فضاءات

الشهيد قاسم محمد حمزة الشمري / شهد عبد المجيد

ولد في بغداد عام 1947 في منطقة الكاظمية عرف باسم (رفيق حداد) تيمنا بشهيد الحزب الشيوعي الذي كان يحمل اسم حداد الذي سبقه بالاستشهاد فاقسم بان يكون اسمه حداد وان يكون له شرف الشهادة كما كان لرفيقه.
.. قضى في بغداد طفولته وصباه واكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة فيها بعدها انتقل الى مدينة الحلة، حيث اكمل دراسته الاعدادية وبعدها حصل على شهادة البكلوريوس في اللغة العربية في الادب والصرف من جامعة بغداد، انتمى الى صفوف الحزب وهو في الثامنة عشرة من عمره وانصهر في بودقة الحزب وارتقى مناصب عدة، حاز على اعجاب مسؤوليه لمايمتلكه من خلق عالٍ وفهم للمبادئ الماركسية اللينينية التي كان يدرسها لطلابه وربطها بالواقع العراقي بشكل غير مباشر.
زاول مهنة التدريس في مدينة السماوة وبعدها نقل الى اعدادية الحلة للبنين.
مارس الكتابة في الصحف المحلية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي واصبح مسؤول المكتب الصحفي في الفرات الاوسط وهو في عمر لم يتجاوز السادسة والعشرين.
كانت له مجموعة من كتابات نقدية ادبية ومسرحية عدة لكنها أتلفت من قبل النظام البائد مع مكتبة عامرة كان عدد كتبها يتجاوز الخمسين ألف كتاب، وحوت على كتب فلسفية وادبية وعلمية ولغوية وكتب ادبية وفلسفية مترجمة لعدة لغات حيث ترجم عدة كتب الى اللغة الروسية والالمانية والانكليزية.
كان له عمود خاص في مجلة (روز اليوسف) المصرية وله عمود ايضا في مجلة صباح الخير المصرية.
ومن اعمال النقد التي قدمهاعلى سبيل المثال لا الحصر نقد لكتاب (عباس محمود العقاد) وكتب الشاعر (نزار قباني).
وله بحوث عن الجاحظ وابن عربي وابن رشد وعن كتاب (كليله ودمنه) و(المتصوفة) و(المعتزلةا) وبحوث عن الاسس التربوية وقواعد اللغة العربية.
كما تحدث عنه الدكتور(علي جواد الطاهر) والدكتور (علي الوردي) وقد اشاد الدكتور (علي جواد الطاهر بملكته الثقافية ووعيه السابق لسنه واعتبره خليفة من بعده في قواعد اللغة العربية والادب العربي)
اصاخت له الاذان وشخصت له العيون في المحافل الادبية وكان طلابه في الاعدادية ينتظرون حصته بفارغ الصبر ويحفظون عن ظهر قلب كل ما يقوله لانه يربط المادة بالواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتربوي الذي يخص الشباب المتطلع للتقدم والحرية.
اوفده الحزب لدراسة اللغة وحضور المؤتمرات الاممية في موسكو وفرنسا وتونس والجزائر والمغرب لما وجدوا فيه من تفان واخلاص في عمله. وخير دليل على امانته لاسرار الحزب والشعب قدم اغلى مايملك من اجل شعبه واحبائه. وحصل على شرف الشهادة في معتقلات البعث المقبور بعد ان اعتقل لعدة مرات وعذب. رحل وهو حافظ اسرار الحزب المؤتمن عليها .
كان عندما يعتقل ويخرج من المعتقل ياتي لاهفا يتفقد مكتبته ومخطوطاته.
وفي عام 1979 القي عليه القبض من قبل جلاوزة النظام القذرةواودعوه في مديرية امن الحلة وسفر في نفس الليلة معصوب العينين مكبل اليدين الى مديرية امن بغداد وبعدها انقطعت اخباره تماما.
حاول والداه بشتى الطرق اللجوء الى المسؤولين من اجل معرفة مصير ولدهما فكان نصيبهما الطرد والشتم فكانا يعودان باكيين مفجوعين.
اعدم في تاريخ 1983 م حسب ماكان موجودا في قرار الاعدام الذي صدر من مجلس قيادة الثورة انذاك علما انه قد استشهد قبل هذا الموعد المزعوم اثناء التعذيب. وبقيت تلك الكتب تتأوه وتنتظر صاحبها لترتاح بين يديه..
كان قاسم معروفا بخلقه ورصانة شخصيته ومواقفه الدفاعية عن حقوق العمال والشغيلة وعن المرأة وضرورة مشاركتها في معترك الحياة لتفوز بحريتها وكرامتها من اجل مساواتها بالرجل، وقد وقف ضد الامية التي للمرأة الحظ الاوفر فيها.
استشهد اخوه الاصغر منه (محمد علي حمزة) في احد التفجيرات الارهابية.. بعدها استشهد اخوه الآخر (جاسم محمد حمزة) والذي لم نحصل على رفاته لحد الان، حيث فقد على الحدود التركية العراقية في نهاية الـ 2005 .
معاذ الله ان أرضى بذل معاذ الله أن أسجد لقيصر
أرفض أن أعيش بدون حلم ولا حلمي تبدد أو تبخر
أبقى ثائرا ما دمت حياً وإن أسقط فعند الناس أعذر
سيأتي بعدي من يرفع سلاحا بوجه الظلم للأحرار يثأر
زرعنا والحصاد بدا قليلاً سيزرع بعدنا ليفيض بيدر
مجدا لك ايها البطل ومجدا لكل الشهداء الابطال الذين ضحوا من اجل بقاء هذا البلد شامخاً ولترتح ارواحكم الطاهرة لان من سلب منكم الحياة اصبح الان في مزبلة التاريخ واصبح جرذاً في حفرة عفنة.