فضاءات

سفير دولة فلسطين في بيتنا الثقافي .. حول قرار ترامب بشأن القدس وتداعياته

طريق الشعب
ضيّف منتدى "بيتنا الثقافي"، السبت الماضي، سفير دولة فلسطين في بغداد د. احمد عقل الذي تحدث حول "تداعيات قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل".
الجلسة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، حضرها عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق أيوب عبد الوهاب، وجمع من المثقفين والإعلاميين والناشطين المدنيين والمهتمين بالشأن السياسي، إلى جانب العديد من أبناء الجالية الفلسطينية في بغداد. وقد أدار الجلسة مدير المنتدى الرفيق عباس حسن، وافتتحها مرحبا بالضيف والحاضرين.
د. عقل وفي معرض حديثه، هنأ الجيش العراقي في مناسبة الذكرى 97 لتأسيسه، مشيدا ببطولاته التي اجترحها في معاركه ضد القوات الصهيونية في حرب 1948، وكذلك بدوره في التصدي لعدوان الخامس من حزيران 1967.
بعدها تحدث الضيف عن قرار ترامب الأخير في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأشار إلى ان الخطورة لا تكمن في موضوع نقل السفارة وحسب، وإنما في اعتبار القدس بشقيها عاصمة لاسرائيل، موضحا ان ترامب لم يكتف بذلك، بل وقع القرار الجائر لإرغام من يأتي بعده بالالتزام به.
وحدد السيد السفير الوضع العام الذي جاء فيه القرار، وذلك بعد مائة عام على "وعد بلفور" القاضي بزرع جسم غريب في المنطقة لتنفيذ السياسة الاستعمارية بعد اتفاقية "سايكس بيكو"، التي رسمت خارطة النفوذ البريطاني - الفرنسي في المنطقة، قبل ان تهيمن بعدها السياسة الامريكية عليها، ودور هذه السياسة في العمل على تفتيت المجتمعات العربية.
واعتبر د. عقل قرار ترامب "صفقة القرن"، وسلط الضوء على الفريق الصهيوني الذي شكله الرئيس الأمريكي حوله لمساعدته، والذي يتمثل بزوج ابنته اليهودي وعدد من اليهود الصهاينة المكلفين بتطبيق رؤيته حول تشكيل السفارة الامريكية في القدس، مبدياً في الوقت ذاته اسفه لاقتناع عدد من الدول العربية بهذه الصفقة، وعدم الاكتراث لدوافعها ومضامينها العدوانية.
وألقى السفير الضوء على شخصية ترامب، وعلى ماضيه باعتباره كان مصارعاً يعول على قوته الجسدية في حل ما يجابهه من صعاب، وكيف انه ورث عن ابيه امبراطورية مالية، حتى تحولت شخصيته الى رجل صفقات، مضيفا ان من أبرز صفقات ترامب الاخيرة، هي قضية القدس التي رسم لها خطوطا هشة ناتجة عن سياسته.
وتابع قائلا ان "سياسة الاستيطان لا تمثل مشكلة بالنسبة للرئيس الأمريكي، وكذلك الامر بالنسبة لقضية اللاجئين التي تجاهلها تماماً. والاغرب من ذلك كله انه عاد بعقارب التاريخ الى الوراء ليطالب السعودية بدفع تعويضات إلى يهود خيبر تقدر بحدود مائة مليار دولار!".
وتوصل د. احمد عقل الى ان من يحكم امريكا الآن هي المسيحية الصهيونية التي سماها "اليمين المسيحي"، و"التي تعتبر القدس عاصمة لليهود، برغم ان العالم كله لم يعترف بذلك حتى بعد احتلال القدس خلال حرب حزيران 1967، بل تم التأكيد على انها موضوع قابل للحوار بين الطرفين".
ومن هذا المنطلق اكد السفير ان قرار ترامب احدث تآكلا في هيبة امريكا ومكانتها بعد ان رفض على نطاق واسع في الجمعية العامة للامم المتحدة، ما دفع بالرئيس الأمريكي الى اتباع سياسة غير متوازنة تقضي بايقاف المساعدات عن كل من يصوت ضد القرار، وهو ما لم يكترث له العالم. وبعد ان أوضح د. عقل آفاق التحرك الفلسطيني لمواجهة السياسة الامريكية بخصوص الصراع العربي – الاسرائيلي، اكد ان الفلسطيني الذي يوافق على قرار ترامب غير موجود، وان الاحتمالات مفتوحة على توسيع المواجهة الشعبية للقرار الجائر، وصولا الى القيام بانتفاضة فلسطينية جديدة دون اغفال دور الموقف العربي وضرورة وضعه في قرارات جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي، وذلك بعد تسريع الوحدة الوطنية الفلسطينية، داعيا الى مقاطعة البضاعة الامريكية على المستوى الشعبي وبذل كل الجهود لافشال المخطط الامريكي دبلوماسيا واقتصاديا. وشهدت الجلسة مداخلات قدمها عدد من الحاضرين، انصبت في معظمها على دعم الشعب الفلسطيني وحقه في اقامة دولته الوطنية وعاصمتها القدس.