من الحزب

جاسم محمد عضو المكتب السياسي ، للشرارة :ـ الحزب يتعامل مع موضوعة التحالفات بواقعية ومن منطلق الشعور بالمسؤولية الوطنية / حاوره : د. مزاحم مبارك مال الله

شهد العراق في العشرين من نيسان عام 2013 عدا أقليم كردستان والانبار ونينوى ،انتخابات مجالس المحافظات ،وهي أستحقاق دستوري ،أمتازت بجملة من المعطيات مما جعلها مختلفة عن سابقاتها وعاكسة صورة غيّرت نوعاً ما في ميزان القوى وأصطفافاتها وبالتالي تعد خطوة أيجابية الى الامام في ممارسة الديمقراطية في العراق الجديد ..
في هذه الحدود وغيرها كان للشرارة لقاءً تفصيلياً في محاور موضوع الساعة مع الرفيق جاسم محمد عيسى عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي،

الان وقد ظهرت نتائج أنتخابات مجالس المحافظات ،هل أنتم راضون عن تلك النتائج ؟

في البداية لابد أن نعرف ان الاجواء التي جرت فيها انتخابات مجالس المحافظات هذه السنة تختلف بعض الشئ عن تلك التي جرت فيها أنتخابات مجالس المحافظات السابقة في 31/1/2009 وان أبرز معالم هذا الاختلاف يمكن تلخيصة بالآتي:ـ
أولاَ أن الناخبين أقبلوا على صناديق الاقتراع وهم على دراية أفضل بطبيعة اداء مجالس المحافظات السابقة، ولهم تحفظات كثيرة على مستوى ذلك الاداء من ناحية تنفيذ البرامج ومن ناحية الوعود التي اعطيت لهم قبل اربع سنوات، بمعنى هناك تحرك ملموس في وعي الناخب، في وعي الجماهير باتجاه بدايات التحول في اسس تحديد الخيارات انطلاقا من برامج الكتل السياسية،ومدى تلمسها لحاجات الناس الفعلية، ومن تجربة عملها وطبيعة ادائها ومدى تميز اصحابها بالصدقية والنزاهة والكفاءة في العمل. طبعا انا لا اعني حصول تحول نوعي، تحول كبير في وعي الناس، هذا مازال يشكل هدفا محوريا للتيار الديمقراطي ولكل القوى المعنية بالتغيير وبتعميق الممارسة الديمقراطية. وعلى العموم نشعر بوجود تحرك ايجابي بالأتجاه الصحيح.
المعلم الثاني مرتبط بالوضع العام للبلد، بالازمة، وهي ذات طبيعة عامة ولا تشمل محافظة دون اخرى، ولها انعكاسات على تقييم الشعب لأداء السلطة المركزية التي تديرها ذات القوى المتنفذة، التي جرّت بلادنا الى مسلسل عجيب من الازمات. وقد كان هذا محط انظار الناخب،بمعنى إن الأزمة العامة قد انعكست على تصورات الناس وتقييماتهم وعلى مستوى تعاطيهم مع العملية الانتخابية. وقد أنعكس هذا بشكل أو بأخر على نسبة التصويت بسبب عدم ثقة الناخب بالقوى التي انتخبها سابقاً، لعدم حصول تقدم مهم في ملفات التنمية والخدمات والامن والاستقرار المجتمعي، وكذلك فشل القوى المتحكمة بالقرار في الوصول الى حلول مناسبة للازمات..كل ذلك انعكس في اجواء الانتخابات وبالتالي ظهر وبالملموس تناقص عدد الناخبين في كل المحافظات، وبشكل صارخ في بغداد حيث كانت نسبة التصويت بحدود 30% فقط.
المعلم الثالث، أننا نجري الانتخابات في ظل قانون انتخابات جيد ومنصف قياساً للأنتخابات السابقة. وفي ضوء ذلك نرى بان النتائج الاولية قد أعطت فرصاً متواضعة للقوى الديمقراطية والمدنية، ولكنها لا تتناسب مع الحجم الحقيقي لهذا التيار المجتمعي، الواقع يؤشر الحاجة الى تمثيل القوى المدنية والديمقراطية بأعداد اكثر واكبر،ومع ذلك فما حصلنا عليه هو نجاح طيب، نجاح ينبغي ان نؤسس عليه وان نبني عليه ونحن نتوجه الى الانتخابات البرلمانية القادمة.
