فضاءات

في ملتقى د. علي إبراهيم .. عن محمد رضا بهلوي وسياسته الداخلية في إيران

محمد علي محيي الدين
ضيّف ملتقى الدكتور علي إبراهيم الثقافي في محافظة بابل، أخيرا، أستاذ تاريخ إيران الحديث والمعاصر في كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة بابل، د. نعيم جاسم محمد، الذي قدم محاضرة بعنوان "السياسة الداخلية للشاه محمد رضا بهلوي في إيران 1941 – 1979".
شهدت المحاضرة التي نظمت على قاعة الملتقى وسط مدينة الحلة، حضور جمع من المثقفين والأكاديميين والأدباء والمهتمين بالشأن التاريخي. فيما أدارها الشاعر سعد الشلاه، واستهلها مقدما نبذة عن سيرتي المحاضر الذاتية والأكاديمية.
المحاضر، وفي معرض حديثه، سلط الضوء على السياسة الداخلية التي اتبعها الشاه محمد رضا بهلوي في إيران خلال مدة حكمه الممتدة بين عامي 1941و1979، وعلى اهم التطورات التي حصلت في تلك المدة وطريقة تعامل الشاه معها "لا سيما انه استلم السلطة في ظل ظروف الاحتلال الانكلو– أمريكي لإيران في آب 1941".
وأضاف قائلا ان بهلوي بعد أن توج شاها على إيران، سمح للأحزاب السياسية بممارسة نشاطها السياسي. فظهرت أحزاب سياسية، من بينها حزب توده الشيوعي وحزب الإرادة الوطنية، لافتا إلى ان حزب توده تم حظره عام 1949 على اثر محاولة الاغتيال التي تعرض لها الشاه في العام ذاته، "لكن الحزب ظل يمارس نشاطه السياسي سرا".
وتطرق د. محمد إلى حركة تأميم النفط الإيراني في المدة منذ عام 1951 حتى العام 1953، بقيادة رئيس الوزراء محمد مصدق، موضحا ان تلك الحركة انتهت بإسقاط حكومة مصدق. فزاد التقارب الإيراني – الأمريكي بعد ذلك، وتأسس في إيران جهاز "السافاك" عام 1957 للحفاظ على النظام السياسي وقمع المعارضين للشاه، ومضيفا ان ممارسات "السافاك" القمعية التي كانت من بين أسباب سقوط الشاه لاحقا، أثارت حفيظة منظمات حقوق الإنسان العالمية وقتها.
وتحدث أستاذ التاريخ عن وقائع تأسيس جمهورية أذربيجان، وجمهورية مهاباد الكردية، اللتين جرى القضاء عليهما من قبل الحكومة الشاهنشاهية. ثم ذكر ان أبرز حدث جرى في إيران هو إعلان الثورة البيضاء عام 1963، التي كانت تهدف إجراء بعض الإصلاحات؛ "فقد سمح للمرأة بممارسة دورها في المجتمع والترشيح للانتخابات، وتم السماح بتأسيس الأحزاب، وجرى توزيع أراضي الأوقاف على الفلاحين، وبناء قرى عصرية لهم"، متابعا قوله "لكن كل ذلك جوبه بمعارضة شديدة من قبل رجال الدين، وعلى اثره نفي السيد الخميني عام 1964 إلى العراق، وأصبح الصراع السياسي بين النظام والمؤسسة الدينية مستمرا حتى سقوط الشاه".
وتحدث د. محمد عن ظروف تأسيس حزب النهضة (رستاخيز) عام 1975، الذي بات يضم الأحزاب السياسية كلها (سياسة الحزب الواحد).
فكان هو الآخر سببا لسقوط نظام الشاه، بالإضافة إلى السبب الآخر المتمثل في قيام الشاه ببناء برنامج نووي إيراني، أثار حفيظة واعتراض الولايات المتحدة الأمريكية، التي وجدت أن السبيل الوحيد لإنهاء ذلك البرنامج، هو إسقاط حكم الشاه.
وأشار إلى ان العام 1977 شهد تطورات سياسية مهمة في إيران، دفعت الشاه لإقالة رئيس الوزراء أمير عباس هويدا، من اجل امتصاص نقمة المعارضة الشعبية، ما جعل البلاد تمر في حالة من التدهور، بعد اتساع حركة الاحتجاجات والتظاهرات التي تهتف ضد الشاه، والتي لم تنفع معها القوة المفرطة، رغم التغيرات في قمة السلطة، حتى شكل شابور بختيار آخر حكومة في عهد الشاه "لكن ذلك لم يوقف التظاهرات العارمة في البلاد، التي ساعدت على اسقاط النظام البهلوي برمته عام 1979".
وشهدت المحاضرة مداخلات وتعقيبات ساهم فيها العديد من الحاضرين، بينهم د.عدي الأسدي، كمال حسين، صادق النداوي، جبار الكواز ود. محمد هاتف.
وفي الختام قدم د. علي إبراهيم مداخلة شدد فيها على أهمية أن تكون للعراق علاقات جيدة مع الجارة إيران، نظرا لموقعها الجغرافي المهم، والوشائج الكثيرة التي تربط بين الشعبين العراقي والإيراني، متابعا قوله "لكن ينبغي أن يحرص الطرفان على بناء علاقات بعيدة عن التدخل في الشأن الداخلي، ومتكافئة وتحقق مصالح البلدين".