز الخوف لدى الاهالي الذين كانوا يخشون الخروج من المنازل بسبب عمليات الاستهداف الارهابية، وعدت الفعالية خطوة أولى نحو التغيير في المجتمع الموصلي وبناء مجتمع مدني حقيقي قادر على تعزيز السلم الاهلي.
زميلتها الناشطة الموصلية رفل الدليمي، قالت ايضاً أن المبادرة تؤكد وقوفنا كعراقيين جنباً الى جنب في كل المحن، وأننا نجدها فرصة للتعبير عن ما نشعر به تجاه أهلنا في المحافظات الاخرى. وعبرت عن تفاجئها بالحضور الجماهيري الكبير لأهالي الموصل الذين عبروا عن اعتزازهم بالمبادرة.
الناشط المدني علي الطوكي وهو احد المبادرين اكد ان المبادرة ارادت ان تجعل العيد عيدين بعد ثلاث سنوات من سيطرة عصابات داعش الارهابية في مدينة الموصل، وان احد اهم اهداف هذه الحملة بأن الموصل مدينة امنة الان، وضرب ما يسمى بالتخندق المناطقي والمذهبي.
وأكمل الطوكي قائلاً لـ"طريق الشعب": لا استطيع ان اصف فرحتي وقت دخول مدينة الموصل، ولم اسيطر على دموعي أثناء دخولي جامعة الموصل، التي تربطني بها ذكريات كثير.. هذه الجامعة التي كنت يوما طالبا فيها.
وأكد نشطاء المبادرة أن الجهات الرسمية الحكومية، ساهمت بشكل كبير في تسهيل مهمة القافلة، كما وفرت وزارة الداخلية جهدا اليا وبشريا لحماية الوفد من بغداد الى الموصل وفي طريق العودة الى بغداد.