فضاءات

الالتحاق بالمدارس الاهلية.. حلم يصعب على الفقراء تحقيقه

طريق الشعب- خاص
ربما أصبحت المدارس الأهلية بكل ما يميزها عن نظيراتها الحكومية من حيث الإمكانات المادية والبنى التحتية الحديثة والمريحة، حلما صعب المنال بالنسبة للطلاب الفقراء, نتيجة للفوارق الشاسعة ما بين المدارس الأهلية والحكومية على أكثر من مستوى يبدأ من مستوى التعليم وتلقي المعلومة ولا ينتهي عند حداثة بناية المدرسة الأهلية وما تحققه من مناخ ملائم للدراسة على العكس تماما من المدارس الحكومية.

وبالرغم من الأجور المرتفعة التي تتقاضاها إدارات المدارس الأهلية من الطلبة المقبلين عليها هربا من جحيم التعليم الحكومي, إلا أن الإقبال هذا بحسب إحدى إدارات المدارس الأهلية - يشهد تزايدا مع بداية كل موسم دراسي جديد.
احد أولياء أمور الطلبة شبّه (المهاجرين) من المدارس الحكومية إلى المدارس الأهلية, بانهم كمن يستجير من الرمضاء بالنار, نتيجة لارتفاع أجور التعليم في المدارس الأهلية التي تصل إلى أكثر من مليوني دينار للطالب الواحد، ناهيك عن الأجور الأخرى المتعلقة بالكتب والقرطاسية وغيرها من المستلزمات الدراسية المتعددة. مطالبا وزارة التربية بالتدخل في هذا الأمر وتحديد الأجور الدراسية في المدارس الأهلية بما ينسجم مع متوسط دخل العائلة العراقية الشهري.
ويرى إسماعيل شاكر أن احد أسباب انتشار المدارس الأهلية بهذا الشكل اللافت, يرجع إلى تمتعها ببنى تحتية ملائمة تحقق جوا دراسيا مناسبا يساعد الطالب على التفوق والنجاح بعكس الجو الدراسي في المدارس الحكومية بأبنيتها التي تفتقد للخدمات الأساسية من حمامات وأبنية مكيفة إلى جانب اكتظاظ الصفوف الدراسية بأعداد كبيرة من الطلبة نتيجة لنقص حاد في عدد الأبنية المدرسية الحكومية.
مطالباً وزارة التربية بالعمل على توفير المناخ الملائم في المدارس الحكومية على جميع المستويات كي لا يتسبب هذا الواقع الذي تعيشه المدارس الحكومية بأحد أمرين للطالب: إما الهجرة نحو المدارس الأهلية التي تتمتع بكل ما ينقص المدارس الحكومية, وتكبيد العائلة مبالغ مالية كبيرة تذهب كأجور تعليم، أو هو الهجر نهائيا لمقاعد الدراسة والتوجه للعمل مبكرا.
في حين تؤشر سلمى كاظم خطورة انتشار المدارس الأهلية بهذا العدد المتزايد سنويا نسبة إلى المدارس الحكومية, لانه حسب رأيها سيخلق نوعا من الفوارق الطبقية بين أبناء المجتمع الواحد باعتبار أن الأغنياء فقط بإمكانهم زج أبنائهم في المدارس الأهلية ذات الأجور الدراسية المرتفعة, على العكس من الفقراء الذين تنتظر ابناءهم الأمية في المدارس الحكومية.. محذرة من اتساع هذا المفهوم بين الطلبة في كلا الجانبين ومطالبة وزارة التربية بالعمل على تحسين واقع التعليم الحكومي بما يليق بتاريخ العراق في قطاع التربية والتعليم.
ويبين عبد اللطيف الهلالي أن العائلة العراقية أصبحت مجبرة في أكثر الأحيان على زج أبنائها في المدارس الأهلية برغم ارتفاع أجور الدراسة فيها, مشيرا الى أن العائلة راحت تقارن مستوى التعليم في المدارس الحكومية بما هو عليه في المدارس الأهلية, ومؤكدا أن الكادر التدريسي في بعض المدارس الحكومية لا يحرص على بذل مزيد من الجهد في إيصال المعلومة للطالب.
وهذا ليس نتيجة قصور المدرس وإنما نتيجة للجو العام غير الملائم للدراسة في المدارس الحكومية والذي يجبره على هذا القصور بسبب ارتفاع عدد الطلاب في الصف الدراسي الواحد بنسبة كبيرة جدا تفوق القدرة التصميمية للصف إلى جانب ازدواجية الدوام لأكثر من مدرسة في بناية واحدة وكلها عوامل لا تساعد الطالب والمدرس معا على التفاعل العلمي لتحقيق النجاح والتفوق.عبد اللطيف يطالب وزارة التربية بأن تبذل جهودها للقضاء على الأسباب التي تدفع بالعائلة العراقية مضطرة إلى زج أبنائها في المدارس الأهلية برغم الأجور الدراسية المرتفعة جدا التي تتقاضاها من طلبتها والتي راحت تشكل عبئا ثقيلا على العوائل ذات الدخل المحدود التي تضطر لتحمل هذا العبء في سبيل تأمين مستقبل دراسي جيد لأبنائها. ويتساءل المواطن إبراهيم سعيد بالقول "هل نحن نتجه نحو خصخصة التعليم"؟ مبررا تساؤله على ضوء واقع الحال الذي تعيشه العملية التربوية في العراق نتيجة لفقر مستوى التعليم فيها بكافة مستوياته المادية والإدارية ويشير إلى أن الإجابة عن هذا التساؤل أخذت تؤشرها ظاهرة انتشار المدارس الأهلية بأعدادها التي ترتفع سنويا قياسا إلى الأبنية المدرسية الحكومية.. إبراهيم أكد أن ظاهرة انتشار المدارس الأهلية بهذا الشكل اللافت هي فعلا مؤشر على تردي واقع التعليم الحكومي.. مطالبا وزارة التربية بأن تكون بمستوى التحدي وتعمل على إرجاع صورة التعليم الحكومي الزاهية كما كانت في السابق.