عزوف المواطنين بشكل عام عن المشاركة بالانتخابات ,الاّ يخدم التيار الديمقراطي والقوى المدنية الاخرى في الحصول على مراكز متقدمة في نتائج فرز الاصوات؟
بالنسبة لنا كحزب وكتيار ديمقراطي وانطلاقاً من توجهاتنا السياسية والفكرية والثقافية، نتمنى ونسعى كي تكون مساهمة المواطنين في الانتخاب في تزايد مستمر في كل عملية انتخابية، هكذا هي رغبتنا وامنيتنا دوماً، هكذا كنا نثقف جمهورنا واصدقائنا والناس المحيطين بنا، على ضرورة التوجه الى صندوق الاقتراع ليسهم كل مواطن عراقي بدوره في تحديد المسارات القادمة لمجالس المحافظات او مجلس النواب، لذا نحن غير مرتاحين لانخفاض عدد المصوتين، ونعتقد أننا لم نستفد من ذلك مقارنة بالخسارة الكبيرة الكامنة في عدم مشاركة اعداد كبيرة من المواطنين في تحديد موقفهم ودورهم مما يجري في البلد.
الحزب الشيوعي العراقي واليسار عموماً تمكن من الحصول ولأول مرة على عدد من المقاعد موزعة على أغلب المحافظات ،وهي نقلة نوعية تجاه الطوق الذي تفرضه القوى المتنفذة ،هل ستستمرون بالتحالفات أم سيتم فرط عقدها؟
أسمح لي ان اصحح معلومة ،في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في 2005 حققنا نتائج جيدة وكان لنا تمثيل في بغداد وفي معظم المحافظات وبواقع عضو او عضوين، وبإمكاني أن أزودك بتفاصيل دقيقة وبالارقام هذه ليست المرة الاولى، بل انها الثانية، والأصوات التي حصلنا عليها اليوم هي مقاربة لما حصلنا عليها في انتخابات 2005 مع تسجيل زيادة في نتائجنا في بعض المحافظات.
طيب لماذا نشهد معالم الفرح وبعض الارتياح والتوجه الاعلامي المميز في هذه الانتخابات؟
لأن هذا الانجاز(اقصد نتائج هذه الانتخابات) جاء بعد عدم حصولنا على نتائج في انتخابات عام 2010 البرلمانية وكذلك بعد نتائج انتخابات مجالس المحافظات في عام 2009 والتي فقدنا بموجبها كل ما حصلنا عليه عام 2005 عدا مقعد في صلاح الدين واخر في نينوى، فما تحقق في هذه الانتخابات يعد انجازاً، رغم انه لا يمثل طموحنا كما اوضحت.
ما يتعلق بالتحالف فنحن بالحقيقة نعتز كل الاعتزاز بالاطراف التي تحالفنا معها، ونحرص كل الحرص على ديمومة التحالف، ونعتز بكل الاطراف والقوى السياسية التي شاركتنا العمل والنشاط في الحملة الانتخابية، ونسعى لتطوير هذا التحالف في سبيل الوصول الى اوسع تحالف مدني ديمقراطي. وحقيقةً فأن تجربة العمل المشترك كانت خلال هذه الفترة مشجعة،امتازت بالتعاطي الايجابي والروح المنفتحة لدى معظم الاطراف التي اشتركنا معها في(تحالف العدالة والديمقراطية)وفي بقية القوائم المدنية في المحافظات. لقد افرزت النتائج حصول قوائم مدنية اخرى نتائج لا باس بها، سنحرص، هنا ايضا، على فتح حوارات مع القوى المؤتلفة في هذه القوائم، حتى مع تلك التي لم تحصل على مقاعد لكنها حصدت اصوات طيبة ومشجعة، وذلك انسجاما مع حرصنا الكامل على تشكيل اوسع تحالف مدني ديمقراطي.
