من الحزب

الصحافة الشيوعية تحتفل بعيدها الثاني والثمانين

طه رشيد
احتفت الصحافة الشيوعية صباح أمس، بمرور 82 عاماً على انطلاقتها الأثيرة، رافعة راية نضال الشيوعيين والتقدميين الديمقراطيين الوطنيين.
وغصت قاعة جمعية المهندسين في ساحة الاندلس, بجمهور كبير من إعلاميين وشخصيات سياسة وأكاديمية واجتماعية، وحشد من الشيوعيين تقدمهم سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي.
بدأ الحفل بالوقوف دقيقة حداد اكراما لشهداء الصحافة الشيوعية والوطنية، ليلقي بعدها عضو المكتب السياسي للحزب الرفيق د.صبحي الجميلي كلمة لجنة الاعلام المركزي للحزب، مشيداً بالدور الريادي والتنويري الذي لعبته الصحافة الشيوعية خلال ثمانية عقود من مسيرتها. (نص الكلمة في هذه الصفحة).
ثم اعتلى المنصة, الكاتب والصحفي الرفيق رضا الظاهر متحدثا عن علاقة الحزب وصحافته بالشعر، ومذكرا بان رواد الحداثة قد ارتبطوا بالحزب الشيوعي العراقي، وكذلك رموز الادب والفن في عقدي الستينيات والسبعينيات, حيث قال ان "اغلب مثقفي العراق الابداعيين خرجوا من معطف الحزب".
وقدم الظاهر شاعر الاحتفالية المبدع ياسين طه حافظ بهذه الكلمات "شاعرنا الاثير والجليل الكبير يقول قوله الجميل بحق شهيدنا المثقف الاثير والجليل والكبير كامل شياع". وقرأ طه حافظ قصيدته مخاطبا كامل شياع قبل استشهاده: "وجه الطريق يخيف/ تلك حراشف قفَّت واحداق وراء لثامها/ تتوعد الآتين تستجلي حقائبهم لتسلخها".
وتضمنت الاحتفالية ندوة نقاشية عن الصحفي والكاتب الشيوعي الراحل محمد ملا عبد الكريم, قدم لها الاعلامي المعروف عماد جاسم, وتحدث فيها مدير عام دائر الثقافة والنشر الكردية الشاعر والمترجم آوات حسن امين حيث قال: "الكاتب الكبير محمد ملا عبد الكريم المدرس مناضل وسياسي بارع ومترجم وهو ذو هوية كردية ونسب عراقي وانتماء للإنسانية من خلال انتمائه للحزب الشيوعي. وهو صحفي متمرس بالفطرة وكان صديقا للشاعر الشيوعي الكردي عبد الله كوران وللأديب الكردي عزالدين مصطفى رسول اللذين ساهما في تأسيس اتحاد الادباء والكتاب في العراق في مطلع ثورة 14 تموز 1958"، ونوه بعد ذلك بالأثر الكبير الذي تركه محمد ملا عبد الكريم في الثقافة الكردية وهو ترجمته لمؤلفات لينين وجمع قصائد بوشكين في ديوان كبير وترجمها للكردية. واشاد اوات حسن بجهادية ومثابرة عبد الكريم قائلا "رغم مرضه الا انه كان يحضر كل الأماسي الشعرية في السليمانية بعد 2003, وانجز اربعة آلاف صفحة عن الشاعر الكبير الكردي سالم".
عاد الرفيق رضا الظاهر ليتحدث في مداخلة حول "ماضوية الشيوعيين ومستقبليتهم" استهلها بالإشارة إلى التهمة التي يوجهها البعض إلى الشيوعيين واصفين اياهم بالماضويين فنوه قائلا : " يحق لنا بالطبع ان نفتخر بماضينا المفعم بالأمثلة الملهمة, لكننا لا نجعله عائقا امام تطلعنا, فلسنا من المولعين بالبكاء على الاطلال.. بل نستثمر هذا الماضي, عبر موقف انتقادي, ليكون معينا لا ينضب لمستقبلنا ".
جرى بعد ذلك تكريم عائلة الرفيق الراحل محمد ملا عبد الكريم بلوح الابداع قدمه الرفيق رائد فهمي واستلمه نيابة الشاعر آوات حسن امين. كما تم تكريم مكتب اعلام الخارج في الحزب بلوح ابداعي استلمه الرفيق داود امين, وكان اللوح الثالث لصحفي وكاتب شيوعي متميز, وهو احد كتاب "طريق الشعب ", ومعروف بعموده "حكايات ابي زاهد "، وهو الرفيق محمد علي محيي الدين.
وفي الختام أحيت فرقة الفنان جمال السماوي بمشاركة عازف الكيتار المغني جمال العبيدي وعازف الاورغ الفنان عماد, حفلا اطرب الحضور بالأغاني البغدادية العذبة, بينما ختم هذه الفقرة الفنان الموصلي جاسم حيدر الذي غنى اغاني فولكلورية موصلية وبلغات ولهجات مختلفة.
وقدم الرفيق صبحي الجميلي للفنانين المساهمين باقات ورد تكريما لمشاركتهم التي اضفت فرحا وبهجة على الاحتفالية.