من الحزب

كلمة الحزب الشيوعي العراقي التي القيت في المؤتمر العام السادس للحزب الشيوعي السوداني *

الرفيقات العزيزات .. الرفاق الاعزاء في الحزب الشيوعي السوداني
الحضور الكرام
اسمحوا لنا باسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ان نتقدم اليكم باحر التحيات الرفاقية الصادقة ، واحلى الامنيات الطيبة بمناسبة انعقاد المؤتمر العام السادس لحزبكم المناضل، متمنين للمؤتمر الخروج بقرارات وتوصيات تخدم نشاط الحزب القادم في تعزيز قوته وتأثيره ونفوذه الجماهيري وزيادة ثقله السياسي في عموم السودان لتحقيق اهدافه النبيلة في السلام والتقدم والديمقراطية.
ان نجاح اعمال المؤتمر هو انتصار ليس للشيوعيين فقط بل لكل شيوعيي العالم. ان نجاح المؤتمر يمثل شوكة في عيون الرجعية والديكتاتورية البغيضة.
كما ننتهز فرصة انعقاد مؤتمركم لتقديم خالص التهاني بمناسبة حلول الذكرى اليوبيلية السبعين لتأسيس حزبكم العتيد، متمنين للحزب وكل مناضليه كل التقدم والنجاح في نضاله على طريق تحقيق الوحدة و الديمقراطية والسلام والعدالة الاجتماعية.
اعزاءنا.. نحن في الحزب الشيوعي العراقي نتابع باستمرار نضالات الشعب السوداني، وبالأخص دور الحزب الشيوعي السوداني الشقيق في ظل ظروف معقدة وازمة شاملة على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فما زالت البلاد تعاني عدم الاستقرار السياسي والحروب الداخلية ، والتضييق على الحريات العامة والتدهور الواضح في المستوى المعاشي ، وزيادة التوترات الاجتماعية نتيجة للفوارق الطبقية، وعمق حدة الفقر، وتردي التعليم والصحة وتراجع في ميادين الانتاج الزراعي والصناعي وتدهور البيئة فضلا عن الصراع الاقليمي والقومي داخل السودان، وتزايد اعداد الهجرة وخاصة من الكفاءات.
كل هذا وغيره هو بسبب النظام السياسي القائم في السودان وعدائه الديمقراطية وقطعه الطريق على استكمال المهام الوطنية الديمقراطية بعد انقلاب 30 حزيران (1989)، الذي أوقف التطور السلمي الديمقراطي في البلاد بالضد من طموحات الشعب السوداني.
نحن في الحزب الشيوعي العراقي نعبر عن كامل تضامننا مع نضالات الشعب السوداني، ونساند الحزب الشيوعي الشقيق خاصة في نضاله من اجل تغيير النظام الحالي، الذي ثبت فشل نهجه السياسي، واقامة حكومة انتقالية تؤسس لدولة ديمقراطية مدنية على أساس المواطنة، تقوم بتنفيذ برنامج البديل الديمقراطي وتعقد المؤتمر الدستوري بمشاركة كل الاطراف المعنية لحل الأزمة السودانية وبقية المشاكل الملتهبة، وبما يقود الى اجراء انتخابات ديمقراطية ونزيهة في نهاية الفترة الانتقالية. كما نتضامن مع جهودكم في توحيد القوى الوطنية المعارضة حول برنامج البديل الديمقراطي للتغيير عبر قوى " الاجماع الوطني"، والذي يؤكد اهمية ايقاف الحرب المشتعلة في عدة مناطق من البلاد، وما ينتج عنها من ضحايا ونزوح وتدمير. ونؤيد المطالب المشروعة بالغاء كافة القوانين المقيدة للحريات واطلاق سراح المعتقلين والسجناء السياسيين ووقف الاعتداء على الصحف والصحفيين والكف عن منع الاحزاب من مخاطبة الجماهير. نحن معكم في التحول الديمقراطي الحقيقي بتغيير النظام الحالي باعتباره المفتاح الحقيقي لانهاء الازمة العامة، والطريق نحو مستقبل افضل في السودان. وندعم موقف حزبكم في رفض زج السودان في المحاور والاحلاف السياسية والعسكرية التي تهدف الى تنفيذ مآرب ومشاريع بالضد من مصالح الشعب السوداني.
