من الحزب

مجدا للرفيق الشهيد البطل وضاح عبد الامير – سعدون..

مجدا للرفيق الشهيد البطل وضاح عبد الامير – سعدون..
مجدا لشهداء حزبنا وشعبنا..
والنصر للشعب واحزابه وقواه المخلصة المتفانية..

اسود ، كالح ، كان ذلك اليوم من خريف 2004 ، الذي داهمنا فيه خبر استشهاد ابي كفاح ورفيقيه نوزاد وحسيب.

فلا ابو كفاح كان انسانا ورفيقا عاديا ، ولا الظروف المحيطة بحزبنا كانت يسيرة مواتية، ولا الزمن الذي اطفأ فيه القتلة وهج حياته كان مثل اي زمن.
لم نصدق انه ، هو المتنبه ، المتيقظ ، المقاتل الذي خبر الحركة في حقول الغام الكفاح الانصاري ، والمناضل في الدروب الخطرة للعمل السري ضد اشرس مؤسسات قمعية ، واجاد التحرك .. والذي واجه التهديدات المميتة المحيقة به شخصيا ، وعرف كيف يعاركها ويخرج منها منتصب القامة ، قويا ، لم نصدق انه ، هو المكتنز قوة وعزما ، وإقداما وشجاعة ، وقع حقا وفعلا ، في الفخ الغادر لتلك الايادي الحاقدة ، الآثمة ، الملطخة بالدماء الزكية لمئات وآلاف الشيوعيين والوطنيين الآخرين ، المكافحين ضد النظام الصدامي.
لم نصدق انه ، هو الرفيق الامين ، العارف بالكثير من خيوط العمل الحزبي ونسيجه ، منذ سنوات الكفاح المجيد ، البطولي ، ضد ذلك النظام واجهزته الوحشية .. انه ، هو المنظم المجرب ، المنصرف مع رفاقه الآخرين المعنيين ، الى عملية اعادة بناء الحزب في الظروف الجديدة ، والمنغمر يدا بايديهم ، في تشكيل تنظيماته من جديد ، بعد ربع قرن من العمل في ظروف اقصى السرية ، والتعرض لاقسى الضربات ، واخطر الاختراقات ، وافدح الخسائر .. انه ، هو لا غيره ، يرحل عنوة ، ولما يكمل الواجب الكبير ، الصعب ، الذي اوكله الحزب اليه ، ويترك لرفاقه مواصلة الشوط وانجاز المهمة.
لم نصدق انه ، هو القيادي الشيوعي المفعم حيوية ، الناشط في سائر ميادين العمل الحزبي والوطني والجماهيري ، المتواصل مع المنظمات والرفاق في اللقاءات والاجتماعات اليومية ، والمكرس الجهد والوقت للنهوض بواجباته كعضو في البرلمان الاول المجلس الوطني ، والحريص في كل حين ، على ادامة وتطوير علاقات الحزب ، مع القوى السياسية الاخرى، والمنظمات والجهات والشخصيات المختلفة ، ومواصلة وتوسيع وتمتين الصلات مع الناس ، وتعزيز حضور الحزب في اوساط الجماهير .. لم نصدق انه يغادرنا قسرا ، وكل شيء في الوطن وفي الحزب ، في بداياته الجديدة بعد.
لم نصدق انه ، هو العراقي الوطني ، المفعم اخلاصا ووفاء لوطنه وشعبه ، والذي انغمر مبكرا في النضال من اجل قضاياهما العادلة ، واعطاهما كل سنوات عمره عمليا ، ووظف في خدمتهما كل قدراته وطاقاته ، ووهبهما في النهاية اعز ما عنده حياته الغالية .. لم نصدق انه قتل غيلة ، برصاص ايتام صدام واجهزته الارهابية ، وان دمه الطاهر سفح ظلما وعدوانا ، وان العراق خسر باستشهاده ابنا بارا ، نادر المثال في حب الوطن ، والتضحية في سبيله ، من دون ان يرف كثير جفون ، في الاوساط الرسمية لعراقنا الجديد ، والاجهزة الحكومية المعنية.
لم نصدق انه ، سعدون العزيز ، الصديق الصدوق المحب ، الدافيء الحميم ، الطافح بشرا وحبا للحياة ، المشع لطفا ومودة ، المتابع والمعتني دائما برفاقه وكل المحيطين به .. يتركنا نخسره بتلك البساطة وذلك اليسر ، والى الابد..
نعم ، وكانت خسارتنا فيه جسيمة. حتى اليوم ، نستشعر فداحتها.
وحتى اليوم يعتصر الالم قلوبنا ، حيفا عليه ، وعلى شبابه المغدور ، وعلى عائلته الصغيرة السعيدة به ، والممتليء فرحا بها.
وحتى اليوم ، بعد تسع سنوات من الجريمة ، نتوجه الى الجهات المسؤولة في البلاد ، والى الاجهزة الامنية والقضائية المعنية ، محتجين بشدة على اهمال قضية الشهيد سعدون ، ومكررين المطالبة بالعودة الى ملفها ، وفتحه ، وملاحقة القتلة المأجورين ، ومقاضاتهم وإنزال العقاب بهم.
وليس ملف قضية الرفيق سعدون وحده. فالغبار لا يزال يتراكم على ملفات عشرات آخرين ، من رفاقنا الذين استشهدوا في مجرى السنوات العشر الماضية ، وذهبوا ضحية اعتداءات الارهابيين ومحترفي الجريمة المرتبطين بهم.
لن ننساهم ، اولئك الشهداء الابطال ، كما لن ننسى الشهيد سعدون ، وسنبقى نطالب بملاحقة قتلتهم جميعا ومعاقبتهم.
نكرر ذلك اليوم ، مرة واخرى واخرى ، ونحن نباشر فعاليات احياء العيد الثمانين لحزبنا ، الذي استشهدوا في سبيل قضيته العادلة ، قضية الشعب والوطن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي التي ألقاها القيادي مفيد الجزائري في إحياء الذكرى التاسعة لاستشهاد الرفيق وضاح حسن عبد الامير ـ سعدون في الحفل الذي أقيم صباح السبت 16 /11 /2013 على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الاندلس ببغداد.