من الحزب

الجميلي: صحافتنا الشيوعية مدرسة للوطنية والديمقراطية *

الحضور الكرام.
الرفيقات والرفاق والأصدقاء الأعزاء
نرحب بكم نيابة عن حزبنا الشيوعي العراقي ولجنة إعلامه المركزي ونشكر لكم حضوركم معنا في هذه الاصبوحة التي نحيي فيها الذكرى الثانية والثمانين لعيد الصحافة الشيوعية..ففي ٣١ تموز 1935 رأت كفاح الشعب، صحيفة الحزب الوليد ولسان حاله النور وحملت صفحاتها الأولى الشعارات التي ناضل.الشيوعيون من اجلها.وقتذاك، إضافة الى الأهداف العامة وخيارات الحزب وتوجهاته في مختلف المجالات.
وتستوجب الإشارة الى ان الصحيفة التي أصدرها الراحل حسين الرحال قبل هذا مثلت اطلالة نوعية.وأخذت على عاتقها التبشير بالافكار الماركسية واليسارية والتقدمية والدعوة لها.وكانت قضية سفور المرأة من اهتماماتها.الملحوظة .
منذ الانطلاقة الأولى لصحافتنا.الشيوعية حملت سماتها الخاصة وعبر مسيرتها المعطاء غدت مدرسة متميزة همها الأول والأخير الشعب وطموحاته وما يواجه الوطن من قضايا ملحة، وهي.اذ تعالج الراهن منها،ظلت حريصة على رسم معالم المستقبل والتبشير بالاشتراكية كخيار.للبشرية نحو عالم أفضل .
تعددت الأسماء والمنابر الإعلامية الشيوعية ولكنها جميعا.انحازت الى الشعب والوطن وقضاياهما وظلت لصيقة بهموم الفقراء والعمال والفلاحين وشغيلة.اليد والفكر، وأولت اهتماما خاصا بالثقافة الوطنية مدافعة عن.تقدميتها وتعدديتها، وحملت راية التنوير ووقفت بوجه الظلامية والجهل والامية والتخلف والأفكار الشوفينية والعنصرية والتعصب والانغلاق القوميين، وتصدت للفاشية والصهيونية، وروجت لقيم ومثل الاستقلال والحريّة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
وتعدى اهتمامها شؤون الوطن فدافعت عن حق الشعوب العربية في الاستقلال والديمقراطية والحياة الكريمة،.وحقها في اختيار أنظمة الحكم وفق إرادة شعوبها الحرة، ودافعت عن حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته الوطنية المستقلة على ارضه وأدانت جرائم الصهاينة.
وظلت صحافتنا ومنابرنا الإعلامية صوتا للسلام والحريّة وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وعلى صفحاتها عكست نضال الشعوب وقواها الديمقراطية والشيوعية والتقدمية، وتضامنت مع المناضلين وحقهم في التعبير عن آرائهم ومواقفهم، وأدانت حملات القمع والعسف والاضطهاد التي تعرضوا لها، في مختلف بقاع العالم.
ان الصحافة الشيوعية: كفاح الشعب، الشرارة، القاعدة،. العصبة، اتحاد الشعب،.صوت الشعب، الفكر الجديد، طريق الشعب، آزادي،. ريكاي كردستان، كفاح السجين، السجين الثوري،..نهج الأنصار،.وغيرها من الصحف والمجلات التي أصدرها الحزب ولاسيما المتخصصة منها والمناطقية، أدت أدوارا مجيدة رغم كل الظروف الصعبة، وشح الموارد،.والتحديات الكبيرة.وصدور معظمها بشكل سري ولم تَر العلنية الا لأوقات محدودة ولكنها كانت بحق صوت الشعب وحاملة همومه وطموحاته، وتلقفتها.أيادي الملايين من أبناء شعبنا ووجدوا فيها معينا لهم في مواجهة أنظمة القمع والاستبداد والدكتاتورية،.ومخططات المستعمرين واذنابهم، رغم ادراكهم ووعيهم بان مقتني هذه الصحف وناقليها وموزعيها قد يتعرضون الى مخاطر جمة ويمكن ان تقود الى السجون والإعدامات.
