من الحزب

رائد فهمي: ما كان لهذا الانجاز أن يتحقق لولا الثبات على مبادئ الحزب

الرفيقات والرفاق الأعزاء
أنجزنا اليوم المتطلبات التي تشترطها الإجازة القانونية التي حصل عليها حزبنا الشيوعي العراقي. إن هذا المنجز يعد تاريخيا لأن حزبنا بات يتمتع لأول مرة منذ تأسيسه بحق العمل العلني بصورة شرعية وفقا للقانون والدستور، إذ أن شرعيته في العمل كان يكتسبها منذ انبثاقه قبل ثلاثة وثمانين عاماً من نضاله المتفاني دفاعا عن مصالح الشعب الوطن، وعن استقلاله وحريته، وعن حقوق الكادحين وشغيلة اليد والفكر، ومن سفره النضالي المجيد وتضحيات أعضائه ومؤازريه ودماء شهدائه. فما كان لهذا الانجاز أن يتحقق لولا هذه المسيرة النضالية المفعمة بالتضحيات والثبات على المبادئ بوجه الحكومات الدكتاتورية والمناهضة للحريات السياسية التي تعاقبت على الحكم منذ تأسيس الدولة العراقية. فهنيئا للشيوعيين العراقيين وأصدقائهم ومؤازريهم، وللديمقراطيين ولعملية بناء الديمقراطية في العراق.
وأود نيابة عن رفيقاتي ورفاقي في اللجنة المركزية أن أتقدم بالشكر لأعضاء الهيئة العامة للثقة التي أولوها لنا، ونحن نعي جيداً القيمة العالية لهذه الثقة وما ترتبه علينا من مسؤولية كبيرة في أن نكون أهلاً لها وأمينين على حمل ونقل الرصيد النضالي التاريخي لحزبنا العتيد، وأن لا ندخر جهداً وطاقة من أجل وضع البرنامج وأهدافه موضع التنفيذ. واتقدم بشكر خاص للرفيق العزيز (ابو داود) لإدارته هذا الاجتماع بنجاح، ولعطائه ومساهمته المتميزة في بناء صرح حزبنا وفي قيادة مسيرته ليبلغ ما هو عليه اليوم. والشكر موصول للرفيقات والرفاق أعضاء الهيئة التأسيسية ولسائر الرفاق الذي عملوا بدأب ونشاط مكثفين على مدى الأسابيع الماضية لتأمين نجاح هذا الاجتماع المهم في تاريخ الحزب.
انعقد اجتماعنا وقواتنا المسلحة الباسلة على وشك إعلان التحرير الكامل لمدينة الموصل من رجس الدواعش، وهو نصر وطني كبير صنعه المقاتلون العراقيون من مختلف أبناء طيف شعبنا العراقي تحت عناوين متطوعي الحشد الشعبي والبيشمركة ومقاتلي ابناء المناطق المحررة مع دعم وإسناد قوات التحالف الدولي. وبقدر ما تأخذنا الفرحة بهذا الانتصار، نعي جيدا حجم التحديات الجسيمة القادمة، وفي مقدمتها ضمان عودة النازحين إلى ديارهم في أسرع وقت ممكن، وإعادة إعمار المناطق المحررة وبناء اللحمة المجتمعية والوطنية بعد الضرر التي أصابها جراء جرائم الاحتلال الداعشي، وتدعيم النصر العسكري بمنظومة خطوات واجراءات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ضرورية لتحقيق النصر السياسي الحاسم ضد قوى الإرهاب وحواضنها، وتقويم بناء الدولة العرقية على أساس المواطنة ونبذ نهج المحاصصة الطائفية والأثنية، ووضع العراق على طريق الاستقرار والإعمار والبناء والتقدم الاقتصادي والاجتماعي.
وكلنا يعلم أن ذلك يتطلب نهجا آخر جديدا مختلفا عن مشروع الطائفية السياسية ونهج المحاصصة الذي جلب الويلات للبلد، وهم ما يعبر عنه شعار حزبنا "التغيير .. دولة مدنية ديمقراطية اتحادية ..عدالة اجتماعية ". ونحن ندرك تمام الإدراك أن التغيير المنشود يتطلب تغييرا في موازين القوى السياسية، على رفاق حزينا وأصدقائه أن يلعبوا دوراً رياديا ومحوريا في تجميع القوى وتوحيد عمل القوى المدنية الديمقراطية وسائر القوى الأخرى التي تتطلع وتعمل من اجل القضاء على الارهاب واجتثاث جذوره وعوامل إنتاجه وإعادة إنتاجه، وتعزيز استقلال البلاد وسيادتها وتوطيد وحدتها الوطنية وترسيخ البناء الوطني الديمقراطي الاتحادي للعراق على أساس المواطنة والعدالة، وبما يضمن المشاركة الفعلية والنشيطة لجميع أطياف شعبنا على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية على قدم المساواة.
ولكي ينهض الشيوعيون بالدور المعول عليه شعبياً، عليهم أن يكونوا في مقدمة الناشطين والمبادرين من اجل تحقيق الاصطفاف السياسي الضروري لإحداث التغيير، بكل ما يعنيه ذلك من تعبئة قدرات الشيوعيين وأصدقائهم، ونسج أوسع الصلات وأوثقها مع الجماهير، والانفتاح على القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية والمدنية الديمقراطية وجميع القوى الطامحة الى التغيير، وتبني المطالب الشعبية المشروعة والدفاع عن قضاياها وحقوقها، ولاسيما توفير الخدمات العامة الأساسية لها، ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين وترسيخ الحريات الدستورية والوقوف بحزم في وجه محاولات التجاوز عليها، والاهتمام بقضايا المرأة وحقوقها ومشاركتها الفاعلة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية على قدم المساواة مع الرجل ، والتوجه نحو الشباب والوقوف مع مطالبهم في توسيع دائرة مشاركتهم في الحياة السياسية والاجتماعية وخلق فرص عمل وتطوير إمكانياتهم ومواهبهم ، والسعي الدؤوب لتوحيد عمل هذا الطيف الواسع من القوى من أجل رسم أفق واعد لبلدنا وشعبنا ولأجيالنا الحالية والقادمة.
عاش الحزب الشيوعي العراقي
المجد لشهداء الحزب والشعب
عاش العراق حراً سعيداً مزدهرا
.