لو عرض على الحزب الشيوعي العراقي قيام جبهة وطنية مع القوى الوطنية والديمقراطية مجدداً، فما هو رأيكم؟
نحن بشكل عام وبخصوص التحالفات نتعامل بواقعية وأيضاً من منطلق المسؤولية الوطنية، لذا كنا من الداعين الى تكوين اكبر تحالف وطني على مستوى الوطن، تحالف يشمل كل القوى الوطنية، بما فيها قوى الاسلام السياسي المعتدلة ،قوى الاسلام السياسي التي تؤمن بتعميق الممارسة الديمقراطية، تؤمن ببناء دولة القانون والمؤسسات، فليس لدينا أشكال او خشية او تردد في أقامة أي تحالف وطني، ولكن ينبغي أن يُبنى على اساس برنامج ملموس وعلى توجهات ملموسة وعلى اساس مشتركات يجري التوصل لها عبر حوارات جادة وجدية، ونحن مستعدون للدخول في هكذا حوارات، منطلقين من الحرص على العملية السياسية، وتطوير الممارسة الديمقراطية، والعمل من اجل التوصل الى خارطة طريق تسهم كل القوى في رسمها لاجل ايجاد الحلول الممكنة لاسباب الازمة العميقة التي يمر بها وطننا حالياً، ونعتقد ان المدخل لذلك هو عقد مؤتمر وطني شامل.
هناك تغير واضح في موقف الشعب أزاء المجالس السابقة ،مما أدى الى دخول ذوي الأيدي البيضاء فيها ،ومع ذلك فالقوّة ليست بالكفاية مما تمكنهم من تنفيذ البرامج التنموية ، هل سيسعى الحزب الشيوعي للأصطفاف مع قوى أخرى في داخل المجالس؟
نعم هذا صحيح ،فالتركيبة الجديدة لاتختلف كثيراً عن التركيبة السابقة، التغيير الابرز هو دخول ممثلين للتيار المدني والديمقراطي، ولكن وزنهم العددي قليل. سنعتمد على قدرتنا في اقناع الاخرين ببرنامجنا او بالحد الادنى منه، فهو برنامج وطني ديمقراطي ذو سمات خدمية تنموية على صعيد كل محافظة ،هذا طبعاً يعتمد على قدرة ممثلي قوائمنا في التأثير على الاخرين، وعلى مدى كفاءتهم. ونعتقد ان هذا العنصر متوفر لديهم. دخلنا الان في بعض المحافظات في حوارات مع القوائم الفائزة بأتجاه تشكيل تحالفات، وأعتقد أن الايام القليلة القادمة ستشهد تحالف ممثلي قوائمنا في بعض المحافظات مع القوائم الاخرى بأتجاه تشكيل اصطفاف معين قادر على ان يكون له دور ملموس في تنفيذ البرامج المطلوبة. وحسب معلوماتي فهناك الان اطرافاً اتصلت بنا في المحافظات وهي راغبة بل مستعدة للتعاون من اجل تشكيل الادارات المحلية الجديدة، وتحقيق اوسع قدر من الشراكة في ذلك.
التيار الديمقراطي تبلور خلال السنتين الماضيتين بشكل أوضح هل سيكون بنفس الصيغة التحالفية في الانتخابات البرلمانية القريبة القادمة؟
أنا سوف لن آتي بجديد حينما اقول اننا حريصون جداً على تعزيز التيار الديمقراطي وتعزيز تجربته بأستمرار وان يتوطد بنائه الداخلي وعلاقاته الداخلية وان يستفيد من تجربة الانتخابات الأخيرة بايجابياتها وسلبياتها، والسؤال هل سننزل في الانتخابات القادمة بنفس الصيغة التي حصلت في انتخابات مجالس المحافظات؟ فكما ذكرت في البداية نحن نسعى الى ان ننزل بتحالفات اوسع وسندخل في حوارات مع عدد من القوى، التي ارسلت لنا اشارات ايجابية. وهذا يعني وجود رغبة من اطراف اخرى للتحالف مع التيار الديمقراطي، وهذا يتوقف على طبيعة الحوارات وجديتها والقدرة على الوصول الى برنامج مشترك. وفي كل الاحوال اذا لم نستطع الدخول في تحالف اوسع فنحن حريصون على الابقاء على تحالفنا الحالي مع التيار الديمقراطي ومع القوى التي شكلنا بها تحالفاتنا الحالية في المحافظات.
