فضاءات

على قاعة الشهيد الصرّاف : رضا الظاهر عن ثورة اكتوبر وتحرر المرأة

غالي العطواني
ضيّفت اللجنة الثقافية لمقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في ساحة الاندلس ببغداد، صباح أول أمس السبت، الكاتب رضا الظاهر الذي تحدث عن "ثورة اكتوبر وتحرر النساء"، في مناسبة الذكرى المئوية للثورة الاشتراكية.
الجلسة التي التأمت على قاعة الشهيد الصراف في مقر الحزب، حضرها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي، والعديد من الشيوعيين والناشطين المدنيين والناشطات النسويات.
الرفيقة بسمة كاظم التي أدارت الجلسة، استهلتها مقدمة نبذة مختصرة عن الضيف الكاتب، وعن كتاباته التي ينشرها في المجلات الفكرية والسياسية والصحف، وغيرها من الوسائل المقروءة.
الكاتب رضا الظاهر، وفي مفتتح حديثه، أشار إلى ان محاضرته ستكون في ثلاثة محاور، هي: "الماركسية والمرأة"، "ثورة اكتوبر وتحرر المرأة" و"موقف الاسلام السياسي من تحرر المرأة".
وتابع قائلا انه قبل صدور البيان الشيوعي كانت الطبقة الحاكمة في عموم اوربا تعامل المرأة كإنسانة من الدرجة الثانية، وكان هناك تعسف واضح وغبن كبير لحقوقها، يصاحبه عنف اسري.
ثم تطرق إلى البيان الشيوعي الذي كتبه كارل ماركس وفريدريك انجلز، مستعرضا ما يحتويه من فقرات تشدد على إنصاف المرأة ومساواتها مع الرجل.
وأضاف قائلا انه بعد وفاة ماركس قام انجلز باصدار كتابه الشهير "اصل العائلة"، الذي يتناول في ما يتناوله، شؤون المرأة والسبل الكفيلة بتحررها من قيود الاستعباد، لافتا إلى ان الكثيرين من القادة والمفكرين الثوريين الماركسيين كتبوا مصادر عديدة في الموضوع ذاته، لتكون كل تلك المصادر عوامل مؤثرة في بدايات مطالبة المرأة بحقوقها.
وألقى الظاهر الضوء على ثورة اكتوبر الاشتراكية عام 1917، وكيف ان البلاشفة رفعوا شعار مساواة المرأة مع الرجل، خصوصا المرأة العاملة التي أصبحت شريكة مع الرجل العامل في المعامل، ولها حقوق متساوية مع حقوقه، مبينا ان ذلك يمثل مؤشرا واضحا لقرب التساوي بين الرجل والمرأة، ودليلا على أن الثورة ألغت الفوارق التي وضعتها الانظمة الرأسمالية.
وأوضح الضيف كيف ان القادة البلاشفة تعاملوا بحزم مع قضية تحرر المرأة وإطلاق حريتها، لتتبوأ المناصب القيادية في السلطة، مشيرا إلى ان البلاشفة وضعوا التقنيات الفكرية اللازمة لتحقيق هدفهم المنشود نحو تحرر المرأة، وان ثورة اكتوبر انهت التباعد الطبقي بين الرجل والمرأة، وساعدت كثيرا في مهمة تحرر النساء.
وأضاف ان من اهداف ثورة اكتوبر، هو ان تكون السلطة للطبقة العاملة. وقد كانت نسبة كبيرة من النساء، عاملات، وهذا له دور كبير في ايصال المرأة العاملة للسلطة الى جانب الرجل، ويعتبر مؤشرا آخر على تحرر المرأة.
وذكر الضيف أن ثورة اكتوبر شرعت قوانين النظامين الطبقي والعمالي، التي شملت العاملات، ما حقق تحسنا ملموسا في الوضع الاقتصادي للمرأة، موضحا ان وسط النسوة العاملات كانت نخبة من النسوة المثقفات الثوريات اللواتي صرن قدوة للحركة الفكرية العمالية النسوية، وان هذا التواجد للنساء، تسبب في تنمية الوعي الفكري الثوري لدى النسوة العاملات للمطالبة في تحقيق اهدافهن في التحرر.
وكان آخر ما تطرق إليه الظاهر في حديثه، هو موقف الإسلام السياسي من قضية تحرر المرأة، منوها بأن اول قصيدة كتبت في التاريخ، كانت لامرأة في العهد السومري، وان اول شهيدة في الاسلام هي سمية والدة الصحابي عمار بن ياسر.
وتابع قائلا ان بعض الغلاة ينسبون اقوالا للنبي محمد او للامام علي، فيها تهجم على المرأة وتقليل من شأنها، "وهذا زور وبهتان"، مؤكدا ان المرأة كانت تصلي مع الرجل في المسجد أبان عهد النبي محمد، وانها كانت تتوضأ الى جانب الرجل قبل الصلاة الموحدة.
وشهدت الجلسة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، وعقب عليها الضيف بصورة مسهبة.
وفي الختام قدم الرفيق رائد فهمي باقة ورد باسم الحزب، إلى الكاتب رضا الظاهر.