فضاءات

في بيتنا الثقافي .. حول "حق تقرير المصير في ضوء النسبي والمطلق"

غالي العطواني
ضيّفت اللجنة المحلية للمثقفين في الحزب الشيوعي العراقي، السبت الماضي، أ.د. عبد الكاظم ماجود، الذي تحدث حول "حق تقرير المصير في ضوء النسبي والمطلق"، بحضور جمع من المثقفين والناشطين المدنيين والمهتمين بالشأن السياسي.
أدار الجلسة التي التأمت على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الأندلس، د. صبيح جابر، الذي قدم سيرة الضيف، وأشار إلى انه حاصل على شهادة البكالوريوس في الفيزياء في كلية العلوم بجامعة بغداد، وعلى الماجستير بتخصص "الإثارة الضوئية" في بيلاروسيا، وعلى الدكتوراه في البصريات، مضيفا انه عمل أستاذا في العديد من الجامعات الجزائرية والليبية، ونشر بحوثا ودراسات حول العلاقة بين العلم والفلسفة.
بعد ذلك تحدث د. ماجود عن مفهومي "النسبي" و"المطلق"، مبينا انهما من مفاهيم النظرية النسبية العامة للفيزيائي الألماني الشهير ألبرت اينشتاين، التي ربطت بين الزمان والمكان، ورأت المطلق نسبيا، والمستقيم محدبا.
وأضاف قائلا انه وفقا للنظرية النسبية، فإن كل شيء في الكون نسبي، لأنه يتغير في كل لحظة في الزمان والمكان، مشيرا إلى ان الإنسان في رأي النظرية النسبية، كائن "زمكاني" ومتغير لحظي مع تغير المكان على الأرض وفي الكون، وان الشيء نفسه ينطبق على منتجه الفكري.
وأوضح الضيف ان الانسان في بداية صراعه مع الطبيعة، كان لزاما عليه إيجاد صيغ ما لتنظيم شكل من الحياة المركزية. فالتزم بالايديولوجيا التي شملت الأديان كنوع من السلطة، ثم بالقومية كآلية أكثر نفعا للهيمنة، حتى العنصرية والنازية والفاشية وغيرها، لافتا إلى ان تلك الايديولوجيات كانت أدوات قمع وتسلط مطلقة، بسبب جمود نصوصها وعدم تغيرها في الزمان والمكان.
وأشار د. ماجود إلى ان الفكر العلمي المبني على جدليات حركة التاريخ، وآليات الصراع الطبقي، مثل الفكر الماركسي الديالكتيكي، نسبي بامتياز، كونه يتصدى للتغيرات المجتمعية ويفسرها كمنتجة لحركة التجمعات البشرية الزمكانية، ويصوغ آليات التعامل معها لصالح الإنسان، انسجاما مع قوانين الطبيعة.
وتابع قائلا ان الماركسية – اللينينية لا تعتبر حق تقرير المصير مفهوما مطلقا، أو مجرد فكرة طوباوية، بل تعتبره مفهوما نسبيا يجب أن يوضع في سياقه التاريخي والواقعي، أي وفقا لمفهومي النسبي والمطلق في النظرية النسبية، موضحا ان الموقف الماركسي لحق الشعوب في تقرير مصيرها يميز بين نظرتين، أولاهما النظرة التاريخية البنائية الاقتصادية التي تهدف إلى نمو المجتمع وتطوره ورقيه، وإقامة المساواة. وثانيتهما النظرة الانتهازية العنصرية الخطيرة القائمة على أساس سيكولوجي والهادفة إلى حماية مصالح البرجوازيين ورعايتها.
وفي سياق الجلسة قدم عدد من الحاضرين مداخلات انصبت في موضوعها، وعقب عليها أ.د. عبد الكاظم ماجود بصورة مسهبة.