وثائق وبيانات

المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: لنقف بوجه الجرائم البشعة بحق أبناء شعبنا في الموصل

نتابع بقلق بالغ الجرائم المروعة التي يقترفها تنظيم ما يعرف بـ"داعش" الإرهابي، بحق أبناء شعبنا، وخصوصا ما يتعرض له ابناء الموصل من المسيحيين والأقليات الدينية والعرقية الأخرى وسائر المدنيين في مناطق الموصل، بعد سيطرة التنظيم على المدينة منذ أكثر من شهر.
وبحسب المعلومات الأكيدة التي وردتنا من الموصل، فأن مئات العائلات المسيحية نزحت صباح اليوم (19 تموز 2014) نحو المناطق الآمنة في محافظة نينوى وإقليم كردستان، بعدما هددهم إرهابيو "داعش" بمواجهة الموت، ما لم يغيروا دينهم أو يتركوا المدينة أو يدفعوا الجزية!
وتؤكد المعلومات، أن الإرهابيين استولوا على ممتلكات العوائل المسيحية من منازل وأموال، وقاموا بتسليب النازحين من حاجياتهم التي حاولوا أخذها معهم، كما قاموا بإحراق الكنائس بالكامل وكل ما يتعلق بها.
وكانت آلاف العائلات قبل هذا اليوم، تركت مساكنها في مدينة الموصل، خوفاً من استهدافهم من قبل الإرهابيين، الذين بثوا الرعب في أرجاء المدينة المستباحة، وهم (أي النازحين) يعيشون اليوم أوضاعاً إنسانية بالغة الصعوبة والقسوة.
إذ ندين هذه الجرائم البشعة والمروعة التي يرتكبها الإرهابيون وحلفاؤهم بحق أبناء مدينة الموصل، وخاصة أبناء شعبنا من تركمان ومسيحيين وازيديين وشبك، ونبدي تعاطفنا الكبير مع أخوتنا الذين يواجهون هذه المحنة الصعبة، فأننا نؤكد على التالي:
* ضرورة القيام بأوسع حملة اعلامية وتضامنية ممكنة على الصعيدين الوطني والعالمي، لفضح الجرائم والممارسات الهمجية والانتهاكات البشعة الواسعة لحقوق الإنسان الأساسية التي تقوم بها عصابات "داعش"، وإطلاق أنشطة ومتنوعة من قبل القوى والحركات والمنظمات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية واحزابها ومنظماتها ومن قبل الدولة ومؤسساتها، وان يترافق ذلك بالتشديد على تعزيز روح التآخي والتعاون وتعزيز اواصر التآزر والتضامن ما بين سائر ابناء الشعب وخصوصا مع ابناء شعبنا من المسيحيين والأقليات القومية.
* العمل على توفير المساعدات الإنسانية الكافية للنازحين في مختلف مناطق البلاد، وتوفير مأوى مناسب لهم، ونؤكد على التنسيق مع حكومة إقليم كردستان في هذا الشأن، بعيداً عن الخلافات السياسية.
*حث الوزارات والمؤسسات المعنية في الاطلاع على أوضاع النازحين ومتابعة احتياجاتهم وتلبيتها، وتجاوز الإجراءات البيروقراطية المهلكة في هذا الشأن.
* دعم جهود منظمات الإغاثة الدولية وتسهيل مهامها، وتوفير مسلتزمات وصولها إلى مناطق عملها.
* وأمام هذه الأوضاع المأساوية التي تتعرض لها اقسام واسعة من شعبنا واشتداد المخاطر جراء نشاط القوى الظلامية المعادية للإنسانية والحضارة، فأن من واجب الحكومة الاتحادية وسائر مؤسسات الدولة أن تنهض بدورها في حماية المواطنين المدنيين، بغض النظر عن انتمائهم.
* على القوى السياسية المتنفذة ان تسارع في تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة تعمل بموجب برنامج وطني شامل من اجل ترميم النسيج الوطني وحل الخلافات المعطلة للجهد الوطني وتبني مجموعة اجراءات سياسية واقتصادية واجتماعية من شأنها تعزيز قواتنا المسلحة وتمكينها من استعادة المدن المستباحة من قبل الإرهابيين في أسرع وقت.
لقد كشفت هذه التطورات زيف التطمينات التي روجت لها بعض القوى والأطراف بشأن الممارسات المطبقة في المناطق التي تسيطر عليها داعش وبانت على حقيقتها المعادية للحياة وللانسانية والرامية إلى العودة بالبلاد إلى قرون للوراء.
وبات واضحاً، مسعى تنظيم "داعش" الإرهابي، وحجم التهديد الكبير الذي يمثله، ليس في العراق فقط، وإنما على عموم المنطقة، وهو ما يحتم على العراقيين أن يتكاتفوا لمواجهته والقضاء عليه.