فضاءات

ملحمة كاورباغي العمالية خالدة في ذاكرة كركوك

كركوك – طريق الشعب
تحت شعار "كاورباغي حكاية كركوك التراثية"، عقد البيت الثقافي في كركوك، الأربعاء الماضي، ندوة استذكر فيها إضراب عمال النفط في منطقة كاورباغي عام 1946، والذي انتهى بمجزرة نفذتها السلطات بحق المضربين.
حضر الندوة ممثل منظمة الحزب الشيوعي العراقي في كركوك ريسان حسين وممثل منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني شيخ صديق أحمد، وممثل حركة التغيير محمد نصر الدين، ورئيس اتحاد نقابات العمال في كركوك عبد الرزاق سعيد، وجمع من المهتمين بالشأن السياسي.
تحدث في الندوة مدير البيت الثقافي في كركوك يوسف طيب صالح، مستهلا إياها بتقديم تهنئة إلى القوات العراقية من جيش وشرطة اتحادية وبيشمركة وحشد شعبي، على ما حققوه من نصر كبير على عصابات داعش الإرهابية في مدينة الموصل.
ثم تحدث عن ملحمة كاورباغي، مشيرا إلى ان لتلك الأحداث أهمية ومكانة في تاريخ كركوك، "وعلينا أن نستلهم منها دروس التلاحم الأخوي بين المكونات المتآخية منذ عام 1946، فترة تلك الأحداث".
وأضاف قائلا ان "كاور" تعني "يهود"، و"باغي" تعني "بستان"، وبهذا المعنى تكون كاورباغي "بستان اليهود"، وبيّن انه في الأول من تموز 1946، انطلقت من هذه المنطقة شرارة الإضراب العمالي لشركة نفط العراق في كركوك بعد ان غبنت الشركة الانكليزية حقوق العمال، لافتا إلى ان الإضراب انتهى بيوم مأساوي في الثالث عشر من الشهر نفسه بمذبحة نفذتها السلطات بحق العمال، واختلطت فيها دماء العمال العرب والكرد والتركمان والآشوريين والكلدانيين.
وعرج مدير البيت الثقافي على أسباب الإضراب ونتائجه، وكيف قمعته الشرطة المحلية (الخيّالة) بالسلاح، ليستشهد عدد من العمال ويجرح عدد آخر، مبينا ان الاضراب في النهاية تكلل بالحكم لصالح العمال، الذين نالوا حقوقهم بعد تطوع العشرات من المحامين للدفاع عنهم.
يذكر ان العمال كانوا قد قدموا مذكرات متتالية إلى إدارة الشركة تخص مطالبهم المتمثلة في الإقرار بحقهم في التنظيم النقابي، وزيادة أجورهم، وتخصيص سيارات لنقلهم من بيوتهم وإلى مواقع عملهم، وتشييد دور سكن لهم، والكف عن الطرد الكيفي، وغيرها من المطالب، وبعد أن رفضت الشركة تنفيذ مطالبهم لجأوا إلى الإضراب.
وتطرق صالح إلى الدروس والعبر التي تركتها تلك الاحداث على واقع كركوك آنذاك، وفي مقدمتها روح التضامن والتعاون والتضحية وتماسك جميع المكونات في المحن ايمانا بقضيتهم وحقوقهم العادلة والمشروعة.
وفي سياق الندوة تحدث العديد من ممثلي الأحزاب والاتحادات الحاضرين، عن ملحمة كور باغي، وأجمعوا على إنها وجه مشرق في تاريخ كركوك، وطالبوا بالاهتمام بمنطقة كور باغي.
ورفع الحاضرون برقية موقعة وموجهة إلى رئيس مجلس محافظة كركوك والمحافظ، طالبوا فيها بإعادة نصب التمثال الذي يرمز لعمال كاورباغي المضربين، والذي نصب عام 1958 في كركوك، وهدم بعيد انقلاب شباط 1963.