وثائق وبيانات

كلمة الحزب الشيوعي العراقي بمناسبة الذكرى العاشرة لصدور الشرارة

اقامت مجلة " الشرارة "، حفلا بهيجا يوم الجمعة الماضية بمناسبة مرور السنة العاشرة على صدورها ، وفيه القي الرفيق الدكتور صبحي الجميلي كلمة الحزب الشيوعي العراقي ، فيما يلي نصها :
الرفيقات والرفاق الاعزاء
الحضور الكرام
نلتقي اليوم لنحتفل معا بابتهاج واعتزاز بالذكرى العاشرة لانطلاقة مجلة "الشرارة" المناضلة ، وصدور عددها ال 100 ، مجددة العهد على مزيد من التألق .
وفي هذه المناسبة ننقل الى رفاقنا واصدقائنا في النجف عامة ، والى العاملين منهم في المجلة خاصة ، اجمل التهاني واطيب التحيات من قيادة حزبنا الشيوعي العراقي واعلامه المركزي .
منذ صدورها ، حسمت "الشرارة" خيارها وتوجهها فكانت جديرة بان تنضم الى اسرة منابر الحزب الاعلامية المتعددة ، وتشاركها رسالتها المستندة الى فكر الحزب وسياسته في التنوير والتوعية والتثقيف ، وفي الدفاع عن الحقيقة ، والسعي الى ترسيخ ثقافة الديمقراطية والحوار وحرية التعبير والنشر والصحافة ، وفي الحق للوصول الى المعلومة ، وضمان كل ذلك في تشريعات وقوانين تصون الحريات العامة والخاصة . وقد اضطلعت " الشرارة" بدورها في التعريف بالحزب واهدافه القريبة والبعيدة ، وسياسته ونضاله وتاريخه وامجاده ، والتبشير بفكره ومثله وقيمه ?لانسانية الرفيعة .
انها اليوم تواصل تقاليد الصحافة الشيوعية ، الثرة ، والتي سنحتفل بعيدها الثمانين اواخر تموز القادم ، في انحيازها للناس والكادحين منهم خاصة ، وتبني مطالبهم المشروعة والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم ، والتعبير عن همومهم ومطامحهم . وفي كونها منابر للثقافة والفكر واشاعة المعرفة والفكر الانسانيين ، وثقافة حقوق الانسان ، والمواقف التقدمية ازاء الحياة ، وازاء المراة ، واشاعة قيم العدل والمساواة والحرية والتعاضد والخير والجمال وتنمية روح المواطنة العراقية .
نحتفل بالشرارة العزيزة بكل ما حملته وتحمله من قيم ومعارف سياسية وفكرية وثقافية ،فهي حملت اسم الحزب وظلت امينة لقيمه ومثله ، وعملت ما استطاعت على رفعته وتعظيم شانه ، وهي صدرت في النجف الاشرف فحملت رمزية المدينة ومجدها ، مدينة العلم والعلماء ، مدينة الثقافة والابداع ، بتاريخها الناصع والمجيد والمطرز بالبطولات والشهداء .
ايها الحضور الكريم
في هذا المقطع الزمني ، الصعب والمعقد ، الذي يمر به بلدنا يعمل اعلام الحزب على النهوض بدوره ، كما هو الحزب ، في معركة شعبنا ضد الارهاب وداعش ، في اذكاء روح المقاومة ، والدعوة الى رص الصفوف والترفع عن الصغائر ، واستنهاض الهمم لمقارعة مغول العصر ، قوى التخلف والفكر الظلامي التدميري ، فيما هو يتصدى بجدارة لمهمة فضح جرائم الارهابيين وتعرية اكاذيبهم والتصدي لحملات داعش وحربها النفسية وتحصين ابناء شعبنا ضد ضلالاتهم ودعاياتهم المفرقة والدنيئة . كما انه ( وبضمنه "الشرارة") صوت للتضامن والدعم والاسناد لقواتنا المس?حة والمتطوعين والبيشمركة والمقاتلين من ابناء العشائر التي ابتليت بداعش ومشاريعه الاجرامية .
