من الحزب

الحزب الشيوعي الكردستاني يعقد مؤتمره السادس

اربيل - طريق الشعب
تحت شعار "نناضل من اجل الدفاع عن معيشة الشعب وتحقيق الوحدة الوطنية وحق تقرير المصير" بدأ الحزب الشيوعي الكردستاني الخميس الماضي (27 /10/2016) في أربيل أولى جلسات مؤتمره السادس بالوقوف دقيقة اجلال للشهداء، تلاها انشاد النشيد القومي (اي رقيب) فالنشيد الأممي.
في جلسة الافتتاح تحدث الرفيق كمال شاكر سكرتير اللجنة المركزية للحزب مستعرضا التحضيرات لعقد المؤتمر، وتوقف عند اعداد وثائقه وعقد الموسعات الحزبية لدراستها وتعديلها، اضافة الى انتخاب المندوبين، كما اشار الى تشكيل اللجان المختصة القيادية لدراسة ما ورد من مقترحات في شأن الوثائق ولتدقيقها في ضوء ذلك.
وتحدث الرفيق السكرتير في كلمته عن الترابط بين العمل الفكري والعمل السياسي، وعن جهود الحزب منذ مؤتمره السابق لتطوير العمل الفكري لأعضاء الحزب، وحثهم على إنماء قدراتهم عبر القراءة المتواصلة. واستعرض بعدها الوضع السياسي في عموم العراق وفي الاقليم، متناولا التصدي لعصابات داعش الإجرامية والحرب ضد الارهاب. وعند حديثه عن الوضع في الاقليم تطرق إلى سوء الوضع المعيشي ومعاناة فئات واسعة من المجتمع، وانعكاس ذلك على مواقف مختلف الأحزاب السياسية في الاقليم. واختتم كلمته بتوجيه الشكر الى قادة الحزب الرواد الذين تعلم منهم الكثير.
بعد ذلك القى الرفيق حميد مجيد موسى كلمة حيا فيها المؤتمر باسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ونقل التحيات المخلصة الى الحاضرين وهم يعقدون مؤتمرهم السادس "مجسدين بذلك الإصرار على الالتزام بنهج الشرعية الحزبية والديمقراطية والتجديد في حياة الحزب". كما شدد على تفعيل العقل الجماعي في رسم سياسة الحزب، واجراء معالجاته السياسية والتنظيمية بما يخدم شعب كردستان خصوصا والشعب العراقي عموما. 
كذلك عبر الرفيق عزيز محمد، السكرتير السابق للحزب الشيوعي العراقي، عن التمنيات الصادقة بنجاح اعمال المؤتمر وتوصله الى قرارات تخدم مسيرة الحزب النضالية ومستقبله. مشيرا إلى أن النجاح يأتي عبر تكاتف رفاق الحزب والدفاع عن مصالح الكادحين وتعزيز المنظمات الحزبية، وهذا يتحقق من خلال العمل الواسع بين الشبيبة والنساء والعمال والفلاحين. كما أكد على تطوير العمل الفكري وإعادة اصدار جريدة الحزب المركزية "ريكاي كردستان" وحث على القراءة المستمرة وتنظيم الدورات الحزبية، والتوجه بنداء إلى كافة الرفاق الذين تركوا العمل في صفوف الحزب لأسباب مختلفة، ودعوتهم الى العودة الى صفوفه.
وتناول الرفيق عزيز محمد بعضا من تجربة الحزب الشيوعي العراقي، التي هي موضع اعتزاز وتقدير. كما عرج على الوضع السياسي، واشاد بالتضحيات التي يقدمها ابناء الشعب العراقي للخلاص من إرهاب داعش والقضاء على الارهاب.
وبعد انتهاء جلسة الافتتاح تم انتخاب هيئة رئاسة المؤتمر، التي قدمت بدورها تقرير الاعتماد وتم اقرار شرعية المؤتمر . ثم صوت المندوبون على تشكيل لجان المؤتمر وهي لجنة التقرير السياسي، لجنة النظام الداخلي، لجنة البرنامج، لجنة التقرير الانجازي، لجنة الترشيحات والطعون، لجنة القرارات والتوصيات والبيان الختامي، ولجنة التدقيق المالي.
هذا وواصل المؤتمر يومي الجمعة والسبت عقد جلساته لمناقشة الوثائق المقدمة اليه من قبل اللجنة المركزية للحزب وإقرارها بصيغها النهائية.
