من الحزب

تحية ووعد ؛كلمة افتتاح مهرجان "طريق الشعب" الثاني*

سنة مضت على الحدث الذي اطلقناه هنا - بجوار شهرزاد وشهريار، حين افتتحنا في آذار السنة الماضية، معكم وبمشاركتكم، اول مهرجان من نوعه في بلادنا، مكرسٍ للصحافة والصحفيين. مهرجان جريدتنا «طريق الشعب»، الذي كنا نحن العاملين فيها، ومن سبقنا من رفاقنا وزملائنا في السنين والعقود الفائتة، نحلم باليوم الذي سنقيمه فيه، ونحلم بتحويله من ثم الى عيد سنوي .. وليس فقط لجريدتنا والعاملين فيها، بل ولعامة صحافتنا العراقية وصحفيينا.
سنة انقضت على تجسيدنا ذلك الحلم في الواقع اول مرة.. وها نحن نعود الى هذا الجوار الجميل والحضن الاخضر، لنكرر اللقاء، ونبدأ نجعله ملتقى سنويا لنا، نحن الصحفيين العراقيين.. مناسبة للبهجة والمتعة، في اجواء ربيعنا السمح على جرف دجلة، وللتأمل والتفكير سوية في شؤوننا وشجوننا المشتركة.

ايها الاحبة
يسعدنا في اسرة «طريق الشعب»، ان نرحب بكم في احتفالنا هذا، وفي مهرجاننا بنشاطاته كافة، وان نعبر عن الامتنان لتلبيتكم دعوتنا، ومشاركتكم في المهرجان وفعالياته، وان نتطلع الى السعي المشترك معكم، لتمتين الوشائج التي تشدنا نحن العاملين في الصحافة الى بعضنا، بما يزيد من تعاوننا الهادف، ويرفع مستوى ادائنا المهني ودورنا المجتمعي، وفي الوقت عينه يعزز صلاتنا مع جماهير القراء، الذين يشكلون غاية سعينا ونشاطنا.
ان امامنا مهمات مشتركة، تتطلبها مصلحة عملنا الاعلامي العراقي، ومصلحة تصدينا المشترك لتحقيق غاياتنا المشتركة، خصوصا في مجال حماية وترسيخ حرية الصحافة وحرية التعبير بصورة عامة، واعداد واقرار التشريعات والاجراءات الضامنة للحق في الوصول الى المعلومات وفي نشرها، وغير ذلك.
ولا ننسى في الوقت ذاته ما يمكن ان يحققه مهرجاننا، حين يتحول الى مهرجان لعموم الصحافة العراقية، على صعيد توجيه الانظار نحوها من جديد كصحافة، كاعلام مقروء، وطرح قضاياها والصعوبات التي تواجهها. وبضمنها الصعوبات الناجمة عن تضاؤل الاقبال على اقتناء الصحف، بفعل العزوف الملحوظ عن القراءة عموما، الذي ورثناه ضمن التركة الثقيلة للنظام الدكتاتوري المباد، وبفعل عودة الامية الى الانتشار في مجتمعنا، الى جانب المنافسة الشديدة من جانب الاعلام المرئي والمسموع عبر الفضائيات التلفزيونية والاذاعية، وغير ذلك من العوامل.
لهذا كله، وغيره، نشعر بالسرور ازاء هذا التجاوب الواسع من طرف صحافتنا الفاعلة، وهي تسهم في المهرجان بحضور ممثليها من زميلاتنا وزملائنا الاعزاء، وبحضورها هي، في الاكشاك الخاصة بها، المنتشرة في زوايا ارض المهرجان.

