فضاءات

الأغنية التراثية والوطنية وفرقة دار السلام / عبد الجبار نوري

ازدهرت الأغنية العراقية في الستينيات والسبعينات وأشرقت أغاني رائعة ورصينة ذات مضمون أنساني وهدف سامي للسمو بالأغنية العراقية الى الكمال – واحترام ذوق المستمع ، بجهود ثلاثي نجوم الأغنية البارزين في الوسط الفني( المطرب ، الكاتب ، الملحن) وقتها تسمو بالمستمع الى عالم الأحلام الوردية التى تداعب أحاسيسه ووجدانه كمتلقى ويتغلغل الى أعماقه بدون أستئذان حينها يعشقها(قبل العين أحيانا) ، ويدغدغ ما مخزون في الأعماق من أحاسيس أنسانية نبيلة وشفافة من حب عذري رومانسي معمد بملكوت السماء حيث الرحمة والعطف والغاية النبيلة، كل هذه الأبداعات الفنية والمؤثرات السايكولوجية والأجتماعية خلقت جيلا من المستمعين الواعين والمثقفين متذوقي وطالبي الأغنية العراقية الأصيلة التي لا تنسى لأنها رائعة وعذبة وسهلة التداول والحفظ لذلك تركت بصماتها في أرشيف الفن الفولكلوري والتراثي لوطننا العزيز ، مثلا خذ رائعة ياس خضر* ليل البنفسج*، المطرب ياس خضر،الكاتب مظفر النواب ، الملحن طالب القره غولي: لذلك أصبحت أغنية الموسم بلا منازع ودخلت أرشيف الأغنية العراقية من أوسع أبوبها.
وظهرت أسماء لامعة في عالم الأغنية العراقية في الخمسينيات مثل زهور حسين، لميعه توفيق، وحيده خليل، ناظم الغزالي- الذي صار من أشهر المطربين في بداية الستينيات – وثم جيل مطربي الستينيات :حسين نعمه، فؤاد سالم، فاضل عواد، رضا علي، رياض أحمد، سعدون جابر، سعد الحلي، عفيفة اسكندر، مائدة نزهت، وبعد مرور أكثر من ثلاثين سنة عليها لا تفارق ذاكرتنا - وندندن بها أحيانا- وخاصة أغاني الخمسينات أصبحت في خانة {الأغاني التراثية} وكانت أمنيتنا نحن المغتربين أن نتمتع بسماعها مرة ثانية الي أن تحققت الأمنية بظهور {فرقة دار السلام} التابعة لرابطة المرأة العراقية.
وكان ذلك من حسن حظنا نحن غرباء الوطن أن تبث هذه الفرقة الفتية الروح في هذه الأغاني التراثية والوطنية وتعيد أدائها بشكل جميل بأصوات نسائية ورجالية عذبة، ومتألقة فرضت وجودها على الواقع بتفان ونكران ذات وبعصامية وتمويل ذاتي وبعمل تطوعي ،وللأنصاف أشهد بأن وراء تأسيس الفرقة أمرأة رابطية تعمل كجندي مجهول وبأصرارلتلبية أحتياجاتها المادية والمعنوية ، وانها تعمل بصمت بدون كلل أو ملل (وتعرف هذه المرأة المسؤولة بسجاياهاالمشهورة بها: الهدوءوقلة الكلام والتواضع هي السيده *فيروز أم رافد*) التي تعتبر بحق المؤسسه لهذه الفرقة الفتية ببذلها جهود مضنية وذللت الصعوبات في تشكيلها والأشراف عليها دائما حيث تلازم الفرقة في أيام التدريب وعلى أختيارالأزياء وطلباتها ، وتألقت الفرقة وأحبها الجمهور وأصبحت متمرسه في أداء جميع الأغاني التراثية والوطنية بجدارة وكفاءة في أحياء تلك الأغاني التراثية والوطنية العراقية، فأصبح لها الحضور المميزفي جميع المناسبات الوطنية في ستوكهولم ، كما وقدمت الفرقة عروض مماثلة في بعض المدن السويدية.
أحيت فرقة دار السلام فعاليات ومناسبات ثقافية ووطنية عديدة منها:المشاركة في أحياء فعاليات مهرحان أيام الثقافة العراقية السنوىة لنادي 14 تموز الديمقراطي ، وأحياء ذكرى بعض الفنانين العراقيين الذي كان لهم دور كبير في ظهور هذه الأغاي التراثية الحلوة ، حين كرمت الراحل شاعر الأغنية العراقية سيف الدين ولائي في أمسية تكريمية خاصة أحياء لذكراه و أستذكارا لما أتحف به المكتبة الفنية العراقية من شعر وفصائد مغنات .
ومن حفلاتها التي لا تنسى حين أحيت مهرجان أيام الثقافة العراقية في ستوكهولم لسفارة جمهورية العراق في المركز الثقافي العراقي في السويد في 19-10-2012 وكانت بمناسبة عيد الأضحى المبارك ، وأتحفت الحضور بباقة من الأغاني الفلوكلورية التراثية التي نقلتنا الى الزمن الجميل ومن هذه الأغاني: يا حلو يا أسمر، خدري الجاي، يا نبعة الريحان، جان الكلب ساليك ، كلي يا حلو، الله من عيونك، سمر سمر (وجلها من ألحان شاعر الأغنية العراقية سيف الدين ولائي)، وأغنية ياعمه ألحان محمد نوشي.
وقدمت فرقة دار السلام أيضا عروضا خاصة بمناسبة يوم المرأة العالمي وذكرى تأسيس رابطة المرأة العراقية .

وشاركت الفرقة في أحياء مناسبات ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي في27-3-2011، وجعلت الفرقة من المناسبة كرنفالا بهيجا بأغانيها الجميلة وخاصة عندما غنت الأغنية الشعبية المشهورة *عمي يا بو مركب يابو شراع العالى*غناء فؤاد سالم ألحان طالب القره غولي، تحول الحفل الى عرس بهيج وسط الرايات الحمراء والتصفيق والهلاهل والتصفير و"طش الواهلية من ملبس وجكليت وورد وبالونات ملونة .
كما أحيت الفرقة ولسنوات عديدة الأحتفالات الخاصة بيوم الشهيد الشيوعي وشهداء الوطن الذين عمدو بدمائهم صرح الحرية وأصبحوا للمناضلين والأحرار شعلة مضيأة في طريق الحرية والأنعتاق.
وحصلت الفرقة علي شهادات ودروع للمهرجانات وجوائز عديدة ،كما وقدمت لرابطة المراة العراقية من خلال مسؤولة الفرقة السيده فيروز أم رافد شهادات ودروع تقدير على جهودها، ولابد من الأشارة للدعم المتواصل من قبل نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم وأتحاد الجمعيات العراقية في السويد .
المجد والتألق لفرقتنا المحبوبة، وألف تحية وأجلال لرابطة المرأة العراقية ومسؤولة الفرقة ومدرب الفرقة الفنان المبدع والمتألق تحسين البصري ---