من الحزب

الى المكافحين المشاركين في الحراك الشعبي

نتوجه اليكم، يا بنات وأبناء العراق الثائرين، بأصدق التحايا وانتم تواصلون دربكم الشاق والمجيد، المفضي، حتماً، الى تلك الغايات الساميات ممثلةً في إقامة الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
لقد أدى اصراركم على موقفكم المشرف الى بقاء جذوة الاحتجاج متقدة ، والى اتخاذها اكثر من شكل وصيغة ، مما أنعش الرجاء وعزز الثقة بامكانية خلق حركة جماهيرية واسعة وفاعلة، قادرة على مواصلة وتصعيد الضغوط الهادفة الى انتزاع الحقوق العادلة.
إن هذا الحراك، الذي تفجر جراء تزايد مشاعر السخط والاستياء والرفض لما آلت اليه اوضاع بلدنا ، هو، كما تعلمون، عملية مفتوحة الآفاق تحتاج الى تطوير وتعميق، مثلما هي تحتاج الى إعادة نظر وتقييم كل حين لاستيعاب تطورات الحياة وأحداث الواقع.
إن الهدف الرئيس للحراك، الذي يعد أهم ممارسة كفاحية منذ سقوط النظام الدكتاتوري عام 2003، مرتبط بالأزمة الاجتماعية والسياسية العميقة، وفظائع الارهاب وجرائمه الشنيعة، وبتفاقم معاناة الملايين المأساوية، واستشراء الفساد، واستماتة القوى المتنفذة في الدفاع عن امتيازاتها، كما هو مرتبط بالوعي التنويري وإشاعة ثقافة المطالبة بالحقوق، وتوسيع مشاركة القوى الاجتماعية الحية في الكفاح من أجل إنهاء المحاصصة الطائفية والاثنية، ولاّدة الأزمات، وإنقاذ البلاد من محنتها ووضعها على طريق التقدم الحقيقي.
أيها الحالمون بغد العراق المضيء .. إن آمال شعبنا معقودة عليكم .. فامضوا في سبيلكم المنير، متضامنين، غير هيّابين، وأنتم ترفعون رايات التحدي، وتوقدون شموع التطلع الى الحرية ..
إن أصواتكم الهادرة، في ممارسة ثورية سلمية، تشارك فيها أفواج الشباب والنساء والمثقفين، هي التي حولت السخط الى احتجاج وأمل، في تمرين كفاحي نرى، معكم، أنه لن يكون الأخير !
المؤتمر الوطني العاشر
للحزب الشيوعي العراقي
بغداد – في 1-3 كانون الأول 2016