فضاءات

ايزيديون يرسمون براءة طفولتهم على جدران مدرستهم

سعد بابير
اتبت اطفال الايزيدية انهم " يرسمون المستقبل تحت وطئة الابادة" فعلا, فالابادة المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات في مناطق تواجد الايزيدية, لم يمنع الاطفال الذين يمتلكون مواهب فنية من ابراز طاقاتهم الابداعية على انقاض ما تبقى من مدرستهم في مجمع دهولا, ببلدة سنجار( شنكال).
ويعبر الرسم على جدران المدراس الذي نفذه فريق منظمة يزدا للرسم, عن حاجة الاطفال الايزيدين الى اعادة ترميم وتصليح مدراسهم وتجهيزها بكافة المستلزمات الدراسية بالاضافة الى الحاجة الكبيرة الى بناء مدارس جديدة واعادة تأهيل المدارس القديمة, سيما ان العديد من الاسر النازحة قد عادت الى ديارها .
فراس عمر,شاب ايزيدي في مقتبل العمر , لديه بكلوريوس لغة انكليزية ويعمل كمدير قسم التعليم في منظمة يزدا بالعراق, اخذ على عاثقه مهمة البحث عن مواهب الاطفال الايزيدين ودعمهم وتعليمهم اللغة الانكليزية وفنون الرسم وبعض الالعاب الترفيهية التي تساهم في رفع بعض معاناة الاطفال.

فراس مع مجموعة من المتطوعين الذين يعملون في منظمة يزدا ,انطلقوا في صباحات متكررة نحو المدراس والبيوت المدمرة في اجزاء مجمع دهولا, حاملين معهم معداتعم ليزينوا بقايا جدران المدرسة برسوماتهم, معلنين بذلك تحدي مرتكبي الابادة التي مازالت مستمرة وكأنهم عن طريق الرسم يحاولون اعادة اطفال الايزيدين الذين اختطفهم تنظيم داعش الارهابي الى مقاعد الدراسة و حثهم على مواصلة مسيرتهم التعليمية.
فراس يقول ان "هدفي هو اسعاد هولاء الاطفال الذين حرموا من كل شيء وارجاع البسمة على شفاههم بعد كل ما تعرضوا لها, وتشجيعهم على مواصلة التعليم والدراسة لانه هو الاساس لبناء اي مجتمع" مضيفا ان " الايزيديون تعرضوا الى ظلم كبير وخاصة الاطفال الذين تم اختطافهم من حضن امهاتهم وزجهم في معسكرات لكي يكونوا وقود لحروب مستقبلية اخرى بدلا من ان يتمتعوا بحقوقهم ويكونوا على مقاعدهم الدراسية".
فراس اكد ان" منظمة يزدا سوف تستمر في تقديم الدعم للاطفال في منطقة سنجار النائية, وان الاطفال حاليا يلقون دروس في تعليم اللغة الانكليزية والمهارات الاخرى في ثلاثة مواقع رئيسية بمنطقة سنجاروهي مجمعات دوهلا ودوكرى وقرية بكرا وان عدد الطلاب المستفيدين من هذه الدروس يبلغ 434 طالب من كلا الجنسين, وان البرنامج سوف يتم توسيعه ليشمل مناطق اخرى في بلدة سنجاروهم سوف يلقون دروس في فنون الرسم وتعليم اللغة الانكليزية".
يذكر انه سبق وان قام فرق طوعية ايزيدية بتزيين المدراس بالرسومات المعبرة في مناطق بعشيقة وبحزاني بسهل نينوى, قبيل عودة النازحين اليها بعد تطهيرها من عناصر تنظيم داعش.