من الحزب

الشيوعي الكردستاني و"الكادحون" يتظاهرون ضد تأخر تشكيل الحكومة / علي الرسولي

نظم الحزب الشيوعي وحزب الكادحين الكردستانيان، أمس الثلاثاء، تظاهرة واسعة في محافظة السليمانية، مطالبين بالإسراع في تشكيل حكومة الاقليم وتوزيع رواتب الموظفين.
وفي الوقت الذي رأت فيه أوساط حزبية عديدة في اقليم كردستان، أن زيارة رئيس الإقليم مسعود البارزاني إلى السليمانية، قد تسهم في التوصل إلى حلول من شأنها أن تسرّع في تشكيل كابينة الحكومة الكردية، كشف سياسيون أكراد أن جدول زيارة البارزاني، سيتضمن جانبين؛ الأول، تشكيل الحكومة، والثاني، محاولة إصلاح الأوضاع الداخلية لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
وفي حديث مع "طريق الشعب" أمس الثلاثاء، قال كوران حسين عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني الذي شارك في التظاهرة، إن "التظاهرة نظمت من قبل حزب كادحي كردستان والحزب الشيوعي، بهدف الضغط على الأطراف الفائزة في الانتخابات للإسراع في تشكيل الحكومة والالتفات لمشاكل المواطن الذي بات بين كماشة تأخير تشكيل الحكومة، وتأخير توزيع الرواتب"، مضيفا انه "سلمنا البرلمان مذكرة باسم الحزبين، طالبناهم فيها بتنفيذ وعودهم، فضلا عن مطالبتهم بالضغط على الأطراف لإنهاء الأزمة السياسية".
وانطلقت التظاهرة من شارع سالم، متوجهة إلى شارع بارك آزادي واستقرت أمام مكتب السليمانية للبرلمان الكردستاني.
ورفع المشاركون في التظاهرة شعارات تطالب الأطراف السياسية بالإسراع في تشكيل الحكومة وتوزيع رواتب الموظفين والمتقاعدين.
وهتف المشاركون بشعارات مثل "أيها البرلمانيون أين وعودكم"، و"يا حكومة الإقليم أين حقوق الفقراء".
من جهته، قال محمد مهدي جمشيد النائب عن التحالف الكردستاني، إن "زيارة البارزاني إلى السليمانية تأتي لضرورة التواصل مع الأطراف السياسية الأخرى في الإقليم، للإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة"، مبينا أن "الشارع الكردي بدأ يشعر بوجود فراغ سياسي، خصوصا بعد تأخر تشكيل الحكومة".
وبين جمشيد في حديث لـ"طريق الشعب" أمس، أن "الزيارة تضم جانبين، الأول تشكيل الحكومة في الإقليم، والثاني اختلاف المناخ السياسي فيه"، مشيرا إلى أن "الانقسامات في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بغياب الرئيس الطالباني أثرت سلبا على الحياة السياسية في الإقليم".
وأعرب النائب عن التحالف الكردستاني عن اعتقاده بـ"وجود تواصل من خلال زيارة البارزاني للسليمانية مع الاتحاد الوطني الكردستاني، لتصحيح الوضع الداخلي للحزب"، مؤكدا أن "تصحيح الأوضاع الداخلية للاتحاد الوطني الكردستاني، سيؤدي إلى التوصل لحلول ايجابية، وبالتالي نجاح الزيارة وتشكيل الحكومة".
وأوضح أن "هناك أحزاباً شكلت ودخلت في الساحة منها كتلة التغيير والقوى الإسلامية في الإقليم"، مشيرا الى "وجود نقاط خلاف بين هذه القوى وحكومة البارزاني رغم تقديم الأخيرة الكثير من التنازلات، منها التنازل عن بعض المقاعد لهم من أجل أن يكون هنالك توافق سياسي".
في المقابل، اعتبر صبحي سليمان فقي، النائب عن التحالف الكردستاني ان "زيارة البارزاني للسليمانية طبيعية، وتأثيراتها ايجابية ولا وجود لعائق يؤثر عليها"، مؤكدا أن "البارزاني يهمه الشأن الداخلي، وضرورة التوصل لحل يرضي كل الأطراف المتواجدة في الإقليم".
وبين فقي في حديث مع "طريق الشعب" أمس، أن "الزيارة ستتضمن عقد اجتماع للبارزاني مع قادة الاتحاد الوطني لتوفير أجواء مناسبة وإعطاء الصلاحيات الكاملة للقيادة السياسية في الإقليم"، موضحا أن "دور حزب الاتحاد وأهمية توحيده ضروريان في ظل غياب فخامة رئيس الجمهورية جلال الطالباني".
وأضاف النائب عن التحالف الكردستاني، أن "حلول البارزاني تكمن في حل النزاعات المتعلقة بالشأن الداخلي وتشكيل الحكومة"، لافتا إلى أن "من المقرر أن يلتقي البارزاني أثناء زيارته كل من سكرتير حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الدكتور برهم صالح رئيس اللجنة، والتفاوض معه حول آلية الحكومة القادمة، ثم يلتقي بعدها بمنسق حركة التغيير والأطراف السياسية الأخرى".
من جانبه، قال حسن جهاد النائب عن التحالف الكردستاني ان "زيارة البارزاني للسليمانية بمثابة دفعة معنوية، هدفها الأول هو تشكيل حكومة الإقليم"، مؤكدا "وجود دور للشارع الكردي في الضغط على المتفاوضين للإسراع في تشكيلها".
ورأى جهاد أن نهاية الشهر الحالي قد تشهد تشكيل الحكومة في الإقليم"، مشيرا إلى "وجود لمسات ايجابية في الأيام المقبلة". يذكر ان زيارة البارزاني تحمل تحت طياتها أملا في التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف في الإقليم، لتشكيل الحكومة التي تأخرت كثيرا.
وتستمر التأكيدات من قبل حركة التغيير والاتحاد الوطني حول تمسكهما بالمطالبة باستلام منصب نائب رئيس حكومة الإقليم.
يذكر أن الاتحاد الوطني الكردستاني أعلن في أكثر من مناسبة إصراره على الحصول على منصب نائب رئيس حكومة الإقليم. كما أن تشكيل الحكومة الجديدة يمر بمشاكل كبيرة في ظل مطالبة قوى المعارضة بمناصب كانت في السابق من نصيب الاتحاد الوطني.
وكان 88 نائبا في برلمان إقليم كردستان، دعوا الشهر الماضي حكومة الإقليم إلى الإسراع في إجراء انتخابات هيئة رئاسة البرلمان، وأكدوا ان التأخير يضر بالمصلحة العامة للمواطنين.
وكان المكلف من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني تشكيل حكومة إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، اجتمع في المرحلة الأولى من مفاوضاته لتشكيل الحكومة مع جميع الفائزين في الانتخابات.