من الحزب

على طريق الشعب ...على سكة المؤتمر الوطني التاسع للشيوعي العراقي

في مثل هذه الأيام من العام الماضي، انعقد المؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي العراقي، الذي نتذكره اليوم وسنتذكره في المستقبل كمحطة هامة في تقويم أداء الحزب ونشاط منظماته وفاعلية سياساته، وفي تدقيق توجهاته واولوياته وفق متطلبات الواقع، ورسم مهامه النضالية اللاحقة في سبيل مصالح أبناء الشعب.

كان المؤتمر الذي اعتمد للحزب شعار: "دولة مدنية ديمقراطية اتحادية .. عدالة اجتماعية"، فعالية ذات نكهة خاصة ، ليس في حياة الحزب نفسه فحسب، بل في حياة البلد عموماً. لا سيما وانه انعقد في جو من العلنية في العاصمة بغداد، لم يسبقه إليه أي حزب سياسي آخر في البلد. الأمر الذي استقبل برضا واستحسان وترحاب جمهوره والخيرين من أبناء البلد، المتطلعين إلى حياة مدنية ديمقراطية سليمة.
كما ان الأجواء الديمقراطية التي طبعت مداولاته، ساعدت كثيراً في إنجاح مهمته، عبر النقاش الجاد والمسؤول حول وثائقه (البرنامج، الوثيقة الفكرية، التقرير السياسي، النظام الداخلي، التقرير الانجازي) الذي ساهم فيه قادة وكوادر الحزب وعامة اعضاء المؤتمر ، مستفيدين من كونفرنسات المنظمات الحزبية في عموم البلاد، التي ناقشت الوثائق وانتخبت مندوبيها الى المؤتمر بآليات ديمقراطية. ومستفيدين كذلك من آراء وتوصيات أصدقاء الحزب ومناصريه والمهتمين بشأنه والمتابعين لسياسته، والتي نشرتها صحافة الحزب وهي تفتح صفحاتها لها أمام الرأ? العام.
وقد نجح المؤتمر في انتخاب قيادة للحزب من 35 عضواً، بينهم أربعة شبان وأربع نساء، يشكلون قوام اللجنة المركزية التي انتخبت بدورها سكرتيراً لها، ومكتباً سياسياً يضم 9 رفاق، بينهم سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني.
ويستطيع المتابع لحصيلة المؤتمر الوطني التاسع، مجسدة في نشاط رفاق الحزب ومنظماته طيلة عام مضى، ان يتلمس بوضوح مخرجات السياسة ، التي ينتهجها الحزب في تعاطيه مع واقع بلادنا بكل مستجداته وإفرازاته، عبر تمسكه بحقوق الشعب كاملة وبالثوابت الوطنية، وتبنيه خطابا معتدلا وعقلانيا ، يهدف الى ضمان وحدة النسيج الوطني، وحفظ مكانة البلاد وتعزيز استقلالها، مع انحيازه الى الناس وهمومهم وقضاياهم ودفاعه عنهم .
وفي سياق ذلك كان لرفيقات الحزب ورفاقه دور بارز ومؤثر في معظم الحراك المجتمعي المدني ، الهادف الى تأمين حقوق المواطنين واحتياجاتهم. حيث لعبوا دوراً داعماً ومساندا لكل المطالب المشروعة للناس على اختلاف شرائحهم وأطيافهم. كما كانت لهم إسهاماتهم الواضحة في السعي لتحسين ظروف حياة العمال والفلاحين والنساء والشباب والطلبة وسائر فئات المجتمع ، ودورهم النشيط في مختلف ميادين الثقافة والرياضة وغيرهما.
وهذا ما شدد عليه المؤتمر في قراراته وتوصياته. كما أكد ضرورة المساهمة مع القوى والشخصيات المدنية، في تعزيز خطى التيار الديمقراطي، وزيادة فاعليته، وتقوية وتوسيع قاعدته الاجتماعية.
ونتيجة لهذا وغيره ، جاء الانجاز الطيب الذي حققه التيار الديمقراطي وحلفاؤه في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، ليس فقط على صعيد المقاعد التي حصدتها القوائم المدنية الديمقراطية في المحافظات، بل وعلى صعيد جبهة الداعمين والمصوتين للتيار الديمقراطي، التي اتسعت الى ضعف ما كانت عليه في انتخابات عام 2009.
لقد انقضى عام حافل بالنشاط المثابر والفعل الدائب، سار فيه الشيوعيون على السكة الصحيحة التي رسمها المؤتمر الوطني التاسع لحزبهم، وهو يضيف لبنة اخرى الى صرح الحزب الوطيد، القائم على نهج الديمقراطية والتجديد الذي خرج به المؤتمر الوطني الخامس المنعقد سنة 1993.
تحية عطرة الى الذكرى الاولى للمؤتمر التاسع ، وإلى الشيوعيين وكل من يقف بجانبهم ويساندهم في نضالهم المخلص والمتفاني، على طريق بناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية، والسير بخطى واثقة نحو الامام، من اجل وطن حر وشعب سعيد.