المحلل والمتابع يرى أن حظوظ التيار الديمقراطي في بغداد كانت دون مستوى التكهن، برأيكم لماذا هذه النتائج المتواضعة؟
هذا الموضوع سيخضع للدراسة بالتأكيد على مستوى تنظيمات الحزب في بغداد وعلى مستوى كافة الاطراف المتحالفة في قائمة تحالف العدالة والديمقراطية العراقي. نعم الاصوات التي حصلنا عليها هي تقريباً نفس الاصوات التي حصلنا عليها نحن وحلفائنا في انتخابات عام 2009. او اقل بقليل. أحد الاسباب الجوهرية هو الأنخفاض الكبير في نسبة مشاركة الناخبين حيث هبطت من حوالي 50% في عام 2009 الى 30% في الانتخابات الحالية، وبالتأكيد بعض ممن لم يشارك، كان بالأمكان أن ينتخبنا ،هذا الانخفاض اثر على كل القوائم بما فيها قائمتنا في بغداد. السبب الاخر ربما يرتبط بمستوى تحركنا كحزب وكمنظمات، وأيضاً نحن نشعر أن حلفائنا في القائمة لم ينشطوا بالشكل المطلوب في أيصال صوت القائمة وبرنامجها الى أوسع الجماهير،أبعد الجماهير،وهكذا بالنسبة لنا كحزب. ومن الجانب الاخر،فبغداد جرى التركيز عليها بشكل هائل جدا من قبل القوائم الكبيرة في حملتها الدعائية وفي أساليبها المشروعة وغير المشروعة، هذه أثرت بشكل واضح بحكم أشتداد الصراع والتنافس في بغداد، فضلا عن عمليات التزوير في بعض المناطق.
هل ترامى الى مسامعكم حصول حالات تزوير أو حالات غير شرعية أخرى؟
الانتخابات الحالية أفضل من سابقاتها من هذه الناحية ،ولكن هذا لا يعني عدم حصول حالات تزوير او استخدام المال السياسي وامكانيات الدولة، واساليب التهديد هنا وهناك، فقد وصلتنا حالات وشكاوى جدية عن حصول تزوير،وممارسات تهديد وتأثير على الناخبين. وقد قدمت شكاوى وطعون عديدة الى المفوضية.
جرت الانتخابات الحالية ونحن نقترب من أنقضاء العام الاول على المؤتمر الوطني التاسع للحزب، وقد أشرت في معرض حديثك عن وجود بعض التلكؤ في عمل المنظمات الحزبية ،أما يحتاج ذلك الى وقفة؟
بأستمرار نتابع مدى تحرك منظماتنا الحزبية في العمل السياسي، العمل الجماهيري، وفي العمل الانتخابي بشكل خاص كونه ميدان مهم وميدان رئيسي من ميادين عمل الشيوعيين وأصدقائهم. ويمكن أن نسجل في هذه الانتخابات تحرك أفضل للمنظمات أو ما يُطلق عليه الجسم الحزبي، ليس الكل بنفس المستوى وفي كل المحافظات، ولكننا نشعر وتقديرنا الاولي أن تحرك الجسم الحزبي كان أفضل ولكن ليس بالمستوى الذي كنا نسعى أليه. لقد عقدنا لأجل هذا الموضوع في نهاية العام الماضي كونفرنساً خاصاً لغرض أيجاد المعالجات والحلول والسبل الكفيلة لزيادة كفاءة التنفيذ ومتابعة البرامج. نعم أثمرت بتحسن الأداء ولكن مازلنا نعاني من أشكالية زج كل التنظيم وبالكفاءة المرجوة بالمهمات المتنوعة ،وهذه لها أسبابها المتعددة ومنها ليست متعلقة بالشيوعي كفرد وحسب وأنما بقدرة منظماتنا على ادارة وتنظيم أعمالها ومتابعة برامجها.
