من الحزب

تكريم الرائدات الشيوعيات .. تقدير انساني وجداني*

الحضور الكرام السيدات والسادة
الرفيقات والرفاق
طاب يومكم وليكن سعيداً نهاركم، واسمحوا لي باسمي ورفاقي في قيادة الحزب الشيوعي العراقي ان ارحب بكم اجمل ترحيب شاكرين لكم قبولكم دعوتنا ومشاركتكم لنا حفلاً فيه من الخصوصية في تكريم الرائدات الشيوعيات، حيث اهتم الحزب منذ نشأته الاولى وعبر سنواته الثمانين بقضية المرأة وحقها في العمل السياسي والنشاط الثقافي والاجتماعي وفي النضال الوطني الديمقراطي وضرورة تحررها من القيود التي تعيق حركتها وفي المساواة الحقيقية في النظرية والتطبيق، وشهدت الاربعينات من القرن الماضي تطوراً في انتماء النساء الى الحزب الشيوعي العراقي وتشكيل منظمات نسوية ذات اهداف مزدوجة تجمع بين تحرير المرأة والوطن وتطور نشاطهن على مختلف الاصعدة، فشاركن في الوثبات والانتفاضات الشعبية وساهمن في النشاطات الحزبية والوطنية والجماهيرية والاجتماعية والمطلبية وفي نشاطات حركة السلم العراقية، وناضلن ضد الارهاب والدكتاتورية وتعرضن الى الاعتقال والتعذيب والتصفية الجسدية.
نجتمع اليوم لتكريم صنف مميز من النساء، نساء قمن بدور متفرد في العمل والتاريخ السياسي والنسوي في العراق، نساء قدمن التضحيات وعلمن اجيالاً من البنات والابناء الاعزاء، منهن من قدمت حياتها الغالية ثمناً لموقف وحلم جميلين، حلم الشعب السعيد والوطن الحر. نساء مشين في الدرابين الفقيرة ووقفن في طابور الزيارات في السجون، سجينات ام زائرات، للابن او الاخ او الاب او الزوج السجين، سجين الحرية.
نلتقي اليوم لنكرم الرائدات ليس لغرض الاستعراض او الاعلام لذاته، بل هو تقدير انساني وجداني لذلك الالم وذلك الامل وتلك الشجاعة وتلك المعاناة ولذلك الثمن المدفوع الذي يوشك ان يضيع.
النساء الشيوعيات الرائدات بسلوكهن وقيمتهن الرائعة ليس لانهن فقط شيوعيات حملن فكراً للضياء وللتقدم، بل لانهن صادقات ايضاً. لانهن لم يكن باحثات عن مصلحة فردية انانية، بل كن بحق امهات ورائدات للحلم. نساء عراقيات يفهمن من اعماقهن ان شعباً لا تأخذ النساء فيه حقوقهن الكاملة لن يتواجد فيه رجال احرار. فالانسان هو المرأة والرجل وقد علمتنا الحياة وتجربة الرائدات النسويات العراقيات ان الرجال مسؤولون مسؤولية مباشرة عن نيل المرأة حقها، فان رفض الرجل اتخاذ الموقف الشجاع في موضوعة حقوق المرأة وكرامتها ودورها الكامل الفاعل في الحياة، وتحجج بالظروف والتقاليد، فليحكم على نفسه بالبقاء في دائرة التخلف والالم والقهر والتمييز. لذا ادعو الجميع الى الايمان والقناعة بان لا حياة مجتمعية كريمة سعيدة متطورة دون إمرأة حرة كريمة.
مبارك للرائدات هذا التكريم والمجد للشهيدات الباسلات ودعوة للشابات ان يأخذن دورهن دون تردد وبثقة عالية بالنفس، وان يفهمن ان العمل النضالي والسياسي الحقيقي اساسه الصدق والنزاهة وسمو الاخلاق، ولنا في تاريخ نسائنا الشهيدات والرائدات مثلٌ حسن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
*كلمة الحزب الشيوعي العراقي في حفل تكريم الرائدات الشيوعيات، القتها الرفيقة هيفاء الامين عضو اللجنة المركزية للحزب.