وثائق وبيانات

المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكوردستاني: جريمة جديدة بحق المسيحيين في العراق

اقدمت عصابات داعش الظلامية في خطوة متوقعة بشن حملة تطهير ديموغرافية ضد المسيحين في مدينة الموصل، تتويجا لخطواتهم السابقة خلال تلك الفترة الوجيزة من سيطرتهم على مدينة الموصل وغيرها من المناطق ذات الاغلبية السنية في غرب العراق، مؤكدين على نهجهم الواضح في فرض سلطات وبدائل استبدادية مبنية على التعنت والغلو الديني، ومحاربة ثقافة التسامح والتعايش المشترك بين افراد الشعب العراقي، من أجل فرض حالة جديدة اقل ما يمكن أن يقال بشأنها، انها منافية لأبسط مبادئ وقيم حقوق الانسان، واحترام الأديان.
ان ما فعلته عصابات داعش الظلامية من تهجير قسري للمسيحيين في الموصل من خلال التهديد بالقتل أو اجبارهم لتغير دينهم ومعتقدهم الإيماني، أو فرض الجزية عليهم، ونهبهم وسلب ممتلكاتهم فاقت ما ممارسته أعتى الديكتاتوريات في تاريخ دولة العراق بعد تأسيسها في بدايات القرن الماضي، ويذكرنا بقيم ومفاهيم العبودية التي سادت في القرون السابقة، والتي تجاوزتها شعوب المنطقة عبر تأكيدهم لإقامة دول عصرية تحترم وتحافظ على الاقل على التنوع الديني، ولا تصل ممارساتها حتى في أقسى حالات الديكتاتورية والتسلط الى القتل على اساس الهوية الدينية والمذهبية و اجبار الناس لتغيير الانتماء الديني وفرض الجزية، والاجبار على ترك البيوت الآمنة، واعتبار ممتلكاتهم غنيمة.
ان هذه الحلقة الجديدة من حملة التطهير الشاملة ضد المسيحيين، والتي اقترفت في الوقت الحاضر من قبل داعش، تأتي ضمن الحملات الأخرى التي تستهدف الوجود التاريخي للمسيحية في الشرق الأوسط، وهي استمرار للحملات التي تهدف الى اقصاء شعوب ومكونات ساهموا في بناء حضارة المنطقة عموما وأرفدوا مناحي الثقافة والفنون والعلوم بإسهاماتهم الغنية، متفاعلين مع شعوب ومكونات المنطقة من مختلف القوميات والاديان والأعراق.
اننا في الحزب الشيوعي الكوردستاني اذ نعلن تضامننا ودعمنا لكافة المساعي التي تهدف الى حماية المسيحيين بمختلف مكوناتهم من الكلدان والسريان والآشوريين والأرمن، نرى بأن هذه الحملة الظلامية ستسهدف مكونات قومية ودينية ومذهبية أخرى ومنها التركمان والشبك والكرد الايزيدية. وفي الوقت الذي نرحب ونتضامن مع موقف حكومة أقليم كوردستان لإستقبال الآلاف من المسيحيين الذين اضطروا الى ترك بيوتهم وأعمالهم في الموصل، نطالب الحكومة العراقية التحرك السريع لتقديم المساعدات الأولية العاجلة لهؤلاء العوائل، والعمل من أجل اتخاذ اجراءات سياسية وأمنية واضحة من أجل محاربة الارهاب عبر توفير أجواء توافق وطني شامل مبني على وضع حلول ديمقراطية للمسالة الطائفية وتجاوز سياسة التهميش والاقصاء، والسعي لتجنب حدوث حرب أهلية وتكرار السيناريو السوري في العراق عبر التأكيد على توفير الاجواء للحوار البناء لحل اشكالية الدولة العراقية، والمشاركة مع المساعي الدولية الرامية لمكافحة الارهاب.
كما ندعو منظمات الأمم المتحدة الاغاثية والمنظمات الدولية المعنية الى التحرك السريع لتقديم المساعدات العاجلة لآلاف المسيحيين الذين تركوا ديارهم، واتخاذ مواقف دولية لحماية المكون المسيحي في العراق.
20 تموز 2014