يعيش العراق اليوم أزمة معقدة على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بسبب طريقة التغيير السياسي التي تمت عبر الحرب والاحتلال، واعتماد العملية السياسية على نهج المحاصصة الطائفية الاثنية، التي تشكل اس البلاء، واحتدام الصراع حول خيارات طبيعة النظام السياسي والاقتصادي – الاجتماعي وشكل ومستقبل الدولة ، وبسبب تداخل العوامل الداخلية والخارجية، فقد اشتدت الازمة في نظام الحكم والحكومة، وازمة علاقات بين القوى والكتل السياسية المتنفذة في السلطة، وتدهور علاقة الحكومة المركزية مع حكومة اقليم كردستان ، وسوء ادارة الدولة والاستئثار بالسلطة مما ادى الى عجز في تلبية حاجات المواطنين وزيادة في التدهور الامني وتفاقم الازمة الاقتصادية، وعمق حدة التوترات الاجتماعية، وارتفاع معدلات البطالة، ونسب الفقر، وعرضت الحكومة السابقة البلاد الى سيطرة داعش وقوى الارهاب على ثلثي الاراضي العراقية وانتهاك سيادة البلاد من قوى خارجية واقليمية .
الحضور الكرام.. تحقق اليوم القوات المسلحة العراقية انتصارات متتالية على جبهات القتال ضد داعش والارهاب ، بالتنسيق بين مختلف الفصائل المسلحة من الجيش والمتطوعين من الحشد الشعبي والبيشمركه ( القوات المسلحة في اقليم كردستان) وابناء المحافظات المحتلة، وبالتنسيق مع التحالف الدولي، وهي معارك عسيرة وصعبة عسكريا وسياسيا ومعنويا، دمرت فيها معاقل رئيسة للارهاب ، انها معارك ضروس لا تخلو من خسائر بشرية ومادية كبيرة، ولكن لا بد منها للقضاء على الارهاب، وقد شكلت المعارك الاخيرة انعطافة كبيرة على طريق تحرير المناطق والتوجه الى المعركة الكبرى في تحرير مدينة الموصل، وتحقيق الامن والاستقرار وتامين عودة النازحين والمهجرين واعادة الاوضاع الطبيعية إلى تلك المدن المدمرة في ربوع العراق.
وقد اكد حزبنا مرارا بان الانتصار على داعش والارهاب ينبغي ان يمر عبر حزمة من الاجراءات السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويتعين على الحكومة ان تلعب دورا اساسيا في خلق الاجواء السليمة في اعادة وحدة النسيج الوطني،عبر مصالحة وطنية حقيقية، وان لا يجري توظيف تلك الانتصارات الى مكاسب سياسية وحزبية ضيقة، بل تقتضي التوازن بيت المسارين السياسي والعسكري بهدف مواجهة داعش والارهاب، ومنها ضمان عودة النازحين وتامين حياة ادمية لهم وتقديم التعويضات وبالتنسيق مع الدعم الدولي.
وكرد فعل لهزيمة داعش في مناطق الفلوجة احدى اهم مناطق نفوذه قام بتصعيد هجماته الارهابية ومنها استهدافه المدنيين في تفجيرات ارهابية في مناطق بغداد والمدن الاخرى التي راح ضحيتها المئات من المواطنين الابرياء، وهذا ما يكشف عن هشاشة الوضع الامني والخلل الكبير في المؤسسات الامنية وعدم قدرة الحكومة على ادارة الملف الامني، ومقدار حجم الفساد الوجه الاخر للارهاب، مما ولد حالة غضب واستياء جماهيريتين لضعف الحكومة واجراءاتها الجدية للحفاظ على ارواح المواطنين.
اعزاءنا .. وعلى خلفية الازمة المستفحلة في البلاد في مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعجز الحكومة عن تلبية حاجات الناس، اندلع منذ عام تقريبا حراك جماهيري احتجاجا على نهج المحاصصة الطائفية الاثنية والفساد المستشري، ورفضا صارخا على تقاسم السلطة والمال والنفوذ للقوى المتنفذة بالسلطة ، لسوء ادارتها مؤسسات الدولة وعدم قدرتها على تلبية مطالب الناس.
ويعبر هذا الحراك السلمي المتواصل على عزم الجماهير على تحقيق اهدافها عبر شعاراتها في اصلاح النظام السياسي ومكافحة الفساد والتخلص من نظام المحاصصة المقيت، واعادة بناء الدولة على اساس المواطنة الحقة وتعزيز استقلالية القضاء وتوفير الخدمات العامة.