ان شعبنا اليوم في معركة تاريخية فاصلة ، معركة وطنية كبرى ، ضد الارهاب وقتل الحياة والبشر ، وضد الظلام والتخلف وتخريب الحضارة والتراث الانساني ، فلا حياد في هذه المعركة ، فنحن منحازون الى شعبنا ، بالموقف السياسي ، وبالتطوع في صفوف المقاتلين ضمن اطر الدولة ومؤسساتها ، وفي الكلمة والموقف الداعم ، كما في حملات الاسناد ودعم النازحين .
وبقدر ما نحن داعمون لكل موقف ايجابي يتحقق لصالح شعبنا ، فنحن ناقدون ، ومن موقع المسؤولية ، للثغرات والنواقص ، وكل ما يعيق وضع العملية السياسة في بلادنا على السكة السليمة وتخليصها من عيوبها ، ونقصد في الاساس المحاصصة الطائفية الاثنية المقيتة ، اس البلايا وولادة الازمات .
ومن هذا المنطلق دعونا ، وعملنا على تقديم المقترحات والبدائل والنصح ، وشددنا على اهمية استيعاب دورس ما حصل في 10 حزيران 2014 ، النكسة السياسية- الامنية التي مرت ذكراها السنوية المؤلمة الاربعاء الماضي ، واهمية توفير مستلزمات الانتصار في هذه المعركة ضد العدو الشرس ، ومن يقفون وراءه . فالمعركة التي فرضت على شعبنا تتطلب مقاربات واجراءات حازمة ، وتعزيز الوحدة الوطنية ، واعتماد خطاب سياسي موحد ، بعيدا عن الكراهية والحقد والشحن الطائفي ، ومواصلة بناء القوات المسلحة على اسس سليمة وصحيحة وباعتماد الكفاءة والاخلاص?والنزاهة وتخليصها من الفاسدين والمرتشين ،وتمكينها من اداء مهامها عبر التدريب والتسليح ورفع الكفاءة ، وتسليحها بالعقيدة الوطنية . نحتاج الى ان يتبنى الحاكمون والمتنفذون نمط تفكير ونهجا جديدين ، لتعزيز المشاركة الوطنية في التشاور واتخاذ القرار ، وفي السعي الى اعادة اجواء الثقة بين الفرقاء السياسيين ، وتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية ، وتنفيذ الالتزامات كما جاءت في وثيقة الاتفاق السياسي ، وتبني استراتيجية متكاملة : سياسية اقتصادية اجتماعية واعلامية وثقافية .
ان مجريات الحرب ضد داعش ، سيما في الفترة الاخيرة ، دللت على ضرورة معالجة طائفة من القضايا والملفات العالقة الملحة ، والقيام باجراءات حاسمة وجريئة ، وتامين قيادة موحدة للعمليات العسكرية والامنية ، يكون باستطاعتها توظيف كافة العناصر والعوامل وزجها في معركتنا ضد الارهاب وداعش .
وهذا يتطلب ، من بين ما يتطلب ، الالتفات الى قضايا الناس ومطالبهم ، والتخفيف من وطأة وثقل الحياة عليهم ، وتحسين الخدمات ، والسعي لابعاد اثار التقشف وانخفاض عائدات النفط عن عاتق الجماهير، وخاصة الكادحين وذوي الدخل المحدود والفقراء منهم .
ونخلص الى انه واهم من يتصور امكانية تحقيق تقدم وبناء وازدهار بدون تحقيق امان واستقرار ، وهذا غير ممكن من دون الانتصار على الارهاب وداعش ، وستنتصر ارادة شعبنا حتما .
من جديد نهنئكم في هذه المناسبة العزيزة ونشد على ايديكم وانتم تذللون الصعاب من اجل ديمومة صدور عزيزتنا الشرارة .
ويقينا ستظل "الشرارة " شعلة وهاجة .