 
حميد موسى: مؤتمركم وريث شرعي لكل خبرة الحزب
الرفيقات العزيزات
الرفاق الاعزاء
تحية لكم وتقدير من رفاقكم في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي, وتمنيات قلبية خالصة لكم وانتم تعقدون مؤتمركم السادس مجسدين الاصرار على الالتزام بنهج الشرعية الحزبية، والديمقراطية والتجديد في حياة الحزب, وتفعيل العقل الجماعي في رسم مواقفه وتحديد معالجاته السياسية والتنظيمية بما يخدم شعب كردستان خصوصا والشعب العراقي عموما، وبما يعزز دور الحزب ومكانته الجماهيرية في خضم الأحداث والتطورات السياسية والاجتماعية المعقدة، التي يعيشها البلد والمنطقة وجميع انحاء العالم.
كل النجاح لجهودكم النبيلة في تقييم تجربة الحزب في السنوات الأربعة الماضية، وفي استخلاص الدروس والعبر من تجربته الغنية التي لا تنفصل عن كامل تراثه التاريخي الفكري والسياسي، وتوظيفها بأبداع بما يعزز مسيرة الحزب ويطور ويوحد طاقاته ويزيد كيانه تماسكا وفاعلية.
أعزائي
ينعقد المؤتمر في ظروف محلية – وطنية واقليمية غاية في التعقيد والتشابك، وفي ظروف تخوض فيها البلاد أشرس المعارك ضد الارهاب وشكله الملموس الذي يمثله داعش، الذي عاث في الأرض فسادا وارتكب ومن سانده أبشع الموبقات في تخريب وتدمير حواضرنا وقرانا وعمل قتلا وسبيا وتهجيرا وتعذيبا لبنات وأبناء شعبنا.
في هذه المناسبة أيها الرفاق، نحيي مجددا القوات المسلحة العراقية بكامل صنوفها، والبيشمه ركة الأبطال, والمتطوعين في الحشد الشعبي، ومن أبناء المناطق المستباحة ،على بسالتهم وشجاعتهم في ملاحقة فلول داعش والحاق الهزيمة بقواها وتحقيق النصر عليها. الأمر الذي سيكون مقدمة ضرورية لاجتثاث جذور الارهاب وردم منابعه، وتدمير مصادر ظهوره واحتمالات تجدده بأشكال ومسميات مختلفة, ولفتح الطريق واسعا لإعادة بناء البلد وعودة أبنائه الى ديارهم، وتوفير الفرص لانخراط الجميع في الاعمار والتنمية وتحقيق الاستقرار والسلام في عموم العراق.
و هذا ممكن فقط اذا أحسن الجميع، وبالأساس من يتحملون المسؤولية عن ادارة شؤون البلد، وضع ستراتيجية علمية متكاملة واتخاذ اجراءات فعالة كفيلة بإزالة كل الأسباب التي مكنت داعش من احتلال ثلث الأراضي العراقية وارتكاب جرائمها الرهيبة، سواء كانت تلك الاسباب فكرية او سياسية. كذلك للتخلص من التعصب الطائفي والاثني ومن نظام المحاصصة سيئ الصيت- محفز وحامي الفساد, ومشوه الديمقراطية، ومخرب العلاقات السياسية وأواصر الروابط الاجتماعية، والمؤسس لسوء الإدارة, والتجاوز على مبدأ المواطنة وحرية المواطنين, وعلى حقوق الأنسان. الى جانب الاقدام على اتخاذ الاجراءات الاقتصادية الاجتماعية التي من شأنها أن تنعش اقتصاد البلد وتحسن ادارة موارده وتضمن توزيعها العادل، وتطلق التنمية ومكافحة البطالة والفقر وتأمين الخدمات لأبناء شعبنا وخصوصا من الكادحين، الذين طالت معاناتهم وحرمانهم.