والهمت.صحافتنا حماس الملايين والتف حولها وكتب فيها خيرة أبناء شعبنا من الصحفيين والشعراء والكتاب والأدباء، وخرجت اجيالا من حملة القلم أغنوا وأثروا ليس صحافة الحزب وحسب ، بل وصحافتنا الوطنية أيضا..
ونحن نحتفل بعيد صحافتنا.لأبد. ان نذكر مجلة الثقافة.الجديدة وكفاحها من اجل شعارها.العتيد : فكر علمي وثقافة تقدمية وهي.تحتفل هذا العام بالذكرى الرابعة والستين لانطلاقتها
ولم يقتصر اهتمام الحزب على الصحف والمجلات، بل أولى الاهتمام أيضا بالإذاعة فكانت صوت الشعب العراقي التي ساهمت في.فضح.جرائم انقلابيي شباط ١٩٦٣ وتحفيز حملة التضامن العالمي مع ضحاياه، ومواصلة لها حمل الأثير.مرة ثانية صوت الشعب العراقي ولكن هذه المرة من كردستان العراق ، وقامت بدور مشهود في فضح الدكتاتورية وتحريض وتحفيز أبناء شعبنا وجيشنا للانقضاض عليها، وساهمت أيضا في نشر اخبار أنصار حزبنا الشجعان ومعاركهم وبطولاتهم.
وإذ نحتفل بالذكرى الثانية والثمانين علينا ان نذكر باعتزاز من كان يعمل خلف الأضواء، ممن كان يوصل النهار بالليل كي ترى صحافتنا النور، انهم العاملون في مطابع الحزب السرية منها والعلنية، فلهم كل التقدير والامتنان .
وارتباطا.بالتطورات التكنولوجية.الحديثة يولي.الحزب الاهتمام للاستفادة.الانجع من مواقع التواصل الاجتماعي، وان تكون اداة فاعلة اخرى للترويج للقيم الوطنية والديمقراطية، خاصة بين الشباب.المتطلع الى الجديد والمستقبل.
هذه هي صحافتنا ومنابرنا الإعلامية، محرض.ومحفز ومنظم، وداعية واداة تنوير ، ومسيرة رائدة، وتاريخ حافل، ومواقف شجاعة ومبدئية، انها مدرسة للوطنية والديمقراطية ..وكان وراء هذا التألق رفاق وأصدقاء ومناضلون، شيوعيون وديمقراطيون وتقدميون، نعتز ونفتخر بهم، انهم الرواد الذين اسسوا هذه المدرسة بتقاليدها.ونهجها.وعطائها المتألق، وهي في كل هذا تستمد العزم والقوة.والإصرار من دعم جماهير شعبنا وإسنادهم، ومن سياسة ومواقف الحزب وقيمه ومبادئه واهتمامه اللامحدود بإعلامه وما ينهض به من مهام متعددة.
واليوم تواصل منابر الحزب الاعلامية: طريق الشعب، الثقافة الجديدة، الشرارة، الغد، الحقيقة، بيرموس، إذاعات الحزب، مركز الاتصالات الاعلامية (ماتع)،. ومواقعه الالكترونية، حمل الراية. مسترشدة.بهذا التراث المجيد، لا حياد عندها.حين يتعلق الامر بالانحياز للشعب، للفقراء والكادحين، في صوت مدو ضد الفساد والفاسدين والفاشلين، وضد المحاصصة الطائفية والإثنية،.انها صوت.الاحتجاج الجماهيري، صوت كل العاملين من اجل عراق آخر، لا مكان فيه لداعش والإرهاب وللمليشيات المنفلتة والجريمة المنظمة ولتكميم الأفواه، وينعم بالاستقرار،.انها صوت المناضلين من اجل.الإصلاح والتغيير، وبناء دولة المواطنة والعدالة والديمقراطية الحقة والحياة الكريمة.
المجد لعيد الصحافة الشيوعية
المجد للرواد والشهداء،.المجد للسائرين على الدرب
النصر لشعبنا وقواتنا المسلحة.والهزيمة والاندحار لداعش والإرهابيين
******
ـــــــــــــ
* نص الكلمة التي القاها الرفيق الدكتور صبحي الجميلي في الحفل المقام بعيد الصحافة الشيوعية