اعمدة طريق الشعب

ثلاثة أوقاف نريدها وقفا واحدا / منعم جابر

الكثير يطالب بإلغاء المحاصصة الطائفية ويدعو الى اعتماد الولاء الوطني والهوية العراقية أساسا لكل المواطنين، واعتبار ذلك منهجاً وسلوكاً رسمياً في الساحة. لكن مقابل هذا البعض هناك بعض آخر نراه يمجد الطائفية ويصفق للاثنية ويدعو الى المناطقية بحجج شتى. هذا هو الواقع وتلك ظروف البلد، وهذا العمل هو الحل وغيرها من الحكايات.
والغريب ان حكومتنا الرشيدة هي التي تشجع وتدعم هذه التوجهات المفرقة والممزقة للمجتمع (وأرى ان للمحتل رأيه وتأثيره في هذا الموضوع). الذي أثار انتباهي وحيرني، هو ذلك الإصرار المتعمد والصريح الواضح في مذهبية كل تصرف، وعائدية كل دائرة إلى جهة بعينها، والقصد واضح والتصرف بيّن يقصد منه تكريس الهوية الطائفية وتوسيع الخلاف وزيادة شرخ التمزق في جسد الأمة العراقية وبين أبنائها، وإلا لماذا لا توجد وزارة عراقية تجمع كل الأوقاف، بينما جزء للوقف الشيعي والجزء الآخر للوقف السني والجزء الثالث وقف الديانات الأخرى!؟ وكثيراً ما نشاهد لافتات وبحروف كبيرة تبشر بعملية أو إيجار أو استثمار يعتز بها الوقف السني أو يقدمها الوقف الشيعي أو وقف الديانات الأخرى، ونحن ندعو ونطالب ونتظاهر ونعتصم دفاعاً عن هوية العراق ووحدته، لكن الساعين إلى التمزيق يناضلون ويكافحون من اجل انتعاش الطوائف والطائفية، وإلا بماذا نفسر إصرار الحكومة ودعمها لثلاثة أوقاف تمثل أكثر من ثلاث جهات، بينما الواجب يتطلب سد الطريق أمام أي دعوة الى الطائفية والاثنية، ومحاسبة وتجريم من يدافع عنها ويشجعها. ولعل الخطوة الأولى والمهمة هي دمج دوائر الوقف بكل تسمياتها وتحت عنوان واحد هو «هيئة الأوقاف العامة»، وهذه تضم كل المسميات، أم ان للأمريكان رأي آخر، وإنها جزء من الفوضى الخلاقة!؟ الله اعلم.