فضاءات

تظاهرات الناصرية مستمرة.. "الكهرباء" غير قادرة على حل الأزمة؟ / قاسم السنجري

تتواصل التظاهرات في مدينة الناصرية ومنذ أكثر من 5 أيام حول انقطاع التيار الكهربائي، حيث يصل التجهيز إلى نصف ساعة من أصل الساعتين المقررة للتجهيز.
وفيما اتهمت لجنة الطاقة النيابية وزارة الكهرباء بعدم المصداقية في تنفيذ الوعود التي تطلقها، أشارت إلى أن تصريحات الوزارة تناقض التقارير اليومية التي ترسلها إلى الحكومة واللجنة والتي تتحدث عن مشاكل كبيرة في انتاج الطاقة الكهربائية.
وفي حين، شدد مجلس محافظة ذي قار على حق المواطنين بالتظاهر وإبداء رأيهم ومطالبهم لتوفير الخدمات ومنها الطاقة الكهربائية، انتقد المجلس قادة الأجهزة الأمنية في المحافظة لقيامهم باعتقال بعض من المتظاهرين، واصفا طريقة تعاملهم هذه بـ"التعنت".
وحاولت "طريق الشعب" الاتصال بمصعب المدرس المتحدث باسم وزارة الكهرباء عدة مرات إلا أن هاتفه كان مغلقا.
وفي مقابلة مع "طريق الشعب" أمس السبت، قال عدي عواد عضو لجنة الطاقة النيابية، إن "وضع الطاقة الكهربائية متدهور في جميع محافظات العراق وليس في ذي قار فقط، وأن الوزارة لم تكن صادقة في وعودها التي أطلقتها وللأسف كانت وعودا كاذبة عن تحسن الطاقة الكهربائية".
ويذكر أن العديد من أبناء الناصرية الذين أطلقوا على نفسهم (لصمتي ألف حكاية) استمروا بالتظاهر وبشكل يومي صباحا ومساء ولم يلمسوا أي استجابة من قبل المسؤولين ولم يلتفت إليهم احد، وأكد المتظاهرون بأنهم سوف يمنعون الموظفين من دخول دوائرهم وخاصة مديرية التوزيع والشبكات والطاقة في حال لم ينتبه إليهم أصحاب القرار لمطالبهم مشددين على تواصلهم بالتظاهر وسوف يعلنون الاعتصام المفتوح.
وأضاف عواد، أن "الوزارة ترسل تقاريرها إلى لجنة الطاقة تتحدث عن وجود مشاكل عميقة في انتاج الطاقة الكهربائية وتعبر فيها عن عجزها عن الإيفاء بوعودها بما يشكل تناقضا لتصريحاتها التي تعلنها عبر وسائل الإعلام والتي تبشر بتحسن انتاج الطاقة وانجاز المشاريع".
واتهم عضو لجنة الطاقة النيابية "مدير عام نقل الطاقة في وزارة الكهرباء بالفساد وعدم النزاهة"، مبديا استغرابه من "تمسك وزير الكهرباء بمدير عام نقل الطاقة بالرغم من توصية لجنة الطاقة بإقالته بعد تأشير الكثير من السلبيات وعمليات الفساد التي يشتبه بوجود دور لمدير عام الطاقة فيها".
وأفاد عواد بأن "مجلس النواب سيسعى لاستدعاء وزير الكهرباء وتوجيه الأسئلة حول انتاج الطاقة الكهربائية والمشاريع المتعثرة والتي تشوبها الكثير من شبهات الفساد"، لافتا إلى أن "هناك جهات سياسية توفر الحماية لوزير الكهرباء وتعرقل عملية استجوابه، بما يشكل تدخلا سافرا في عمل مجلس النواب ودوره الرقابي".
وحول الحلول التي يمكن أن تعالج مشكلة انتاج الكهرباء، رأى عضو لجنة الطاقة النيابية أن "لا حلول للخروج من هذا المأزق سوى بطرح جزء من مشاريع انتاج الطاقة الكهربائية للاستثمار".
واعتبر أن "التصريحات التي أطلقها حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة العام الماضي، ما هي إلا تصريحات إعلامية ذات غرض سياسي وليست لها أية مصداقية على ارض الواقع".
من جانبه، بين شهيد أحمد حسان الغالبي، عضو مجلس محافظة ذي قار عن التيار الديمقراطي العراقي أن "الأجهزة الأمنية في المحافظة لا تستطيع تقبل التظاهرات وتضيق ذرعا بها نتيجة لتعنت بعض قيادات الأجهزة الأمنية، غير مدركين الحق الذي كفله الدستور للمواطن في التظاهر والتعبير عن رأيه".
وأكد الغالبي في حديث مع "طريق الشعب" أمس السبت أن "التظاهرات متواصلة بشكل يومي للمطالبة بتوفير الطاقة الكهربائية للمحافظة"، مشيرا إلى أنه "لا يوجد حل يلوح في الأفق بسبب عدم وجود نوايا حقيقية من قبل الحكومة الاتحادية لطرح معالجات حقيقية لهذه المشكلة، وأن الكثير من المشاريع غير موجودة على أرض الواقع، في حين أن المعلن عنه من المشاريع ليس سوى معدات مطروحة على الأرض".
ولفت إلى أن "انتاج الطاقة الكهربائية في ذي قار تراجع بسبب تقادم محطة الناصرية الحرارية، وعدم وجود صيانة متواصلة ما أدى إلى انهيار الإنتاج ووصوله إلى هذه المستويات المتدنية".