رفاقي الأعزاء
لقد احسنت وثائق المؤتمر بتشخيص معالم وعوامل ما يعيشه عموم العراق وكردستان، من أزمة عميقة - بنيوية – شاملة, أوضحت خلفياتها السياسية - الفكرية والاجتماعية الاقتصادية, الداخلية والخارجية, وتوصلت الى الاستنتاج الأساس السليم بأن النهج السائد والسياسات والممارسات المعتمدة لم تعد قادرة على تخليص البلد من أزمته المستعصية. فهي مرفوضة، بل ان استمرارها يزيد الأزمة تعقيدا ويفتح الباب امام أسوأ الاحتمالات التي يرفضها شعبنا، ويحذر من توفير الفرص لتنفيذها بما تحمل من كوارث ومآس. الأمر الذي يتطلب, بشكل حاسم ومن دون تردد الإصرار على التغيير واصلاح الحال, واتخاذ القرارات وممارسة الأفعال التي من شأنها وضع البلد على الطريق السليم, طريق بناء العراق المدني الديمقراطي الاتحادي (الفيدرالي) المستقل, وتوفير كل مستلزمات المقاومة والتصدي لدسائس ومناورات قوى الاعاقة والعرقلة الداخلية أو الخارجية الاقليمية والدولية، التي تتنوع مؤامراتها وألاعيبها لتحويل الساحة العراقية الى ساحة صراع في ما بينها، يدفع شعبنا ثمنها غاليا دما وموارد, من أجل مصالحها السياسية- الأمنية الخاصة.
ان عملية التغيير والاصلاح، وتحقيق الانعطاف الحقيقي في مسيرة العملية السياسية, لا تتحقق بالتمنيات او المناشدات أو بانتظار صحوة ضمير القوى المتنفذة، المسؤولة الأساسية عما آلت اليه أوضاع البلد من خراب وأزمة, وانما هي مهمة كل من يعز عليه مستقبل الوطن وحريته وحق الشعب في العيش الكريم والتقدم.
ان التغيير والاصلاح بما يعنيه من مهام ومسؤوليات جسيمة وأهداف نبيلة، لا يمكن أن تتوفر امكانية تحقيقه ما لم توظف وتجند له كل طاقات شعبنا الخيرة والعقول الوطنية النيرة, في جهد موحد موضوعيا للتخلص من عناصر الفساد والبيروقراطية المعرقلة،حليفة الارهاب،وتجريدها من منابرها ومراكز قوتها ومواقع تأثيرها. وان جهدا من هذا النوع لا يمكن أن يتبلور ويثمر من دون حركة جماهيرية متصاعدة واسعة, ترتقي بأساليبها وبتنظيمها, وبتنوع طرائقها, وبتعزيز تماسك ووحدة قياداتها, بما ينسجم مع جسامة المهمة وحركة الواقع ومتغيراته.
ان مهمتنا كحزب شيوعي, معنيّ بشكل مباشر بمصائر الشعب والوطن، ليست تفسير الأحداث والتنظير لحقائق مجريات الأمور فقط. هذا ضروري بالطبع اذا ما أنجز بدقة ومسؤولية ثورية, لكن الأهم والأساس هو الانخراط المباشر في حركة الجماهير وتقويم نشاطها من داخلها بدون استعلاء أو تقريع،والعمل على معالجة الثغرات والنواقص بالمزيد من الوعي والرفقة الكفاحية، لتحصين الحركة ازاء المساعي التخريبية الحثيثة لأعدائها, ولوضعها على الطريق السليم المفضي الى الضغط الفعال والمثمر لتحقيق المستحقات الوطنية الملحة، وللخلاص من المحاصصة والفساد والارهاب والتلاعب بالديمقراطية وانتهاك حقوق الإنسان, ولجعل مهمة بناء الدولة المدنية الديمقراطية الفيدرالية المستقلة حقيقة معاشة واقعيا.
رفاقي الأعزاء
كلي ثقة بأن مؤتمركم, وهو الوريث الشرعي لكل خبرة الحزب الغنية وتجاربه المليئة بالدروس والعبر, جدير بتوحيد طاقة وجهد وابداع منظماته ورفاقه وجماهير أصدقائه، وتوظيف كل الامكانات لتعزيز تماسكه ووحدة صفوفه, عبر التوصل الى القرارات والسياسات الكفيلة برفع مستوى مساهمة حزب الشيوعيين في مسيرة شعبنا، الطامح الى بناء حياة جديدة آمنة مستقرة، سعيدة ومتحضرة, حرة وديمقراطية ومستقلة, لا ينغصها الارهابيون ولا الفاسدون ولا التعصب الديني والطائفي والقومي .. حياة السلام والتآخي والبناء والاعمار والعدالة والتقدم الاجتماعي.
المجد لشهداء الحزب والشعب
النجاح للمؤتمر السادس للحزب الشيوعي الكردستاني
عاش الحزب الشيوعي الكردستاني – العراق