من الحزب

الشيوعي العراقي يستذكر شهيده البرلماني سعدون

الحزب الشيوعي العراقي

مركز الإتصالات الإعلامية ( ماتع )

طالَتْ – ولو قَصُرَت يدُ الأعمارِ -
لرَمتْ سِواكَ عَظُمْتَ مِنْ مُختارِ

من صفوةٍ لو قيلَ أيٌّ فَذُّهُمْ
لم تَعْدُ شَخْصَكَ أعينُ النُظَّار

لكن أرادتْ أن تحوزَ لنفسها
عَينَ القِلادةِ فازدَرَتْ بنُثار

وأرى المنايا بالذي تختارُهُ
للموتِ عاطلةً ، وذاتَ سِوار

وتجاهَلتْ أنَّ البلادَ بحاجةٍ
لكَ حاجةَ الأعمى إلى الإِبصار

بهذه الابيات التي رثى بها الجواهري أبا التمن أستهلت الاحتفالية الاستذكارية التي أقامها الحزب الشيوعي العراقي صباح السبت 16 تشرين الثاني 2013 في الذكرى التاسعة لاستشهاد عضو مكتبه السياسي والبرلماني "وضاح حسن عبد الامير" المعروف في سفر النضال بـ "الرفيق سعدون ـ أبو كفاح"، على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي في ساحة الاندلس ببغداد.
بدءا وقف الحضور الحاشد دقيقة صمت عرفانا ووفاءً واكراما وحدادا للشهيد سعدون ولرفيقيه النصيرين اللذين أستشهدا معه: نوزاد توفيق وحسيب مصطفى ولشهداء الحزب والحركة الوطنية والشعب والوطن.
ثم بدأت فقرات الفعالية التي حضرها سكرتير الحزب حميد مجيد موسى مع عدد من أعضاء قيادة الحزب، بكلمة الحزب التي ألقاها القيادي مفيد الجزائري . بعدها كانت كلمة الرفيقة "دنيا" زوجة الشهيد، التي تعذر حضورها فأرسلتها من استوكهولم وألقتها نيابة عنها وبشجن باد الناشطة "بسمة كاظم"، ومما قالته: (ها قد مرت تسع سنوات عن رحيلك عني وعن كفاح ابننا، وما زلت انت حاضرا معن ، ومعنا في كل الأوقات والمواقف حاضرا بضحكاتك التي لم تكن تفارق وجهك ...حاضرا بكلماتك وحكاياتك عن الجبال والرفاق والشهداء ...كيف كنت كل الليل تنزل الى المدن، وتزور كل الرفاق الموجودين في الداخل، وتعطي كل منا قرارات الحزب والمعلومات الكافية.
مع نسيم الصباح تذهب وضحكة لن تفارق وجهك وانت راجع الى جبال كوردستان، بين رفاقك تناضل من اجل ان يعيش أطفالنا بسلام وحرية في الوطن الحر، اذكر كلماتك ومحبتك لرفاقك فردا فردا، وكيف كنت تفكر بأطفال الشهداء وعوائلهم، وتزورهم في كل المناسبات ووجهك المبتسم يقول: هذا اقل واجب تجاه تضحيات والدهم.
اتذكر الليالي والسهر الذي كنت تسهره فيها لاستكمال جداول مالية الحزب وجدول القرارات.... أتذكر جلساتك مع كفاح وتتكلم معه عن الحزب وكأنه رجل كبير، وتعلمه مباديء الحزب وهو منتبه لك رغم صغر سنه، كنت توصيني بالرفاق وان احبهم كإخوة لي، وان أكون في خدمة الرفاق والحزب في كل الاوقات...)
ثم ألقى شقيقه صباح حسن عبد الامير كلمة الاسرة الكريمة، فذكر: (قبل بداية معارك 2003 لاسقاط النظام البعثي بشهر تقريبا، استدعتني دائرة الامن في كربلاء، وطلبوا مني ان اسافر الى اربيل/شقلاوة لاقناع الشهيد "سعدون – وضاح" بترك الحزب ومقاومة النظام والسفر خارج كردستان العراق وانهم سيعطونه ما يريد من مال وأطيان، وطلبوا من المعاون السياسي إعداد خطة سفري وترتيب طريق الذهاب.
أخذني المعاون الى غرفته واغلق الباب وسرّني (منذ 15 عاما كلفت ضمن فريق أمني بمراقبة تحركات ونشاطات أخيك سعدون.. ومن كثرة مراقبتي له بدأت بالاعجاب به وبدأت أحبه وأحترمه، واعرف أننا ننفخ في قربة مقطوعة لنحيده عن الطريق و ما يؤمن به، ستذهب وسيرفض اخوك بشدة وسيمارس عمله في حزبه وفي المعارضة بجدية أكثر ... فاستغل هذه الفرصة لزيارته وقد تكون هناك فرصة أخرى لتلتقوا في كربلاء بعد رحيلنا ... فأوصه بنا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!).
وتتالت الشهادات المضيئة، فكانت الاولى لعضو المكتب السياسي للحزب محمد جاسم اللبان، ومما جاء فيها: (لقد رافقت الشهيد وضاح قبل السقوط وبعده، وعملنا سوية في أكثر من مجال، وتعلمت منه الشيء الكثير، رغم أنه أصغر مني بكثير، لكن سماته القيادية وخصاله الذاتية، كانت متفجرة وتشع في كل الاتجاهات لتنير دروب النضال حتى المعقدة والمستعصية منها.
كانت الابتسامة لا تفارق ثغره حتى في أصعب اللحظات وأشد المحن قساوة، وذلك لأنه امتلك عقلا ستراتيجيا، أتاح له القدرة على ايجاد الحلول السريعة والمناسبة لكل المشاكل التي واجهتنا سواء في العمل الحزبي أو الجماهيري أو الديمقراطي.
لم أره غاضبا في يوم من الايام، ولم أسمع أنه قال كلمة قاسية لأي من الرفاق، صغيرهم وكبيرهم، كان يجسد ببراعة مقولة الثائر الاسطوري ـ جيفارا ـ: "مارس القيادة دون أن تأمر").
وكانت شهادة أخرى ألقاها رفيق دربه وحزبه أبو فكرت، ومنها: (كان أهل شقلاوة وحرير وراوندوز يكنون له وافر التقدير والاحترام لشجاعته ومواقفه البطولية ومقاومته فلول ومرتزقة المقبور صدام في تلك المناطق.
كان شجاعا، كريم النفس، ذا أخلاق عالية، اجتماعي الطبع، وكان طيب القلب ولا يضمر شيئا في قلبه على رفاقه ، وكان ينطلق من حرصه الكبير على حزبه وقضيته.)
ثم كان مسك الختام مع قصيدة بالمناسبة للشاعر حمزة الحلفي:
(وشفتك وي كفاح انطيته وردة نور
حمرة وطش عطرها بروح اليحبون
مكتوب بوسطها دعوة استنفار
توصل كل رفيق بأي مكان يكون:
اذا تريد ثاري وحتى اني أرتاح
أريد من صدك هالمرة تشتغلون
فوك أصواتكم اني أريد أصوات
ويروا بالكم من ذوله اللي يبوكون)