من الحزب

في مهرجان "لومانتيه" : د.صبحي الجميلي.. ندعم التظاهرات وشعار إصلاح النظام هو الأكثر واقعية

طريق الشعب
نظمت خيمة "طريق الشعب" في مناسبة افتتاح مهرجان اللومانتيه في باريس العاصمة الفرنسية، ندوة سياسية حاضر فيها عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق صبحي الجميلي.
الندوة التي أدارها الرفيق خالد الصالحي مسؤول منظمة الحزب في فرنسا، وحضرها حشد من أبناء الجالية العراقية من مختلف بلدان أوربا، ركز فيها الجميلي حديثه على التظاهرات الاخيرة التي عمت مختلف محافظات العراق، خصوصا في المنطقتين الوسطى والجنوبية والعاصمة بغداد.
وأشار الرفيق إلى ان البداية المطلبية للتظاهرات كانت تخص الكهرباء ثم تطورت إلى مطالب اكثر عمقا وتجذرا، اذ تحول مطلب الإصلاح السياسي ومكافحة الفساد إلى ابرز شعار للجماهير، كما طالبت الجماهير بإلغاء المحاصصة الطائفية والإثنية.
وأوضح ان البعض طالب بإلغاء الدستور وحل مجلس النواب وتشكيل حكومة طوارئ، ونجن كحزب لسنا مع هذا الرأي، فالإصلاح في رأينا لا يعني نسف النظام والعملية السياسية الحالية بل تعديلها وإصلاحها وابعاد ومحاسبة الفاسدين فيها.
وأكد الجميلي على ضرورة ان تكون الشعارات دقيقة، فليس كل الوزراء او أعضاء البرلمان فاسدون، هناك في الحكومة والبرلمان شخصيات جيدة وعناصر تساند مطالب الجماهير ولديها الرغبة في الإصلاح وعلى لجان التنسيق وقادة التظاهرات ان ينظموا ويوطدوا الصِّلة بهؤلاء وينسقوا معهم.
وقال عضو المكتب السياسي للحزب، ان الشيوعي العراقي لا يقود التظاهرات ولا يرغب في هذه المهمة بل يشارك فيها ويدعمها بقوة، والحزب رغم ملاحظاته غير القليلة على مواد الدستور لكنه ليس مع إلغائه بل مع تعديله وتخليصه من كل ما يثير اللبس، اذ ان الالغاء للدستور يضع البلاد في فراغ دستوري ، كما ان إلغاء البرلمان وحل الحكومة ربما يقودان إلى الفوضى والى وضع قد يقود إلى دكتاتورية جديدة او إلى سيطرة قوى مسلحة.
واضاف د.صبحي الجميلي: نحن مع استمرار التظاهرات ومع اتساعها لتشمل قوى جديدة ، فالتظاهرات الحالية في غالبيتها ذات طابع مدني والمشاركون فيها هم من القوى المدنية. ونحن ايضا مع توحيد لجان التنسيق في العاصمة والمحافظات، ومع وحدة الشعارات الواقعية وغير المتطرفة التي يرفعها المتظاهرون، ومن المهم عدم نسيان ان اجزاء واسعة من وطننا ما زالت بيد الإرهابيين وان مكافحة الفساد في الدولة ومؤسساتها والاستمرار في عملية الإصلاح الاداري التي يطالب المتظاهرون بها سيخدم القضاء على الاٍرهاب وتحرير مدننا المحتلة من عصابات داعش.
ثم تحدث الرفيق عن الفساد في ملف الكهرباء وأشار الى ان ما صرف على هذا الملف يصل إلى عشرات المليارات من الدولارات باعتراف المسؤولين ووزراء الحكومة، وان هذه الأموال المصروفة كان من الممكن ان توفر أضعاف حاجة البلد من الكهرباء لولا الفساد والسرقة التي شملت الحكومات السابقة، والتي راكمت المشكلة وأوصلتها إلى طريق الاحتجاج والرفض من الجماهير.
ثم ختم الرفيق صبحي الجميلي حديثه بالتأكيد على ان وضع العراق بعد ٣١ تموز٢٠١٥ هو غير وضعه قبل هذا التاريخ، وان الكثير من المسؤولين ورجال السلطة يخشون التظاهرات ويحاولون إجهاضها او شق وحدتها او حرفها عن أهدافها الحقيقية.
ثم اعقب حديث الرفيق سلسلة من المداخلات والاستفسارات التي اجاب عنها الرفيق بوضوح. ثم اختتمت الأمسية بعشاء جماعي، وهو تقليد سنوي التزم به الرفاق.