ايها الحضور الكرام
نجتمع في احتفالنا هذا بافتتاح المهرجان، وقد انقضت ست ساعات على انفتاح ابوابه، وتدفق المشاركين فيه وزائريه، وانتشارهم في فضائه الفسيح، وبدء اعماله ونشاطاته المختلفة، الجماعية والفردية.
ولعل اهم هذه النشاطات، الى جانب افتتاح اكشاك الصحف والمجلات، ودور النشر ومعارض كتبها، والمؤسسات الاخرى المشاركة، كذلك معرض اعمال رسام الكاريكاتير المتميز بسام فرج، ومعرض الصور الفوتوغرافية المنوعة .. لعل اهمها عقد ندوة المهرجان الاولى ظهر هذا اليوم، الخاصة بـ «طريق الشعب» مسيرة وانجازا، وهي تتهيأ لدخول سنتها الثمانين في 31 تموز المقبل. ثم عقد ندوة «حرية التعبير ومستلزمات حمايتها» بعد الظهر، بمشاركة عدد من المعنيين والناشطين في هذا الميدان.
نشير الى ذلك ونحن نتطلع الى فعاليات يوم غد، ثاني يومي المهرجان. حيث ستستعيد اجواؤه حيويتها قبل الظهر، باستقبال ضيف المهرجان، الفنان الكبير الاستاذ سامي عبد الحميد، وباقامة ندوة له، يتحدث فيها عن نفسه وسيرته وانجازه، حياة وثقافة وابداعا، ويجيب على ما قد يطرح من اسئلة، ويستمع مع الجمهور الى ما قد يقدم من شهادات.
وستلي ذلك، بعد الظهر، خاتمة ندوات المهرجان، التي ستكون مكرسة لمجلة «الثقافة الجديدة»، منبر الفكر العلمي والثقافة التقدمية، التي احتفلت خريف السنة الماضية بالذكرى السنوية الستين لصدورها.
وفي الساعة الرابعة عصرا، بعد اربع وعشرين ساعة من الآن، سنختتم المهرجان باعلان الفائزين بجوائزه السنوية، وهي: جائزة شمران الياسري للكتابة الصحفية، وجائزة هادي المهدي لحرية التعبير، وجائزة كامل شياع لثقافة التنوير، والاحتفال بتسليمها اليهم.

الحضور الاعزاء
اننا في"طريق الشعب"، ونحن نقيم مهرجانها السنوي الثاني، نعود بانظارنا الى مسيرتها الطويلة الماضية، الممتدة تسعا وسبعين سنة ونيف، واللصيقة المتماهية مع مسيرة الحزب الشيوعي العراقي الذي نطقت وتنطق باسمه، والذي يحتفل هذه السنة وتحتفل معه بعيده الثمانين .. نعود الى هذه المسيرة الحافلة متفحصين متعلمين، ساعين للافادة من خبرها في مسيرتنا الصحفية والاعلامية الراهنة واللاحقة، وبما يمكننا من اداء دورنا المرتجى، الاعلامي المهني، والسياسي الوطني والديمقراطي، المنطلق من برنامج حزبنا الشيوعي، ومن توجهات التيار الديمقراطي العراقي.
ونحن نشدد على ذلك في سنتنا الحالية بنحو خاص. سنة الانتخابات العامة، التي نتطلع ونعمل من اجل ان تسفر عن تغيير حقيقي، في واقع بلادنا المحزن المأزوم. تغيير ملموس يقوم على نبذ نهج المحاصصة الطائفية والقومية، واعتماد مبدأ المواطنة اساسا لاصلاح العملية السياسية، وبناء الحكم ونظامه، وادارة الدولة ومجمل شؤون البلاد، واقامة الدولة المدنية الديمقراطية، وتأمين العدالة الاجتماعية.

احبتنا واصدقاءنا
في هذه السنة ايضا، نقيم مهرجاننا ونحتفي بـ «طريق الشعب» وبعموم صحافتنا العراقية، في عشية واحد من اجمل اعياد البشر في العالم كله، عيد المرأة في الثامن من آذار.
نغتنم هذه المناسبة لنتوجه باطيب التهاني والتمنيات، لزميلاتنا ورفيقاتنا في طريق الشعب وفي سائر الصحف ووسائل الاعلام الاخرى، والى امهاتنا وبناتنا وحبيباتنا وشقيقاتنا، وبنات شعبنا العراقي كافة، والى نساء العالم اجمع.
ولكم يسعدنا ان نتذكر الجواهري الكبير، وهو يحييهن بعيدهنّ، من سودهنّ وبيضهنّ:
وحمِدت شعري قال الجواهري ان يروح قلائدا لعقودهنه
نحييهن ونحيي نضالهن العادل ضد الانتهاكات والعنف والتمييز، ومن اجل حقوقهن الاساسية في العدالة والمساواة.

اسمحوا لنا في الختام ان نكرر الشكر لكم جميعا، على حضوركم ومشاركتكم طريق الشعب مهرجانها السنوي الثاني، راجين ان تتمتعوا باجوائه الربيعية، وبفعالياته الفنية والثقافية والاعلامية المتنوعة، اليوم وفي الغد.

 *  القاها الرفيق مفيد الجزائري