من الحزب

بدعوة من الحزب الشيوعي العراقي.. جلسة حوارية في لندن حول الحراك الشعبي والإصلاحات

معن كدوم
بدعوة من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا اقيمت في لندن مساء الأحد 6 ايلول 2015 جلسة حوارية لمناقشة الحراك الشعبي والاصلاحات، بحضور مميز لممثلي التنظيمات السياسية العراقية ومنظمات المجتمع المدني وبعض الشخصيات الوطنية.
بعد الترحيب بالحضور من قبل الدكتور رضوان الوكيل وتأكيده على أهمية هذه الجلسة وأسباب انعقادها، قدم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي صبحي الجميلي مداخلة مستفيضة حول الأسباب التي كانت وراء تفجر الاحتجاجات الشعبية وتطور مطالب المتظاهرين وخطوات الاصلاح التي أعلن عنها حتى الآن والتحديات التي تواجهها.
أشار الجميلي في بداية حديثه الى الظروف الصعبة التي مر بها البلد جراء النهج الخاطئ ونمط التفكير غير الديمقراطي وسوء الادارة وبناء الحكم على أساس المحاصصة الطائفية - الأثنية وتفشي الفساد.. كل ذلك أدى الى تفجر التظاهرات العارمة في بغداد والمدن العراقية الأخرى، كما ان هذا النهج والفساد في المؤسسة العسكرية والامنية والأسس الخاطئة التي بنيت عليها كانت عاملاً أساسياً في انهيارها في مواجهة تنظيم داعش الارهابي واحتلاله ثلث الاراضي العراقية.
وأكد على ان الاصلاحات بشكل عام جيدة، "ولكن يجب ان توضع موضع التنفيذ حسب جداولها الزمنية دون مماطلة وتسويف، وأن تكون ضمن برنامج مدروس بالاعتماد على العناصر الكفوءة والنزيهة والمخلصة لقضية الشعب والوطن، أي طاقم جديد من غير الفاسدين الذين دمروا العراق"، واعتبر ان "الضمان الحقيقي لتغيير ميزان القوى لصالح الاصلاح والتغيير هو استمرار الحراك الجماهيري، وزيادة وعي المواطنين بحقوقهم المشروعة لحين تحقيق الهدف المنشود في عراق مدني ديمقراطي".
وقال ان "الحراك الشعبي فتح آفاقاً لتغيير ميزان القوى لصالح الاصلاح والتغيير بالضد من مصالح القوى والكتل المتنفذة المتضررة من الاصلاح، والتي تملك السلطة والمال والسلاح، وهي لن تتنازل بسهولة عن مغانمها التي سرقتها من الشعب، وستحاول بكل قوتها أن تعيق كل خطوات الاصلاح"، واعتبر ان هناك فرصة كبيرة أمام الحكومة خاصة وان المرجعية الرشيدة وبجانب المتظاهرين اعلنوا صراحة تأييدهم للاصلاحات ومساندتهم للحكومة في تطبيقها والمضي قدماً، واضاف الجميلي ان هذا الحراك سوف لن يبعدنا ويمنعنا من قتال داعش والقضاء على الارهاب، لأن الفساد هو الوجه الآخر للارهاب ومكافحته شرط أساسي للانتصار على داعش، واكد على اهمية فضح جميع الطروحات التي تحاول تشويه التظاهرات بافتعال تعارض شعاراتها مع الدين وعلاقاتها بقوى خارجية والزعم انها تعيق جهود الحكومة في محاربة داعش.
واكد الجميلي على اهمية هذا الحراك الشعبي، وقال "يشارك اليوم في هذا الحراك طيف واسع من ابناء المجتمع العراقي، ما يتطلب البحث باستمرار عن المشتركات والمطالب المشروعة التي تهم الجميع ومنها: إصلاح القضاء ووضعه في أيادٍ امينة ومحاسبة كبار المفسدين وتقديمهم الى القضاء، وهدم جدار المحاصصة الطائفية - الاثنية واستبدالها بسياسة المواطنة والكفاءة والنزاهة، وتوعية الناس بمصالحها ودعم الاجراءات كافة لصالح الشعب، ودعم القوات المسلحة والحشد الشعبي وتوفير ظروف انسانية للنازحين، والعمل على عودتهم الآمنة الى بيوتهم، والاستمرار في التظاهر السلمي، والتصدي لمحاولات زرع الفرقة بين المتظاهرين، واخيرا تنظيم رقابة شعبية واعية لضمان انجاز خطوات الاصلاح والتغيير"،
وعبّر الحضور في مستهل مداخلاتهم عن التقدير لمبادرة منظمة الحزب الشيوعي العراقي الى الدعوة للجلسة الحوارية، وأكدوا مساندة هذا الحراك ووجوب تقديم الدعم لخطوات الاصلاح التي أعلنها رئيس الوزراء حيدر العبادي وأقرها البرلمان، مع التنبيه الى انها غير كافية وما تحقق منها متواضع جداً وتفتقر الى رؤية متكاملة وآليات تنفيذ فاعلة، وضرورة تغيير النمط القديم من الحكم القائم على المحاصصة الطائفية واصلاح القضاء ومحاربة الفساد الذى كان السبب الرئيس في تفشي الفقر وفقدان الخدمات بجميع اشكالها وهجرة الشباب الى الخارج.
وتضمنت المداخلات الكثير من المقترحات لدعم الحراك الجماهيري وتوسيع قاعدته وإدامة زخمه وتطوير شعاراته، وسبل تحقيق تغيير حقيقي واصلاحات جذرية تستجيب للمطالب المشروعة للحراك الشعبي وعدم الاكتفاء باصلاحات ترقيعية.
وأكد الحضور ضرورة استمرار التشاور واللقاءات بين جميع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني من اجل مواكبة التطورات في الوطن.
وفي نهاية اللقاء تم تقديم الشكر الى ممثلي التنظيمات السياسية: المجلس الاسلامي الأعلى، لجنة تنسيق التيار الديمقراطي، حزب الدعوة، الاتحاد الوطني الكردستاني، حركة التغيير الكردستانية، الحركة الاشورية الديمقراطية، المؤتمر الوطني العراقي، حركة الوفاء للانتفاضة الشعبانية والعشائر العراقية، والى ممثلي بعض منظمات المجتمع المدني في بريطانيا: رابطة المرأة العراقية، رابطة الاكاديميين العراقيين، المنتدى العراقي، والى وفد الكنيسة الكلدانية العراقية وعدد من الشخصيات الوطنية والديمقراطية.