من الحزب

الحزب الشيوعي العراقي في نينوى : بدماء الشهداء عادت الموصل الى حضن العراق

بهمة الغيارى وعزم النشامى وإصرار ابطال القوات المسلحة بكل صنوفها ومسمياتها وتعاون وتكاتف ابناء الموصل وعموم العراقيين وتصميمهم جميعاً على طرد الأشرار من مدينتهم الحدباء العزيزة والقضاء على شخوصهم جسديا، جاءنا الانتصار بتحرير مدينة الموصل، وننتظر اعلان تحرير كل شبر من ارض الوطن من دنس الاوباش والقتلة اعداء الانسانية.
لقد عانى ابناء الموصل بمختلف انتماءاتهم الدينية والقومية والاثنية من ظلم أزلام ما كان يسمى بدولة الخلافة الاسلامية لثلاث سنوات عجاف، حرم الشيخ واليافع والطفل والشابة والمرأة من ابسط مقومات الحرية وممارسة الحياة الطبيعية وطال التشريد والاعتداء الجسدي والجنسي لآلاف مؤلفة من ابناء محافظة نينوى. وحاول تنظيم داعش نشر، وتلقين الاطفال، فكره المتخلف الذي اصبح من الماضي. وقد غرر بالبعض من الذين لم يواكبوا التقدم والتطور العلمي والاجتماعي السائد في العالم ونسوا انهم في عصر التكنولوجيا الحديثة وارادوا العودة بالبشرية الى عصور التخلف وقساوة الطبيعة ولجأوا الى ممارسة شتى انواع الاضطهاد والعنف ضد ابناء الموصل.
ولكن، وإن كنا قد قضينا جسدياً على أزلام داعش، ستكون الطريق طويلة للقضاء على الافكار الظلامية لهذا التنظيم الارهابي وإزالة آثارها المدمرة وبناء مجتمع ينعم بالأمن والاستقرار وتسوده المحبة والسلام.
وفي هذه اللحظات الحاسمة، اذ نشاطر ابناء الموصل فرحة الخلاص من كابوس داعش الارهابي، ندرك مشاعر الحزن والأسى على فقدان أحبتهم والدمار الذي لحق بمدينتهم، والقلق ازاء مستبقلهم وسط الغموض بشأن كيفية إدارة الاوضاع بعد الخلاص من داعش. وندعوهم الى التوحد والعمل معاً لترميم نسيج مجتمع الموصل، ونبذ أي عمليات ثأرية شخصية او جماعية من شأنها تعميق الانقسامات، والى تضافر الجهود وتوجيهها نحو تأمين عودة النازحين الى ديارهم وإعادة البناء والاعمار، واصلاح الادارة المحلية عبر استقطاب العناصر الكفوءة والنزيهة واعلاء مبدأ المواطنة .
كما نتوجه الى الحكومة والقوات المسلحة بالتعجيل في اتخاذ اجراءات وتدابير تعزز الثقة مع اهالي الموصل والاسراع في إعادة الخدمات الاساسية، والتعامل مع المواطنين دون أي تمييز او اقصاء، والاعتماد على القوى والشخصيات غير المتورطة مع قوى الارهاب والفساد وفي التأجيج والشحن الطائفيين، والاهتمام بسائر مكونات الطيف الاجتماعي والديني والقومي الذي يتألف منه مجتمع الموصل.
وندعو سائر اطياف شعبنا وكل قواه الوطنية الخيرة، وفي مقدمتها القوى والشخصيات المدنية والديمقراطية، الى التعبير بأشكال مختلفة عن التضامن مع اهالي الموصل، وتقديم المزيد من الدعم للقوات المسلحة العراقية البطلة للإسراع بتحرير ما تبقى من اراضي محافظة نينوى وبقية المناطق وتحقيق النصر النهائي على داعش.
ولكي يتعزز النصر ولا تذهب الدماء الغالية سدى لابد من اتخاذ الاجراءات القانونية بحق الذين كانوا سبباً في تسليم الموصل لداعش المجرم وكل الفاسدين والمفسدين الذين عاثوا بالمدينة فساداً، وكذلك بذل الجهود لإعادة ما دمره داعش وضمان عودة النازحين الى بيوتهم.
تحية لأبطال قواتنا الأمنية بجميع مسمياتها
المجد والخلود لشهداء العراق
عاش العراق وعاشت الموصل حرة أبية
محلية نينوى - الحزب الشيوعي العراقي
10 / 7 / 2017