من الحزب

على طريق الشعب ... ندين العدوان على سوريا ونحذر من خطره على العراق

يتصاعد قرع طبول الحرب في واشنطن وعواصم اخرى مشدودة اليها، ملوحا بقرار توجيه ضربة عسكرية عدوانية الى سورية، ومهددا بان التنفيذ بات وشيكا. والذريعة معروفة: استخدام السلاح الكيمياوي اخيرا في بعض ريف دمشق، وسقوط اعداد كبيرة من المدنيين ضحية له.
بدايةً، وبغض النظر عن كل شيء، ندين استخدام هذا السلاح الوحشي، وكل سلاح دمار شامل، في أي ظرف وفي أي مكان وزمان.
الا ان أي اجراء يتخذ في مواجهة الجريمة المذكورة، لا بد ان يقوم على امرين:
*التأكد من الفاعل،
*التعامل استنادا الى الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة.
هذا لا يعني طبعا ان لأحد ان ينازع الشعب السوري في حقه في الحرية والديمقراطية، وفي اقامة النظام السياسي الذي يرتضيه، او في حمايته من التجاوز والعنف، ايا كان مصدرهما. فهذا حق حصري للشعب السوري، يمارسه بارادته الحرة من دون أي تدخل خارجي، دوليا كان او اقليميا، عربيا او غير عربي.
من جانب ثانٍ،لا يجوز ان يكون أي خلاف او صراع يتعلق بمستقبل سوريا وشعبها ومصيرهما، الا سلميا وبعيدا عن العنف. فالعنف لا يخلف غير الموت والخراب، والانتقال به الى امتشاق السلاح واشعال الحرب، لا يؤسس ولم يؤسس يوما لحرية او ديمقراطية.
هكذا تعلمنا الوقائع في منطقتنا ايضا. وانطلاقا منها يبرز الحوار بين الاطراف السورية، باعتباره السبيل الوحيد السليم والمضمون لمعالجة وحل المشاكل العويصة التي تثقل كاهل البلاد.
اما الحروب والضربات العسكرية والغزوات من الخارج، فلا تقدم علاجا، ولا تحل مشكلة مما يواجهه الشعب. فضلا عن ان ثمارها مرة، وذيولها وتداعياتها شديدة بالنسبة الى حرية سوريا واستقلالها، والى واقع شعبها ومستقبله، بل وبالنسبة الى المنطقة عموما، بما تؤجج من صراعات دينية وعرقية وطائفية وغيرها، بالضد من مصالح شعوبها، ولمصلحة الاعداء من امبرياليين وصهاينة.
ولا بد من التنبيه الى المخاطر الجدية التي تنجم عن التصعيد والغزو بالنسبة الى بلدنا – العراق، وتأثيرهما المباشرين على الاوضاع فيه، بالنظر الى علاقات العراق الواسعة مع سوريا في شتى الميادين، ثم - خاصة - بعد ان ازدادت وتعمقت ارتباطات الملف السوري بالتطورات في بلادنا، وباتت مسؤولية "دولة العراق والشام الاسلامية" – القاعدة عن التفجيرات الدموية المتواصلة في بغداد وانحاء العراق الاخرى، تعلنها "الدولة" ذاتها من دون مواربة، فلا يرقى اليها شك.
وهذا الواقع يفرض على الاطراف الوطنية العراقية جميعا، وعلى الديمقراطية منها بوجه خاص، ان تتحلى باليقظة وتعمل على تعزيز لحمة الشعب بكل قواه المخلصة، في مواجهة التطورات الخطيرة السريعة المحيطة بسوريا، وان تسعى بكل جهد لحرمان قوى الارهاب من فرص التصيد في المياه العكرة.
اننا إذ نعلن ادانتنا الحازمة لايّ عدوان خارجي على الشعب السوري، نشدد على ضرورة إعانته عبر تأمين حوار متكافئ بين اطرافه المختلفة المتصارعة، والتعجيل في عقد مؤتمر جنيف 2، لما فيه مصلحة الامن والسلام والاستقرار، وضمان مستقبل سوريا وأمنها وحريتها، وحق شعبها في اختيار النظام الذي يشاء.