من الحزب

الحزب الشيوعي العراقي: التحالف المدني الديمقراطي حقق اختراقاً في الانتخابات وسنواصل النضال لتحقيق مطلب شعبنا في التغيير

اعتبر الحزب الشيوعي العراقي، في اجتماع لجنته المركزية يوم الجمعة 16 أيار 2014 في بغداد، النتائج التي حققها التحالف المدني الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، اختراقاً لساحة كانت تحتكرها القوى المتنفذة لصالح تكريس نهج المحاصصة الطائفية والأثنية. واشاد بالحملة الانتخابية لقائمة التحالف وبنشاط منظماته ورفاقه واصدقائه فيها، ونجاحهم في الاتصال بعشرات الالوف من المواطنين والمواطنات في عموم العراق، ما يفتح آفاقا وفضاءات جديدة لعمل الحزب والقوى المدنية الديمقراطية ونشاطها مستقبلاً.
وجاء في بلاغ سياسي صادر عن الاجتماع، ان سعة المشاركة في الانتخابات، جسّدت بشكل عام تمسكاً بالديمقراطية، وشكلت رصيداً مهماً لترسيخها فيما يستمر الصراع حول مآلاتها.
واعتبر ان تجربة الانتخابات أثبتت صحة التوجه نحو تشكيل التحالف المدني الديمقراطي، الذي فرض نفسه في الساحة السياسية قطباً تجتمع حوله القوى والشخصيات المدنية والديمقراطية في المجتمع.
ودعا البلاغ الى الاستفادة من الدينامية التي خلقتها حملته الانتخابية، ومن مظاهر التغير الايجابي في مواقف اوساط جماهيرية واسعة، إزاء التحالف المدني الديمقراطي ومشروعه ومفردات خطابه ومفاهيمه.
واكد ان الانتخابات ونتائجها لا تمثل إلاً محطة في عمل الحزب ومسعاه إلى إحداث التغيير، الذي لا بد لتحقيقه من تعديل في موازين القوى السياسية على صعيد المجتمع. وهو ما يستوجب مواصلة العمل مع الحلفاء الحاليين، ومع آخرين محتملين من القوى المدنية والديمقراطية وغيرهم من الوطنيين، داخل مجلس النواب وفي مجالس المحافظات.
ونقل البلاغ تأكيد اللجنة المركزية من جانب آخر انه بجانب العمل على مستوى السلطتين التشريعية والتنفيذية، يتوجب تعزيز وتطوير النشاط الجماهيري المطلبي والتنويري، بالتعاون والتنسيق مع شبكات منظمات المجتمع المدني والاتحادات النقابية والمهنية والمنظمات الثقافية.
وعلى الصعيد السياسي، أشار اجتماع اللجنة المركزية الى استمرار وتعمق الأزمة التي تعصف بالبلاد جراء نظام المحاصصة الطائفية والأثنية السائد، الأمر الذي يعرض البلاد الى مخاطر جدية مفتوحة على كل الاحتمالات.
وأشار الاجتماع الى اجواء الحملة الانتخابية التي رافقها اشتداد للصراع بين الاطراف المتنفذة وعدم تورع اي منها، وإن بدرجات متفاوتة، عن استخدام اية وسيلة للنيل من الأخرى وتسقيطها، ولتجييش الشارع والجمهور على اسس مذهبية واثنية وعشائرية ومناطقية.
وذكّر بان الحملة الانتخابية صاحبها بدء العمليات العسكرية في الانبار ضد التنظيمات الارهابية، والتي وظفت بدورها لأغراض الشحن الطائفي والتنافس الانتخابي. وهو ما قد يفسر سبب استمرارها أكثر من خمسة اشهر، بكل ما نجم عنها من ضحايا ومن معاناة انسانية لعشرات آلاف العوائل التي اضطرت للنزوح. وجدد الحزب في هذا السياق دعمه للقوات المسلحة في محاربة الإرهاب، مؤكداً في الوقت نفسه ضرورة حفظ أرواح المدنيين، وتجنيبهم آثار العمليات العسكرية، وعدم إلحاق الأذى بهم.
وشخّص البلاغ بعض السمات الأساسية التي تميزت بها الحملة الانتخابية، ومن ضمنها ان معظم القوائم رفع شعارات ووعود التغيير، بما فيها قوائم القوى الماسكة بالسلطة، انحناء منها امام المطالب الشعبية وسعيا لاحتواء الشعار وتقزيم مضامينه، ولتزييف وعي الناخبين وخلط الاوراق مع برامج القوى الجادة في السعي الى التغيير والاصلاح، ومنها قائمة التحالف المدني الديمقراطي.
وتناول البلاغ مواقف المفوضية العليا للانتخابات التي كشفت العملية الانتخابية عن انحيازها الواضح وأكدت محاذير تشكيلها المحاصصي، والذي ينتقص عملياً وفعلياً من استقلاليتها عن القوى المتنفذة. وهو ما تجلى في العديد من اجراءاتها .
واشار الى ان اجتماع اللجنة المركزية اولى اهتماماً خاصاً للتحركات في شأن اسس وطبيعة الحكومة المقبلة ومواصفات من يتولى قيادتها وما صدر بهذا الشأن من قبل الكتل الرئيسية وقادتها. واوضح ان الحزب الشيوعي لا ينظر إلى مسألة الولاية الثالثة بمعزل عن نظرته الشاملة الى الاوضاع وتوازناتها الداخلية والخارجية، ولا عن مشروعه الرامي إلى احداث التغيير المطلوب في منهج الحكم وفي اسلوب وطريقة التفكير والتعامل السياسي مع الحلفاء والشركاء ومع القضايا والمشاكل القائمة. ويعرب الحزب عن استعداده للتعاون مع من يسعون لتخليص البلاد من نظام المحاصصة الطائفية والأثنية، بما يجعله اقرب الى من لم يتورطوا او يشاركوا في خلق الأزمات، وفي التسبب بمساويء الفترة الماضية.
وأكد البلاغ ان موقف الحزب الشيوعي من اي تشكيلة حكومية سيتقرر في ضوء برنامجها، ومدى قربه او بعده عن برنامج التحالف المدني الديمقراطي، ومدى جدية ورغبة واستعداد اصحابه لاتخاذ خطوات ملموسة، للخروج من نظام المحاصصة الطائفية والأثنية. فاذا جاءت الحكومة الجديدة نسخة من حكومات المحاصصة المقيتة، فان الحزب وحلفاءه في التحالف سيكون ضمن المعارضة المسؤولة التي تقف في وجه الأخطاء والسياسات غير السليمة، وتساند الخطوات والتشريعات الايجابية المنسجمة مع برنامجه ومع الاصلاحات المنشودة لمصلحة الشعب والوطن.
وتوصل اجتماع اللجنة المركزية الى انه ليس هناك ما ينبيء بحدوث تغيير جوهري في الأوضاع، وان التغيير المنشود يبقى مطلبا وضرورة وتحديا امام سائر قوى الشعب الخيرة، خصوصا منها المدنية الديمقراطية وفي قلبها قوى التيار الديمقراطي.
وجاء في ختام البلاغ الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية ان الحزب الشيوعي سيواصل العمل مع غيره من الديمقراطيين والوطنيين، وبغض النظر عن نتائج الانتخابات، من اجل تحقيق الامن والاستقرار ودحر الارهاب والفساد، وتخليص البلاد من نهج نظام المحاصصة الطائفية- الاثنية، ومن اجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية والمؤسسات والقانون واحترام حقوق الانسان.