وثائق وبيانات

تصريح صادر عن المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي : الحكومة مطالبة بالتصدي الحازم للعابثين بالأمن وأرواح الناس

وقعت حوادث مؤسفة الليلة البارحة في مدينة الأعظمية، تزامنا مع الزيارة السنوية في ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم، حيث قام مندسون في مواكب الزائرين - كما اعلن - بالاعتداء على بعض البنايات ودور المواطنين وحرقها، كما عمدوا الى بعض الممارسات الاستفزازية لسكان المنطقة.
وبالنظر الى قيام القوات الامنية بتطويق منطقة الحادث والحيلولة دون توسيع دائرة الفتنة، وباعتقال عدد من المشتبه بوقوفهم وراء ما حصل، فان من الواجب تأكيد الحاجة الماسة والعاجلة الى اتخاذ المزيد من الاجراءات، لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم ضد المؤسسات الرسمية وممتلكات الاهالي، والتصدي بحزم لكل الخارجين عن القانون، والعابثين بأمن البلاد وبالناس وارواحهم، وتعويض المتضررين منهم، وتوجيه رسائل طمأنة الى ابناء المناطق المعنية وغيرها في محافظات ومدن وطننا الاخرى، وحمايتها من تطاولات المتصيدين في الماء العكر، ومنتهزي الاجواء غير السليمة والعلاقات المتشنجة بين الكتل السياسية، وبين تكويناتها المختلفة، لتنفيذ مآربهم الخبيثة.
ان من يقومون بمثل الاعمال الدنيئة ليسوا عناصر فاسدة تتحرك بعفوية. انهم يعملون وفق اجندات سياسية تسعى الى تعكير الاجواء، واثارة الفتن وادامة عدم الاستقرار وضرب الوحدة الوطنية، وشل الحياة العامة، وتخريب كل مسعى جاد للتوجه نحو تحقيق المصالحة الوطنية الحقة، والحيلولة دون اصلاح العملية السياسية وتحقيق التغيير المنشود. وذلك ما ينبغي التحذير منه ولفت انتباه السياسيين اليه، خصوصا من هم في موقع السلطة والقرار، لتفويت الفرصة على المخربين، والارتفاع الى مستوى التحديات التي تواجه الوطن والشعب، لا سيما والاخطار لا تزال تحدق ببلدنا من كل صوب.
ان المطلوب الآن من السلطات المعنية هو التحقيق الفوري في ما وقع، وكشف الجماعات التي تقف وراءه، ومحاسبة من يثبت تورطهم وانزال العقاب العادل بهم، من دون اي تهاون. ولتكن الاجراءات الحاسمة المنتظرة من الحكومة ضمانة لعدم تكرارها، ورسالة واضحة وحازمة لكل العابثين المستهترين بحياة الناس وامنهم وممتلكاتهم واعمالهم. وليتم الإعلان عن ذلك في الحال، والعمل على الا تضيع الحقائق في دهاليز لجان التحقيق كما هو حاصل حتى الآن. فأوضاع البلد لا تحتمل المزيد من المشاكل والتعقيدات والتحديات.
بغداد
14 ايار 2015