من الحزب

المؤتمر العاشر يتّوج بانتخاب قيادة جديدة للحزب

طريق الشعب
بحضور رسمي وشعبي واسع، احتفل الحزب الشيوعي العراقي مساء الخميس الماضي (1/12/2016) بافتتاح أعمال مؤتمره الوطني العاشر على قاعة سينما سميراميس في بغداد.
ووسط أجواء فرح غامر، ابتدأ الحفل بعزف النشيد الوطني، ثم طلب الرفيق مفيد الجزائري الذي قدم الحفل ومعه الإعلامي المعروف عماد الخفاجي، من الحاضرين الوقوف دقيقة صمت استذكاراً لشهداء الوطن والحزب.
أعقبت ذلك كلمة الحزب، ألقاها الرفيق حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب، وسط تصفيق حار من الجمهور الغفير الذي غصت به قاعة الحفل.
الأولوية لدولة مدنية
وألقى رئيس مجلس النواب د.سليم الجبوري الذي حرص على المشاركة في الحفل كلمة عبر فيها عن الدور المهم للشيوعيين في العملية السياسية، مؤكداً أن تحقيق مبادئ الديمقراطية «لا يزال يحتاج إلى عمل متواصل من مختلف الأطراف، ولا زلنا نشخص خللا واضحا وتلكؤا تسبب به الإرهاب وبعض السياسيات الخاطئة».
وقال الجبوري ان «تبني الحراك المدني من قبل الأطراف الوطنية المخلصة وبضمنها الحزب الشيوعي، إضافة مهمة وحيوية لإدامة نبض الجماهير وحضورها في الفعل السياسي... فقد كان حراكا عراقيا يعيد الأمل بالإيجابية الفاعلة، مِن خلال تبني منهج الإصلاح الفعلي الذي يعمل على تصحيح المسار والعمل على بناء دولة المؤسسات».
وأضاف: انه «أصبح من اللازم أن نجري إصلاحا حقيقيا شاملا، يقدم الحكم الرشيد كخيار وطني ويجعل الأولوية لدولة المواطنة والدولة المدنية وتحكيم الدستور والقانون، والابتعاد عن الارتجال والانسياق وراء الدعوات الضيقة أن كانت مذهبية أو قومية أو أثنية أو حزبية».
تعزيز الوحدة الوطنية
من جانبه، ثمن رئيس الجمهورية د.فؤاد معصوم في كلمته إلى الحفل، التي ألقاها نيابة عنه مستشاره الأقدم د.عبد اللطيف رشيد، دور الشيوعيين العراقيين في كفاح شعبهم من اجل الديمقراطية والتحرر والتقدم، داعياً إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة وفق مبدأ المواطنة، بعيدا عن عقلية المحاصصة الضيقة.
وشدد رئيس الجمهورية على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية لضمان القضاء التام على الإرهاب، مشيراً إلى أن القضاء على التنظيمات الإرهابية لا يتحقق بمجرد الانتصار العسكري، وإنما يجب أن يقترن بطائفة من التوجهات والإجراءات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مشددا على ان الانتصار العسكري على داعش يمثل محطة أمل لتحقيق مصالحة مجتمعية فعلية.
كلمات وبرقيات
وقدم مستشار رئيس مجلس الوزراء د. وليد الحلي، كلمة بالنيابة عن رئيس الوزراء د.حيدر العبادي، واستمع الحضور بعدها إلى كلمة أخرى ألقاها رجل الدين الشيخ بشير اللامي.
وتُلي في الحفل، عدد كبير من برقيات التهنئة والتحايا التي تلقاها المؤتمر من قوى وأحزاب وطنية وأخرى شيوعية ويسارية في البلاد العربية وأنحاء العالم، إضافة إلى مسؤولين في الحكومة العراقية ونواب وأعضاء في مجالس المحافظات وشخصيات سياسية واجتماعية ونقابية وثقافية.
قصائد وموسيقى
ومع انتهاء الجانب الخطابي من برنامج الحفل، قدم الفنان د.ميمون الخالدي، قصيدة الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري «سلاماً إلى أطياف الشهداء الخالدين»، التي تستذكر الشهداء الشيوعيين بعد الانقلاب الأسود في 8 شباط 1963، حيث ألهب بإلقائه المهيب حماس الجمهور.
