من الحزب

د.أيوب عبد الوهاب: ما يتعرض له العراق نتيجة لنظام المحاصصة الطائفية والاثنية

طريق الشعب
أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، يوم الأحد الماضي، ندوة سياسية حول تطورات الأوضاع العامة في العراق وأبرز ما يواجهه البلد من تحديات.
الندوة التي أقيمت مدينة غوتنبيرغ في المملكة السويدية، وحضرها حشد من أبناء الجالية العراقية، تحدث خلالها الرفيق د. أيوب عبد الوهاب عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي مستعرضا تطورات الأوضاع في ضوء مخرجات اجتماع اللجنة المركزية للحزب المنعقد منتصف تشرين الثاني الماضي.
وقال الرفيق عبد الوهاب، أن أبرز حدثين وقعا في العراق خلال الفترة الماضية، هو استيلاء جماعة داعش الإرهابية على الموصل ومدن عراقية أخرى، وتشكل واستكمال الحكومة الجديدة غداة الانتخابات النيابية.
وأوضح أن استيلاء داعش على مناطق عراقية، كان نتيجة لتراكم السياسات الحكومية الخاطئة، على مدى أكثر من 10 سنوات، ونحن كحزب حذرنا مراراً وبوضوح من ان البلد يواجه مخاطر جدية واحتمالات خطرة تتمثل في الاقتتال الطائفي والانقسام وتنامي قوى الإرهاب..الخ.
وأشار إلى أن هذه التحذيرات لم تلق استجابة من القوى المتنفذة في السلطة، رغم الضغوط التي مارسناها مع القوى الديمقراطية الأخرى وأوساط واسعة من الشعب العراقي.
اكد الرفيق على أن هجوم داعش على الموصل في 10 حزيران 2014 وما تبعه شكل منعطفا تاريخيا مهما في الوضع العام للبلاد، كما كانت له تداعيات كبيرة، عسكرية - امنية، وسياسية - اجتماعية، ومعنوية - نفسية على المواطنين، وعلى المجتمع بعمومه.
وفي سياق تناوله لأسباب سقوط مدينة الموصل بيد الإرهابيين، اشار الى إن جذر الأزمة يكمن في الأساس في النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والاثنية، وفي العداء الذي تحمله إطراف وقوى داخلية وخارجية عديدة للعملية السياسية بأفقها المدني الديمقراطي الاتحادي، والعمل على إضعافها بشكل مستمر.
كما ان البلاد تعيش اجواء احتقان وانعدام الثقة بين الاطراف السياسية، وجفاء بين الاقليم والحكومة الاتحادية، وبين الاخيرة والمحافظات، وتفاقم لمظاهر التفرد والاقصاء والتهميش والتسقيط السياسي، والصراع على المناصب والمغانم والنفوذ والسلطة، وبجانب ذلك كانت تؤثر بشكل واضح نتائج نهج المحاصصة الطائفية والاثنية المتمثلة في استشراء الفساد وسوء الادارة، على ضعف في الخدمات وارتفاع في نسب البطالة والفقر، إضافة إلى التدخلات الخارجية التي تجد لها امتدادات في بعض القوى والعناصر المتصارعة.
وأكد أن ذلك كله كان له انعكاسات سلبية واضحة على المؤسسة العسكرية والأمنية، وتخلخل تماسكها الداخلي، وضعف تسليح و تدريب وتأهيل قواتها، وعدم كفاءة الجهد الاستخباري فيها، واتساع حالات الفساد في صفوفها، بالاضافة الى غياب العلاقة الايجابية بين المؤسسة العسكرية - الأمنية والوسط الذي تعمل فيه، من سلطات محلية ومواطنين.
وتطرق الرفيق أيوب عبد الوهاب إلى ان الذي جرى في العاشر من حزيران رفع خطورة التحديات والتهديدات التي تواجه العملية السياسية الديمقراطية وتعرض وحدة كيان الدولة العراقية للتفكك والانقسام.
وشدد الرفيق في حديثه على ضرورة تنقية الحشد الشعبي من العناصر غير المنضبطة، والدعوة إلى جعله جامعا لأبناء مختلف أطياف الشعب، وعلى التطوع ضمن صفوف القوات المسلحة.
واستعرض الرفيق ردود الفعل الدولية والقرارت التي أصدرها مجلس الأمن الدولي وخاصة القرارين 2170 و2178 اللذين يضفيان الشرعية على تقديم مساعدة دولية لدعم العراق، وتناول القضايا المتعلقة بالدعم الدولي وأسبابه وكيفية الاستفادة منه.
وبعد ذلك جرى التطرق إلى الوحدة الوطنية والمصالحة الوطنية و الحكومة الجديدة وظروف تشكيلها والأجواء الايجابية التي نشأت لغرض تفعيلها، والتطورات التي حصلت في العلاقة مع الإقليم وغيرها..
كما جرى تناول دور الحزب ومهماته في المرحلة الراهنة وخاصة في قضايا نشاط الشيوعيين في إطار دوائر عدة، متفاعلة ومترابطة أبرزها تبني مصالح الجماهير والدفاع عن مطالبهم، ودعم الخطوات الايجابية للحكومة،
وفي ختام الندوة، أجاب الرفيق عضو اللجنة المركزية للحزب على الأسئلة والاستفسارات التي طرحها الحضور بشكل إضافي.