أفهم من كلامك أنه، أما آن الاوان لأطلاق صفة حزب أنتخابي على الحزب؟
نحن قد سعينا لذلك في كل السنوات الماضية في ان يكون حزبنا حزباً أنتخابياً ،وأحدى ميزات الحزب الانتخابي هو أن يكون أعضاؤه فاعلين في المجتمع، لا يكفي ان يؤمن بالعمل الديمقراطي وبممارسة الانتخابات، انما يتعين ان يكون اعضاء الحزب وكل منظماته عناصر فاعلة ومؤثرة في المجتمع، حزب دينامكي يتواجد اعضاؤه في كل الانشطة الجماهيرية وكل التجمعات، مؤثرين فيها وفاعلين بها. نحن بالحقيقة نقول أنه هذا هو احد ميادين عملنا الرئيسية، وهو يحتم علينا التواجد والتاثير حيث يوجد الناخب، في المنطقة السكنية او في المعمل او في حقول الانتاج المتنوعة، وفي كل المؤسسات الثقافية والمهنية وغيرها. لا يمكن وصفنا حالياً بالحزب الانتخابي المؤثر بالمعنى الشامل للكلمة، لأننا نحتاج الى عمل كبير ومتواصل من أجل أن يكون كل أعضاء الحزب كتلة من نشاط وحيوية فاعلة، بدون هذا سيبقى اداؤنا دون المستوى المطلوب.
أفهم أيضاً أن أساليب العمل بين الجماهير والتي تفكر بها تختلف عنها أساليب عمل الحزب في السبعينات؟
بكل تأكيد ظروف العمل في السبعينات أو التي سبقتها أو التي تلتها تختلف، كنا نعمل في ظروف القمع وبمجملها غير مواتية لظروف عمل الحزب. لا اقول ان الظروف الحالية مؤاتية بالكامل فهناك تحديات كبيرة تواجهنا، لكن الأوضاع تسمح بمضاعفة التحرك والنشاط. أن الساحة مفتوحة للعمل وأبتكار أساليب ووسائل تؤثر في الناخب. الظروف أختلفت الان، هي ليست ظروف نموذجية ولكنها أفضل. نعم نحن نخوض الانتخابات في بلد لم يبرأ بعد من تأثير العوامل الثانوية على قناعة الناخب، لم يبرأ بعد من حاجة المواطن للأحتماء بالأنتماءات الفرعية، ومن لجوء المواطن الى هذه الكتلة المتنفذة او تلك بحثاً عن لقمة العيش ،هذه المعطيات موجودة وتأثيرها سلبي. أننا لم نغفل هذا الجانب، ولكن هناك امكانيات لم تستثمر بعد وطاقات لدى الشيوعيين لم توظف بعد على الوجه الاكمل. يجب ان يسعى كل واحد منا الى خلق شبكة واسعة من العلاقات يتأثر بها ويؤثر فيها.
عزوف الناس جاء بسبب عدم قناعاتهم بأداء الكتل المتنفذة ،وممكن أن أقرأ هذه الموضوعة على أساس عدم قناعة الناس بالبديل ؟
نعم هذا صحيح ،هذا جانب مما تحدثنا به في البداية، يبدو أن البديل لم يتبلور بعد في اذهان الكثيرين، رغم وجوده الفعلي من الناحية الموضوعية. وهذا مؤشر على اننا لم نحقق، حتى اللحظة، اختراقا مهما في قناعات الناس بالصورة التي تحدث تغييرا نوعيا في قناعاتهم وفي اختياراتهم. لدينا قصور في التأثير وقصور في الاستفادة، أو على الاقل في أستثمار الناخب الناقم على الطرف الاخر الذي صوت له في مرات سابقة. هذا الموضوع حقاً سيكون موضوع الدراسة والبحث والتقصي في مجمل نشاطاتنا اللاحقة.