من الحزب

لنعمل على توحيد صفوف الحركة العمالية النقابية*

نحتفي هذا اليوم بعيد الاول من ايار , عيد العمال العالمي، عيد العمل والتضامن والوحدة، والنضال من اجل الحريات والحقوق النقابية والسياسية، والعيش الرغيد والحياة الحرة الكريمة، وفي سبيل السلام والديمقراطية واحترام حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية، وصولا الى عالم خال من الحروب ومن كل اشكال القهر والتمييز والاستبداد والاضطهاد، ومن استغلال الانسان لأخيه الانسان.
وفي هذا العيد الاممي، تساهم الطبقة العاملة العراقية وحركتها النقابية، منذ تبلور وعيها الطبقي والسياسي والتنظيمي، وتحتفل به، ومعها جماهير واسعة من ابناء شعبنا وقواه الوطنية والديمقراطية، ومنها الحزب الشيوعي العراقي، مستذكرة بفخر واعتزاز نضالاتها وامجادها وتضحياتها الكبيرة وشهداءها الاماجد، ومحولة إياه الى حافز اضافي لمواصلة الكفاح المتفاني في سبيل ظروف عمل لائقة وحياة افضل.
ايها المحتفلون
نستقبل مع طبقتنا العاملة وكادحي بلدنا عيد اول أيار، وبلدنا لا يزال يئن تحت ثقل الازمة السياسية العامة التي تطال كافة مناحي الحياة، وتولد المزيد من القلق على حاضر وطننا ومستقبله، في ظل الاصرار على التمسك بمنهج المحاصصة الطائفية- الاثنية، المولد للازمات.
و تنعكس آثار الأزمة على عموم الاوضاع المعيشية لشعبنا، وخصوصا كادحوه. فالبلد يعاني من الفوضى وعدم الاستقرار والبطالة، ونسب الفقر المرتفعة وتزايد اعداد الأرامل واليتامى والمعوزين، وغياب الخطط الاقتصادية العلمية، ومن الادارة غير السليمة، وغير الكفوءة، واستمرار الاعتماد على الريوع النفطية، الى جانب غياب سياسة تنويع قاعدة الاقتصاد الوطني، وعدم النهوض بقطاعاته المنتجة، لا سيما الصناعة والزراعة، وبقاء العشرات من المؤسسات معطلة، مما أضاع الكثير من فرص العمل وزاد اعداد العاطلين، وبينهم نسبة متزايدة من الخريجين والشباب. فضلا عن بقاء الحاجة ملحة لتأمين انسيابية الخدمات العامة والبطاقة التموينية، وحل مشاكل الكهرباء والماء والسكن والنقل العام.
ان حزبنا الشيوعي العراقي يدعو، في مناسبة عيد العمال المجيد، الى رص صفوف الطبقة العاملة العراقية، وتوحيد حركتها النقابية، ويجدد دعمه لحقوقها وتبنيه لمطالبها، ويشدد على وقف التدخلات الفجة في شؤون النقابات، وعلى ضمان حق منتسبيها في اختيار ممثليهم وقياداتهم بحرية تامة، بعيدا عن الضغط والإكراه وشراء الذمم، ووفقا لأنظمتها الداخلية المقرة من قبلها ديمقراطيا. كما يؤكد ضرورة الاسراع في اصدار قانون جديد للعمل، وقانون شامل للضمان الاجتماعي، ويدعم مطلب الغاء القانون الصدامي رقم 150 لسنة 1987 الذي حول العمال الى موظفين، وحرّم النشاط النقابي في مؤسسات القطاع العام، ويساند مطلب اطلاق حق التنظيم والنشاط النقابيين في جميع المشاريع والمؤسسات الانتاجية والخدمية، بضمنها العائدة للدولة.
وفي عشية عيد العمال الأغر هذه السنة، توجه الناخبون العراقيون الى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في مجلس النواب، في ممارسة ديمقراطية جديدة كنا وما زلنا نريد لها ان تتم بنزاهة وشفافية وبعيدا عن التزوير والتلاعب بارادة الناخبين. وان تتكلل بالنجاح.
وفي هذه المناسبة نتوجه بالشكر والعرفان لكل من ساهم في حملتنا الانتخابية، ومن صوت لمرشحي حزبنا، والقوائم الانتخابية التي شاركنا فيها، معاهدينهم على الوفاء بتعهداتنا، والالتزام بنهجنا وبرامجنا، وان لا نحيد عن خيارنا في ان نكون مع الناس في طموحاتهم وحقوقهم العادلة. وبغض النظر عن نتائج الانتخابات سنواصل العطاء لخير الشعب والوطن، بمختلف الأشكال السلمية والدستورية. سنواصل العمل، مع غيرنا من الوطنيين، لوضع بلادنا على طريق الاصلاح والتغيير المنشودين. التغييرالذي يفضي الى تحقيق الامن والاستقرار، وإقامة دولة المواطنة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمؤسسات والقانون، ويهدم نظام المحاصصة الطائفية.
ان امام مجلس النواب الجديد والحكومة المقبلة، مهام جساما وملفات عالقة عديدة، امام الجميع مهمة انقاذ البلد من سوء الحال الذي عليه، وعلى مختلف الصعد. ولن يتحقق ذلك الا بنهج جديد ونمط تفكير غير الذي ساد وإدارة اخرى للبلاد، وان تكون مصالح الوطن والناس هاجس الحكام الجدد، لا مصالحهم الذاتية. وهنا لابد من التأكيد على دور الجماهير في تحقيق ذلك وفرضه.
في عيد الاول من ايار نهنىء الطبقة العاملة العراقية والعالمية، ونحيي نضالها في سبيل السلام والعدالة والديمقراطية والاشتراكية.
عاش الاول من أيار، رمز النضال والتضامن الامميين!
المجد لشهداء الطبقة العاملة والشعب الابرار!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمة الحزب الشيوعي العراقي لمناسبة عيد العمال العالمي، ألقيت في مسيرة بغداد، يوم الخميس الماضي، من قبل الرفيق د.صبحي الجميلي عضو المكتب السياسي للحزب.