وثائق وبيانات

كلمة الرفيق ياسر السالم عضو اللجنة المركزية في اختتام المهرجان الثالث لطريق الشعب

مهرجان التحدي وترسيخ ثقافة التنوير
أيتها العزيزات.. أيها الأعزاء
الضيوف المحترمون
مساؤكم طِيبٌ بين الآس وشهرزاد ودجلة أبي نواس، في مهرجان "طريق الشعب" الثالث؛ مهرجان الصحافة العراقية، وملتقى الصحفيين والمبدعين وأبناء شعبنا كافة، البغداديين ومن قطعوا مسافات طويلة ليكونوا معنا، يشاركوننا البهجة ويبادلوننا الرأي بشأن واقع صحافتنا الراهن وأبرز قضايا وطننا.
إن مهرجان "طريق الشعب" في عامه الثالث.. يأتي استكمالًا للنجاح الذي تحقق في المهرجانين الأول والثاني، ولينقل صورة واقعية عن الصحافة العراقية بكل تلاوينها المتطلعة للعراق الديمقراطي، ضمن نموذج فريد على المستوى الوطني من التلاقي والتواصل.
ولكم سّعُدنا للصدى الكبيـر الذي لاقته دعوتنا، في مساهمة واسعة من الصحف والمجلات المعروفة في الساحة الإعلاميـة، التي عرضت طيلة يومي المهرجان نماذجَ من أعدادها ومطبوعـات أخرى صـادرةٍ عنهـا، وحيـث يقفُ ممثلـوهـا في اسـتقبـال الـزائـرين، وللإجابة عن أسئلتهم، وتزويدهم بما يرغبون من مطبوعاتها.
هذا بالإضافة للمنظمات التي شاركت معنا، مُعرفةً بأنشطتها وحملاتها المدنية.
وقد سعينا إلى أن تكون فعاليات هذه الدورة من المهرجان الذي يقام في الهواء الطلق، متنوعةً ومتميزة، مستفيدين من تجربة المهرجانين الأول والثاني. حيث يتضمن البرنامج، فعاليات إعلامية وثقافية شتى، من ندوات ولقاءات وحوارات وعروض فنية مختلفة، ومن نشاطات للأطفال والنساء والشباب والطلبة والعمال، وغير ذلك مما يحقق الأهداف المرجوة.
أيها الأحبة..
أن ما يميز مهرجان هذه السنة، أنه يتزامن مع الذكرى الثمانين لتأسيس الصحافة الشيوعية العراقية، التي بدأت مع إصدار جريدة "كفاح الشعب" عام 1935، التي تبدل أسمها في ما بعد إلى "الشرارة" و"القاعدة" و"اتحاد الشعب" و"صوت الشعب"، وصولاً إلى "طريق الشعب" التي صدرت سراً لأول مرة في خريف 1961.
ويتزامن أيضاً، مع الذكرى الـ 14 لانتفاضية آذار المجيدة، التي عبرت عن تطلعات شعبنا في الخلاص النظام الدكتاتوري المباد.
كما تأتي الدورة الثالثة للمهرجان، في وقت يمر فيه بلدنا بمنعطف تأريخي حساس، إثر الهجمة الإرهابية الآثمة التي شنتها عصابات داعش المتوحشة على محافظات ومدن عدة، والتي تتصدى لها اليوم ببسالة وإقدام قواتنا المسلحة بمختلف صنوفها، وتنتزع منها المناطق المستباحة وتحررها.
فيما يجهد النشطاء لإغاثة أخوتهم النازحين، وتقديم يد العون لهم، ومساعدتهم على تجاوز أيامٍ قاسية نأمل أن لا تطول.. فتعود العائلات إلى مساكنها آمنة مطمئنة.
وليس من الترف بأيِّ حال، أن نقيم مهرجان "طريق الشعب" الثالث بأجوائه الرحبة هذه، في ظل أوضاع بلدنا الصعبة. إنما هو شكل من التحدي لإرهاب مغول هذا الزمان تنظيم داعش وحلفائه، الساعين إلى قتل الحياة ونشر الظلام والتخلف وإبادة الحضارة والتراث الإنساني.
في مهرجاننا هذا؛ مهرجانكم.. نريد أن نرسخ ثقافة الديمقراطية وحرية التعبير، ثقافة المواطنة والتحضر، نريد أن نرسخ الفكر الإنساني التنويري.. الذي هو خير سلاح لموجهة الإرهاب التكفيري الدموي بأي شكل تجلى. وخير مُعينٍ لبناء الدولة المدنية الديمقراطية.. دولة المؤسسات والعدالة الاجتماعية.
أيها الحضور الكرام..
من حقنا أن نشعر بالرضا، ونحن نـبصر نتائج سعينا المثابر، ليس فقط من خلال هذا الحضور البهي للزميلات من الصحف، والزملاء من الصحفيين والمشاركين والضيوف، بل والأثر الطيب والانطباع الايجابي أيضاً الذي تلمسناه لدى أوساط عديدة أظهرت حماسا للمهرجان.
نؤكد لكم، أننا ساعون لتجديد هذا المهرجان/ الملتقى كل ربيعٍ، من أجل خلق وتطوير أجواء رحبة من التعاون والتعاضد بين الصحافة العراقية، خدمة للإعلام العراقي ككل، ولحرية الصحافة وحرية التعبير عموما.
ختاماً.. أسمحوا ليّ نيابة عن زملائي في جريدة "طريق الشعب" والرفاق في اللجنة التحضيرية للمهرجان، أن أتقدم بالشكر الجزيل للصحف والمنظمات المشاركة وممثليها الحاضرين، ولدور الكتب المساهمة، وللأساتذة الذين شاركوا في الندوات ومعارض الصور والرسوم والكاريكاتيرية، وللفرق الفنية التي قدمت عروضها على هذا المسرح.
ولا أنسى توجيه الامتنان، لمن تطوع للعمل على تهيئة مكان المهرجان وإدارة احتياجاته، طيلة ثلاثة أيام مضت.
والشكر موصول للأجهزة الأمنية التي حرصت على توفير أجواء آمنة.
تقبلوا أمنياتنا بالسلامة والأمان والحياة المثمرة الرغيدة لكم ولعموم شعبنا.. على أمل أن نلتقي في العام القادم، وقد تبددت غيوم الإرهاب السوداء عن سماء العراق.