من الحزب

الشيوعي العراقي يطالب بوضع حد لمعاناة المدنيين في الأنبار

بغداد - طريق الشعب

طالب عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، صبحي الجميلي، على ايجاد حل سريع لأزمة الأنبار ووضع حد لمعاناة سكانها. وجدّد الجميلي دعم الشيوعي العراقي للقوات الأمنية في محاربة الإرهاب، وأكد ضرورة حفظ أرواح المدنيين، وتجنيبهم آثار العمليات العسكرية، وعدم إلحاق الأذى بهم، لافتا إلى معاناة عشرات الآلاف من العوائل النازحة.
ورفض في الوقت نفسه المواقف والتصريحات التصعيدية، من قبيل الدعوة الى "النفير العام" وغيرها، مما يؤجج المشاعر ويقود الى الاحتقان، في حين يتطلب الامر معالجة متكاملة لهذه القضية المعقدة والحساسة، تحمي النسيج الاجتماعي وتبعد الاذى عن المواطنين وتؤدي الى السلام.
وفي حديث مع "طريق الشعب" أمس الاثنين، اشار د. صبحي الجميلي الى انه "منذ البداية قلنا ان الاوضاع غير المستقرة والمتأزمة في محافظة الانبار لا بد ان تعالج بشكل سريع، لان من شأن تركها دون حل إضافة عناصر جديدة لها، تبعدها اكثرعن الحلول الضرورية لتحقيق هدفين أساسيين، أولهما التصدي للارهاب وعناصره ومكوناته على اختلاف مسمياتها، وإلحاق الهزيمة به". واوضح ان "تحقيق هذا من شأنه ان يترك آثاره على المحافظات الاخرى ايضا، وخصوصا بغداد التي تتداخل اطرافها مع مدن واقضية الانبار. اما الهدف الاخر فهو عودة الامن والاستقرار الى هذه المنطقة وحفظ أرواح الناس وممتلكاتهم".
وأكد الجميلي أن "التصدي للارهاب يجب ان لا يصادر الحق في الحياة وحقوق الانسان العراقي، وان لا يلحق الاذى بالمدنيين الذين يتوجب حسن التعامل معهم وتمييزهم عن المجرمين القتلة والإرهابيين". واعرب عن أسفه لـ "استمرار الازمة اكثر من خمسة اشهر، شهدت معاناة انسانية كبيرة لعشرات الاف العوائل التي اضطرت لترك منازلها والنزوح، داخل المحافظة وخارجها، اضافة الى سقوط العديد من الضحايا. علما ان من لم يستطع النجاة بجلده بقي يعاني من إجرام عصابات داعش ووحشيتها، ومن آثار العمليات العسكرية، وانعدام وسائل الحياة الضرورية. وفوق ذلك جاءت "حرب المياه"، البعيدة عن كل حس إنساني، لتزيد المشهد قتامة".
وبين عضو المكتب السياسي انه "في عشية الانتخابات بدأت عمليات عسكرية واسعة ضد التنظيمات الارهابية، استخدمت للاسف للشحن الطائفي ايضا، وجرى توظيف ذلك في الحملة الانتخابية"، مؤكدا أنه "الآن وقد وضعت الانتخابات أوزارها، ومع تواصل العمليات العسكرية، نقول ان من غير المقبول على الإطلاق وتحت أية ذرائع ان يستمر إلحاق الاذى بالمدنيين وزيادة معاناتهم".
واختتم الجميلي تصريحه بالقول: "أننا إذ نجدد دعمنا لقواتنا الامنية والعسكرية في حربها ضد الارهاب وتضامننا معها، نؤكد ضرورة إيلاء العناية الفائقة للناس وتقديم المساعدات الانسانية العاجلة لهم. ونذكّر بان تنظيم القاعدة دحر اساسا في الانبار عبر التعاون والتنسيق مع اهلها وعشائرها، وذلك ما ينبغي مراعاته. فأهمية ذلك كبيرة في تحقيق الامن والاستقرار في المحافظة وعودة الحياة الطبيعية اليها". وبين أن الحزب الشيوعي العراقي سبق ان عبر عن مثل هذا الموقف " وقلنا ان الحلول العسكرية والامنية على اهميتها، لا تأتي بالنتائج المرجوة ما لم تترافق مع حزمة متكاملة من الاجراءات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية".