فضاءات

سفرة عائلية واحتفالية في المانيا بمناسبة الذكرى 59 لثورة 14 تموز

طريق الشعب / المانيا
أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا يومي 29 -30 تموز 2017 سفرة عائلية واحتفالية بمناسبة الذكرى 59 لثورة 14 تموز المجيدة ، في يوم صيفي رائع توافد العديد من رفاق واصدقاء المنظمة وعوائلهم من مختلف المدن الالمانية الى مدينة هلدزهايم الجميلة ليقضوا سويةً وقتا ممتعا ، وحين اكتمل هذا الجمع الرائع ، افتتح الحفل من قبل الرفيق سامي كاظم الذي تولى ادارته مرحبا باسم منظمة الحزب بالرفاق والاصدقاء لتلبيتهم دعوتها للاحتفال بهذه المناسبة قائلا:
"من بين عروق الارض ينهض تموز منتفضا ، معيدا للارض خصبها وبهاءها، فبغيابه ليس هناك سوى القحط والجفاف وفناء الحياة، ففي اساطير بلادنا ظل تموز رمزا للخصب فحظي بحب العراقيين من عهد سومر واكد وآشور وبابل .هكذا عاش تموز مع العراقيين معادلا لخصب الحياة وجمالها ،وهكذا حمله التواقون لحياة جديدة افضل مترعة بالامل ، وهكذا حمله المناضلون من اجل فجر جديد يحفظ للانسان كرامته وسعادته،وسيظل ذلك "الاثنين" المصادف الرابع عشر من تموز 1958 خالدا في ذاكرة وتاريخ شعبنا العراقي ."
بعدها دعى الحضور للوقوف دقيقة صمت استذكارا لشهداء الثورة ولجميع شهداء العراق الذين سقطوا في سوح النضال للدفاع عن حرية الوطن وسعادة الشعب، ثم قام الرفيق ناظم ختاري بالقاء كلمة منظمة الحزب وجاء فيها:
" في هذه المناسبة العزيزة، مناسبة الاحتفاء بثورة 14 تموز، لابد من التذكير بدروسها الغنية وعبرها الفائقة الأهمية، وأهمها اليوم استعادة الوحدة الوطنية، لاسيما بعد تحرير الموصل ووقوف كل أبناء شعبنا خلف القوات المسلحة الباسلة، لإنهاء ملف الفكر الداعشي المتطرف والمغرق في الوحشية. ولعل التخلي عن المحاصصة المقيتة، يأتي في طليعة المهام المطلوب إنجازها بعد القضاء على داعش، لأنها حقا السبب الرئيس في ما ألت إليه الأوضاع من بؤس وتدمير وخراب طال حياة العراقيين بجميع تفاصيلها، نتيجة الاحتلال وسياسة القوى المتنفذة التي استمرأت الفساد المالي والإداري والسياسي المستشري في كل زوايا المجتمع، والحريصة على تأبيد بقائها في السلطة رغم فشلها الذريع في قيادة البلد، كذلك عدم وجود الخدمات، حتى الضرورية منها، وازدياد نسبة الفقر والبطالة، وغياب الرؤية الاستراتيجية في الاقتصاد وعلى جميع الأصعدة، والإصرار على الشحن الطائفي، والاستقواء بالأجنبي من قبل العديد من أركانها، فضلا عن عدائهم للحراك الجماهيري السلمي المنصوص عليه دستورياً."
ثم رحب الرفيق عريف الحفل بالكاتب المسرحي والمترجم والصحفي ماجد الخطيب ودعاه مع الرفيق ماجد فيادي للحديث عن اصدار مسرحيته الجديدة "لسعة العقرب" وقام الرفيق فيادي بتقديم الكاتب والحديث عن منجزه الثقافي وكذلك إصداره الجديد، وتحدث الكاتب ماجد الخطيب عن اسلوب الكوميديا السوداء الذي يستخدمه في كتابة مسرحياته والتي تعبر معظمها عن رفضها وادانتها لاستلاب الانسان وغربته في ظل الانظمة الدكتاتورية والقمعية وكذلك السقوط الشنيع للمثقف عندما يصبح دمية بيد السلطة والذي تجسد في مسرحية "عاشق الظلام" التي تحولت الى عمل مسرحي عرض في اكثر من بلد ، هذا وقام الكاتب بتوقيع مسرحيته الجديدة واصداراته الاخرى وتبرع بريعها مشكورا لدعم هذه الفعالية التي اقامتها المنظمة .
وكانت للدكتور صادق أطيمش كلمة تحدث فيها عن الثورة ومعانيها ومنجزاتها الكثيرة ونبه الى التشويه التي تتعرض له من قبل جهات مشبوهة ، والادعاء بانها فتحت الباب امام الانقلابات العسكرية وظهور الدكتاتورية وساهمت في قطع الطريق امام التطور الديمقراطي الطبيعي للبلد ، ونوه بان النظام الملكي لم يكن ديمقراطيا مطلقا بدليل ملاحقته واعدامه للمناضلين والوطنين وزجهم في السجون والمعتقلات ،وكذلك حياة البؤس والعوز التي كانت تعيشها الطبقات المسحوقة. وقدم نبذه موجزه عن التيار الديمقراطي العراقي وتأسيسه والقوى الفاعلة فيه وضرورة تقويته ودعمه وخاصة من قبل الشبيبة والنساء .
وقدم الرفيق ابو سربست مداخلة عن ثورة تموز طرح فيها بعضا من الاسئلة التي تطرح من قبل بعض الاوساط ، ودعى الى مناقشتها للوصول الى تقييم واقعي للثورة.
وفي الختام تم تكريم العديد من الرفاق والاصدقاء الحاضرين لتاريخهم النضالي ودعمهم لمنظمة حزبنا بالموقف والكلمة والمشاركة في فعالياتها والتبرع ، بعد تقديم الشكر للحضور تحول الحفل الى جلسة سمر وشعر وطرب وشواء عراقي لذيذ ،وصدحت اصوات الموسيقى والغناء وتراصف الرفاق والاصدقاء مع عوائلهم في جلسة جماعية وأطلقوا العنان للمواهب الموسيقية والغنائية والشعرية والدبكات لتكون سهرة رائعة استمرت لما بعد منتصف الليل ، وفي اليوم الثاني وبعد الافطار المشترك تفرق الرفاق والاصدقاء متوجهين الى مدنهم على أمل اللقاء قريباً في مناسبة سعيدة أخرى .