وقد حقق الحراك الجماهيري اهتزازا في البنية السياسية الطائفية، وتصدعا في جدار النهج الطائفي، واستجابة للجماهير وحراكها توجه مجلس النواب إلى تشريع العديد من القوانين منها قانون العمل وقانون الاحزاب، وتفعيل الدور الرقابي لمجلس النواب، كما اسس الحراك الجماهيري وعيا ديمقراطيا مدنيا وانتشار فكرة العدالة الاجتماعية، وتحول مطلب الاصلاح الى مطلب جماهيري ملح لا يمكن التغاضي عنه وتحول التغيير الى ضرورة وليس خيار للخروج من الازمة المستفحلة في البلاد .
وقد عبر حزبنا الشيوعي العراقي عبر مساهمته الفعالة في الحراك على ضرورة استمرار زخم الضغط الجماهيري وتوسيعه وتنظيمه، والانفتاح على مختلف القوى الاجتماعية والسياسية للخلاص من نظام المحاصصة ولأجل البديل في بناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. كما طالب حزبنا الشيوعي بضرورة اعادة تشكيل الحكومة وفق الكفاءة والنزاهة والمهنية، وان يتخلص رئيس الوزراء من عملية التسويف والمماطلة والاستجابة لمطالب الجماهير الغاضبة، وعدم تعطيل الحياة السياسية ومؤسسات الدولة، كما طالب حزبنا ايضا بعودة عمل مجلس النواب للحفاظ على الحياة الدستورية في البلاد وممارسة دوره التشريعي والرقابي.
ولا بد من الاشارة الى الاوضاع الصعبة التي يعاني منها اقليم كردستان وابناؤه وحقهم في المطالبة بمحاربة الفساد وتأمين رواتبهم، ومعالجة ازمة النظام السياسي في الاقليم، والانتهاء من اقرار دستور للاقليم وحسم قضية الرئاسة وانهاء الخلافات الداخلية بين القوى المتنفذة على قاعدة التهدئة والحوار، وتحسين العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم، خاصة في ظل مواجهة الارهاب والحرب ضد داعش.
اعزاءنا.. وامام حالة الاستعصاء السياسي وعمق الازمة الشاملة في العراق وتمسك القوى المتنفذة بنهج المحاصصة الطائفية وعجز الحكومة عن ايجاد حلول ومعالجات للازمة، وحالة الحرب ضد داعش والارهاب، وانتشار المليشيات المسلحة وتردي الخدمات العامة، يوفر فرصة ثمينة لاستمرار الحركة الاحتجاجية السلمية واحداث عملية فرز واصطفافات اجتماعية وسياسية جديدة ، ويخلق تحولا ملموسا في المزاج الجماهيري لتغيير موازين القوى السياسية والاجتماعية لصالح مشروع الاصلاح الحقيقي والتغيير المنشود للخلاص من المحاصصة المقيتة والعمل على التحضير والاستعداد الجيد للانتخابات القادمة لمجالس المحافظات ومجلس النواب نحو بناء دولة المواطنة والديمقراطية الحقة .
اعزاءنا..
وبهذه المناسبة نعبر عن تضامننا مع الشعب في جنوب السودان ونضاله من اجل انهاء الحروب واحلال السلام والتقدم.
ومن هذا المنبر لابد من توجيه التحية للشعب الفلسطيني ومساندة نضاله من اجل اقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس ، وفي التصدي لمخططات اسرائيل الاستيطانية.
كما نعبر عن تضامننا ودعمنا الكامل للشعب السوري من اجل ايقاف الحرب ومحاربة الارهاب وعدم التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية، واستعادة الامن والاستقرار وفتح طريق التغيير الديمقراطي.
ونحيي نضالات عموم شعوب المنطقة وقواها الوطنية والديمقراطية، والاحزاب الشيوعية واليسارية من اجل اقامة انظمة ديمقراطية، تؤمن الاستقرار والعدالة الاجتماعية ، وتلحق الهزيمة بالتطرف والارهاب وبالقوى الامبريالية المعادية للانسانية
وختاما نناشدكم بتعزيز التضامن الرفاقي والاخوي مع نضالات الشيوعيين والديمقراطيين في العراق على طريق بناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية .
نهنئكم مرة اخرى من الاعماق، وبحرارة رفاقية ، لانعقاد مؤتمركم السادس، متمنين له كل النجاح، وتهانينا القلبية بالعيد السبعين لحزبكم المقدام، الحزب الشيوعي السوداني. ونتطلع الى المزيد من التضامن والعمل المشترك مع حزبنا الشيوعي العراقي.
عاش الحزب الشيوعي السوداني
عاشت الطبقة العاملة في السودان
عاشت الاممية..
ــــــــــــــــــــــــــ
* التي القاها الرفيق بسام محيي عضو المكتب السياسي للحزب