من الحزب

ابا داود.. معاً نكمل المسير*

رفيقنا العزيز أبو داود
اليوم تمنحنا، وأنت الكريم بروحك وعطائك، فرصة شيوعية جديدة، وأنت تودعنا...
اليوم تشرفنا بفرصة تكريمنا لك...
فقد كان اعلانك في اليوم الأول من أيام مؤتمر حزبنا العاشر عن مغادرة موقعك كسكرتير للجنة الحزب المركزية حلقة أخرى ذات مغزى عميق، في سلسلة المآثر التي اجترحتها طول حياتك الكفاحية المديدة...
اننا نحن رفاقك المؤتمرين اذ نمنحك أيادينا معبرين عن كثير اعتزازنا بمسيرتك، فأننا نؤكد، في الوقت ذاته، عميق ثقتنا بأنك ستبقى معنا بروحك وباسهاماتك التي ستظل تغني عمل حزبنا، وتعزز مكانته السياسية والاجتماعية، وقدرته على مواصلة الكفاح من أجل الوطن الحر والشعب السعيد.
لقد قدمت خلال مسيرتك مثالاً مضيئاً ألهم أجيالاً من شيوعيي وثوريي بلاد الرافدين.
وقدت سفينة الحزب وسط أمواج عاتيات، وفي أزمنة صعاب وتحديات عظمى...
وكانت حياتك سلسلة من المآثر التي جسدت وحدة الفكر والسلوك والأخلاق الشيوعية....
وقدمت صورة ساطعة عن القائد الشيوعي الذي ظل التواضع سبيله الى القيم الثورية...الى الحياء، والزهد، والنزاهة، والاستقامة... وجرأة الاقتحام... وكانت هذه من بين عناوين سيرتك...
كنت على الدوام شخصية سياسية وطنية تحظى بثقة واحترام الآخرين، وبينهم خصومك الفكريون والطبقيون.
من الحلة حيث تبلورت ملامح شخصيتك الثورية وسط عائلة متنورة، حتى جبال كردستان.... ومن دروب العمل السري، حتى شوارع بغداد... وفي كل سوح النضال كانت تلك مسيرة معمدة بنور الشيوعي الذي يرشد السائرين في دروب الحرية نحو ضفاف آمالنا المقبلات.
فيا لهذا التاريخ المضيء من سفر مفعم بالأمثلة الملهمة..
هذا المتطلع الى أفق رحب.. الناظر الى النجوم.. العائد الى الينابيع .. الحالم الذي عبر جسور التحدي صوب الغايات الساميات..
هذا الذي ظل يقرع أجراس الاطاحة بالعالم القديم عبر ما يزيد على نصف قرن من زمان الكفاح الثوري..
هذا الفتى البابلي الذي يرفع رايته، بينما يوقد شموع الأمل.. هذا الذي ظل يبث رسائل التنوير في ساحات وشوارع المحتجين.
هذا الذي تقحم متاريس الجائرين.. وظل يرى عندما تغيم اللحظات وتلتبس.. ويمضي عندما تتوقف الأيام..
هذا هو أنت.. حميد مجيد موسى.. أبو داود.. قائد حزب أنبل بنات وأبناء العراق..
لك مجد حزبك الذي بك يليق.
ودائماً معاً الى أمام!
المؤتمر الوطني العاشر
للحزب الشيوعي العراقي
بغداد في 1-3/12/2016
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كلمة المؤتمر الوطني العاشر تكريما للرفيق حميد مجيد موسى