من الحزب

الحزب الشيوعي العراقي يدين اللجوء إلى العدوان ضد سوريا

أصبح توجيه ضربة عسكرية "محدودة" إلى سوريا خلال الأيام المقبلة، أمرا محسوما كما يبدو بعد أن أعلن الرئيس اوباما قراره في هذا الشأن، وأحاله إلى الكونغرس لاستحصال موافقته، وهي غير ملزمة له.

على هذا فالحرب وشيكة، وستحمل مزيداً من المآسي للشعب السوري الشقيق، وتفاقم آلامه ومعاناته. كما ستهدد بنقل لهيب الصراعات الدموية ذات الطابع الاثني والطابع الطائفي إلى جيران سوريا وعموم المنطقة. ومن الواضح ان تكون بلادنا ضمن الاكثر تعرضا لهذا الخطر، نظرا الى ما يتوفر من ظروف واجواء وامكانات لتحرك ونشاط قوى الارهاب وحواضنها عبر الحدود المشتركة.

اننا ونحن ندين اللجوء الى العدوان والهجمات المسلحة والحرب كوسائل لحسم النزاعات، نشير الى ان تلويح الولايات المتحدة وعواصم اخرى مشدودة اليها، بتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا، بذريعة استخدامها السلاح الكيميائي، يمثل انتهاكاً للشرعية الدولية، ولقوانين وقواعد حقوق الانسان. فأي اجراء لمعاقبة من يستخدم هذا السلاح الوحشي، والذي يشكل حقا جريمة ضد الانسانية، يجب ان يستند الى الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة، وان يأتي بعد التأكد من استخدام السلاح ومن الجهة الفاعلة.

ان قوى السلام والديمقراطية في العالم لا تزال، في رأينا، قادرة على لجم العدوان عن طريق تشديد حملاتها المناهضة للحرب، وتصعيد ضغطها الشعبي.

 اننا إذ نؤكد تضامننا مع الشعب السوري، ومساندتنا لنضاله من اجل حقه في اختيار النظام الذي يشاء، وفي انتزاع وممارسة حقوقه الديمقراطية والعيش بأمان وحرية، ووقف جميع اشكال القمع والاعتداء على الارواح والممتلكات، نشدد على حقيقة ان لا حل عسكريا للأزمة في سوريا، ولا بديل عن تأمين حوار متكافىء بين اطرافها المختلفة المتصارعة، عبر التعجيل بعقد مؤتمر "جنيف 2". 

 

المكتب السياسي

1 أيلول 2013