فضاءات

في بيتنا الثقافي ... استذكار المناضل والتربوي الراحل حسن العتابي

غالي العطواني
نظم منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، صباح السبت الماضي، جلسة استذكار للمناضل والتربوي الراحل حسن العتابي، في مناسبة مرور عشر سنوات على رحيله.
حضر الجلسة التي التأمت في قاعة المنتدى بساحة الأندلس، الرفيقان د. حسان عاكف ومحمد جاسم اللبان، عضوا قيادة الحزب الشيوعي العراقي إلى جانب عائلة الفقيد وجمع من محبيه وأصدقائه من الشيوعيين والتربويين والمثقفين. الجلسة التي ادارتها حفيدة الراحل الإعلامية يمام سامي، استهلت بوقوف الحاضرين دقيقة صمت إكراما للفقيد ولشهداء الحزب والعراق. ثم عزف الفنان الشاب حيدر كريم، مقطوعة موسيقية على آلة العود.
وكان أول المتحدثين في الجلسة، الكاتب والإعلامي رضا الظاهر، الذي ألقى كلمة سلط فيها الضوء على مسيرة الراحل العتابي وكفاحه في الحياة وتربيته للأجيال، وقال ان الراحل انضم إلى الحزب الشيوعي العراقي عام 1948، واعتقل وتم حبسه في سجن الكوت، وكان من بين الشيوعيين الذين هربوا من سجن الكوت ابان انقلاب شباط الاسود عام 1963، فضلاً عن ان الراحل "أينما حل يكون رسولا تنويريا"، مبينا انه عمل معلما في جنوب العراق، وكان يهتم بتعليم الفلاحين الكبار القراءة والكتابة، ويبعث في نفوسهم الحس الثوري للخلاص من الإقطاع.
وتابع قائلا ان العتابي عمل محررا لصفحة "التعليم والمعلم" في جريدة "طريق الشعب" ابان سبعينيات القرن الماضي.
بعد ذلك ألقى رئيس النقابة الوطنية للصحفيين في العراق، الكاتب والإعلامي عبد المنعم الأعسم، كلمة قال فيها ان معرفته بالراحل بدأت في أواخر العام 1968، بحكم علاقته مع ولديه جمال والشهيد سامي، مضيفا قوله انه من خلال لقائه الأول بالعتابي وبعائلته رصد أشياء كثيرة، من بينها الجو العائلي الحميم، الذي يعم البيت على يديه، والبصمات القيمية التي وضعها على أفراد عائلته.
وتابع قائلا ان الحديث عن حسن العتابي، يعني الحديث عن جيل من المتعلمين في بلد كانت أميته تزيد على الثمانين في المائة، موضحا ان الراحل "استرشد مبكرا إلى الأسئلة الكبيرة، عمّن يقف وراء إفقار الشعب وجهالته، والأهم تلك الأسئلة عما ينبغي أن يفعل المتعلم الواعي لمواجهة التعاسة التي يغرق فيها أبناء شعبه، وسبل تحقيق سعادته. فيجد أن الطريق سالكا إلى تلك المقولة المدوية: السعادة في النضال والتعاسة في الخنوع".
صديق الراحل، الشاعر جليل الصفار، ألقى قصيدة في الجلسة جسد فيها الصفات النبيلة التي كان يتحلى بها العتابي. كان مطلعها:
لا كان يومكَ والصراعُ عُضالُ
وإليك أحوج ما يكون نضالُ
أعطيت ما يكفي الرفاق شموخهم
واستلهمتَ من بعضه.. أجيالُ
ثم ألقى التربوي محمود العكيلي، وهو أيضا صديق للراحل، كلمة مرتجلة استعرض فيها محطات من حياة رفيقه منذ العام 1954 حتى رحيله في العام 2007. ومن بين ما ذكره، ان العتابي كان قد قدم طلبا إلى الزعيم عبد الكريم قاسم، يطلب فيه تبديل اسم ناحية "الغازية" - نسبة إلى الملك غازي – التي كان يسكن فيها، إلى اسم ناحية "النصر"، مشيرا إلى ان الزعيم وافق على طلب الراحل.
وكان بين المتحدثين في الجلسة الشيخ د. جون العتابي، الذي تحدث عن الشيوعي - الحاج العتابي، متطرقا إلى نشأته ومسيرته منذ دراسته الابتدائية، حتى أصبح تربويا فاضلا تنويريا.
الشاعر والإعلامي عبد الأمير عجام ابى ان لا يشارك بالتأبين فأرسل من واشنطن كلمة بعنوان " حديقة حسن العتابي"، قرأها بالنيابة د. فلاح الخطاط. وتحدث عجام في كلمته عن معرفته الأولى بالعتابي، وكيف انه شجعه وحفزه على الكتابة الصحفية، واصفا إياه بمعلمه الأول.
وألقى الكاتب والإعلامي عدنان حسين كلمة في الجلسة، أشار فيها إلى ان الراحل قد تطوع للعمل في جريدة "طريق الشعب"، وانه كان يعامل الكتاب والصحفيين كما يعامل أبنائه، أعقبه الشاعر كامل سعدون العتابي بإلقاء كلمة على لسان الراحل شكر فيها الحاضرين الذين لبوا دعوة حضور الجلسة.
وكان آخر المتحدثين نجل الراحل علاء حسن العتابي، الذي القى كلمة باسم عائلته، قال فيها "ان والده أوصى ابنه الأصغر فلاح بأن تمر جنازته أمام مقر حزبه في ساحة الأندلس، إلا انه أخفى الوصية عن المشيعين، فمضوا به مسرعين إلى مقبرة "وادي السلام" في النجف، ليستقر بجوار شريكة حياته".
وأضاف قائلا انه "رغم كل المحن ظل شامخاً وأصيلاً متسامياً، وهو الوحيد المؤهل لكفكفة دموعنا.. مقيم دائم فينا نتطلع إلى قسمات وجهه علّنا نطمئن على أنه لم يغادرنا".
وفي الختام ألقى الإعلامي طه رشيد كلمة باسم إدارة المنتدى، شكر فيها الحاضرين.