كذلك أشعلت القاعة قصيدة «هذا الموت» التي ألقاها الشاعر المبدع عريان السيد خلف.
وفي هذه الأجواء البهيجة، جاءت فقرة الموسيقى والغناء مع فرقة (أنغام سومرية) التي أختُتم على دبكاتها الحفل، لتعتلي أصوات الجمهور مرددةً النشيد الأممي (هبوا ضحايا الاضطهاد...).
والجدير بالذكر أن حفل افتتاح المؤتمر حظي باهتمام إعلامي كبير، حيث نُقل برنامج الحفل مباشرة عبر أربع قنوات فضائية هي: (العراقية، المدى، الرشيد وnrt العربية)، فضلاً عن العديد من القنوات والإذاعات الأخرى والصحف ووكالات الأنباء.
بدء أعمال المؤتمر
وبعد انتهاء حفل الافتتاح، توجه العشرات من مندوبي المؤتمر إلى قاعة انعقاده، ليبدؤوا أعماله بقراءة تقرير الاعتماد الذي صوتوا عليه مقرين شرعية المؤتمر.
بعد ذلك، انتخب المندوبون لجان إدارة المؤتمر: لجنة الرئاسة، لجنة مناقشة البرنامج، لجنة مناقشة التقرير السياسي، لجنة مناقشة النظام الداخلي، لجنة مناقشة التقرير الانجازي والتقرير المالي وتقرير لجنة الرقابة، لجنة القرارات والتوصيات، لجنة التدقيق المالي، لجنة الإعتماد، لجنة كتابة المحضر ولجنة الترشيحات والطعون.
وقبل أن تترك قيادة الحزب منصة الرئاسة، وجه الرفيق حميد مجيد موسى كلمة إلى مندوبي المؤتمر حيا فيها جهود الشيوعيين ونضالهم، مؤكداً أن المؤتمر الوطني العاشر يشكل محطة جديدة في كفاح الشيوعيين من اجل الوطن الحر والشعب السعيد.
مناقشات الوثائق
وفي صبيحة اليوم التالي (الجمعة)، التأم المؤتمر لمناقشة مشاريع الوثائق، حيث توزع المندوبون على أربع ورش لمناقشة مشاريع البرنامج والنظام الداخلي والتقريرين السياسي والإنجازي.
وبعد مناقشات مستفيضة في أجواء ملؤها الحماس والتطلع وروح التجديد الشيوعي، توجه المندوبون إلى جلسة عامة لإستكمال مناقشة الوثائق، التي حظيت بعد التصويت على التعديلات المقترحة فيها، بمصادقة المؤتمرين، لتكون وثائق أساسية لنشاط الحزب الشيوعي في المرحلة المقبلة.
قيادة جديدة
وفي اليوم الثالث من أعمال المؤتمر، صوت المندوبون على تحديد عدد أعضاء قيادة الحزب (اللجنة المركزية)، بضنمها كوتا النساء والشباب.
وقدم المرشحون إلى عضوية اللجنة المركزية ولجنة الرقابة المركزية، أنفسهم إلى المندوبين، عارضين ما قدموه خلال السنوات السابقة من نشاط في صفوف الحزب وخارجه، وما يتطلعون إليه.
وفي جو هز المشاعر، امتزجت فيه دموع الاعتزاز وابتسامات المحبة، قرأت كلمة تكريم وجهها المندوبون إلى الرفيق حميد مجيد موسى الذي لم يأت أسمه ضمن قائمة المرشحين إلى قيادة الحزب، شاكرين عطاءه الوافر للحزب والوطن، ومؤكدين مواصلة نهج الديمقراطية والتجديد.
ووجه المؤتمر بعد التصويت على القرارات والتوصيات التي تضمنتها النقاشات، برقيات تحية وتضامن عديدة سننشرها لاحقاً.
وبعد أن امتلأت الصناديق بأوراق الاقتراع السري، جرى عد وفرز الأصوات بشكل علني، وثم أذيعت أسماء أعضاء اللجنة المركزية الجديدة أمام المندوبين كافة، والذين جرى انتخابهم في جولة وحيدة.
وأختتم المؤتمر الوطني العاشر أعماله مساء السبت وسط الفرح والتصفيق احتفالاً بنجاح مهامه في أجواء ديمقراطية، وردد المندوبون بالحماس المعهود نشيد: سنمضي إلى ما نريد... وطن حر وشعب سعيد.